///

لهذه الأسباب جهّزَ دياب دِفَاعَهُ وهُجُومَهُ في وجه المحقق

134 views

رادار نيوز- لم يأتِ كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب حول إنفجار مرفأ بيروت بجديد يُذكَر، فبعض ما كشفه رئيس الحكومة يَعرِفه قسمٌ من اللبنانيين من خلال المعلومات الاستقصائية. كما إن الجزء الآخر من كلامه وَرَد في تقرير الـFBI   الذي لم يأتِ على ذكر نظرية التلحيم، بل طَرَحَ شُبهاتٍ حول “الشبح الغامض” المتهم في جريمة المرفأ. ومع ذلك فإن كلام دياب لا يزال يتفاعل في الصالونات السياسية، بين متفاعل إيجابي ومتفاعل سلبي.

قد تكون أهمية المؤتمر الذي عقده رئيس الحكومة تكْمُنُ في خروجه عن التحفظ والتكتم، اذ كَشَفَ عن عِلمِهِ بوجود نيترات الأمونيوم في حرم المرفأ، كما كشف عن موقفه من إدعاء المحقق العدلي عليه بقوله “ظلمني”، موجّهاً إتهاماً لقيادات أمنية لم تتحرك، وقضاةٍ لم تحصل مساءلتهم، مدافعاً عن نفسه ومؤدياً دور المظلوم، عندما اعتبر ان المحقق العدلي إرتَكَبَ أكبر جريمة بحق التحقيق بالإدعاء عليه، حين قرر أنهُ صار مجرماً لأنه لم يتفقد المرفأ.

مسألتان اساسيتان لا يمكن تجاهلهما في مؤتمر دياب هما: أولاً تقديرَهُ أن كمية الأمونيوم المتفجرة هي خمسمئة طن وإشارته إلى تفجير حصل عن بعد او من خلال صاعق، (مع العلم ان رئاسة مجلس الوزراء نفت من خلال بيان ان يكون قد ذكر هذا الموضوع).

النقطة الأهم، انه نسف فِكرة التلحيم من أساسِها التي سادت من اللحظة الأولى لوقوع الانفجار، وعلى الرغم من إستمرار توقيف “عمال التلحيم” على ذِمّة التحقيق، والذين لا عِلْمَ لهم بالمخطط، مُحمّلاً الأجهزة الأمنية جميعها المسؤولية في بقاء المتفجرات كل هذا الوقت في المرفأ، وإن كان دياب قد لَعِبَ على وتر التناقضات والتحليلات حول كيفية اختفاء كميات من النيترات، على طريقة “من أخفاها وهَرّبَها. ومن هو الفريق الذي يُتَاحُ له الدخول بسهولة الى منطقة المرفأ، على عينك يا تاجر، لسرقة ألفي طن من المواد المتفجرة من دون علم أحد؟”.

ثَمّة من يعتبر ان دياب جهز نفسه جيداً لخطوة الدفاع الإعلامية عن حكومته، وإنه حَقّقَ “ضربة معلّم” متمايزاً عن الوزيرين السابقين غازي زعيتر وعلي حسن خليل، مستفيداً من الإجازة التي دخل فيها التحقيق بعد رفع دعوى من قبل الوزيرين زعيتر وخليل ضد القاضي فادي صوان بسبب الإرتياب المشروع.

ما لا يُمكن إغفاله التوقيت ايضاً، حيث أن كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال وفّرَ لم الشمل السنّي حوله، إذ حظي بتأييد وغطاء سني من الطائفة ورؤساء الحكومة السابقين ومن الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي سارع الى السرايا الحكومية للقاء دياب.

بالمقابل هناك من يرى ان دياب حاول رفع المظلومية عن نفسه كرئيس حكومة لجهة التقصير والإهمال، إلاّ ان مؤتمر النحيب وإلقاء اللوم على الآخرين لن يُبرّرَ العجز السياسي للحكومة في إدارة كل الملفات. فالحكومة عجزت عن حماية اللبنانيين من إنفجار دَمّرَ نصف بيروت، ومرفأ بطوله وعرضه، مع أهميته الجغرافية والاقتصادية في المنطقة. ويُضَافُ الى مسلسل فشلها في إدارة ملف كورونا وحماية الناس، وأخذهم الى جهنم الاقتصادية.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

ضومط: هذه المرة القرار بيدنا وليس بيد الدولة وللأسف ان بعض الناس يعتبرون ان كورونا مؤامرة وسنصل الى وقت كل من يصاب بكورونا سيطبب نفسه بنفسه

Next Story

جعجع: القوات لن تحمل السلاح مجدداً الّا في هذه الحالة

Latest from Blog