رادار نيوز- تعثر الحلول للازمات السياسية والمالية والمعيشية يترافق مع ارتفاع منسوب القلق الامني على الساحة اللبنانية التي سجلت نسبة الجرائم المرتكبة فيها خلال الشهرين المنصرمين الاعلى منذ نشأة لبنان ، ومرد ذلك الارتفاع الهائل في حجم البطالة لدى الشباب والمواطنين الذين فقدوا وظائفهم وأعمالهم بفعل الهوة المالية التي أنزلقت اليها البلاد، والمديونية الكبيرة للخزينة العامة والركود الاقتصادي المتحكم بالاوضاع منذ سنوات .
وأذا كانت الاسباب الرئيسية للازمة المعيشية الناجمة في معظمها عن التدهور في سعر الليرة مقابل العملات الاجنبية عموما والارتفاع الملحوظ للدولار الاميركي، يبقى السؤال لدى المتابعين للملف الامني عن الدافع الاساس للتسخين العسكري جنوبا والمتصل تحديدا بالوضع ما بين لبنان واسرائيل التي تكثف طلعاتها الجوية على علو منخفض في السماء اللبنانية وتتوسع في خروقاتها لتبلغ العاصمة بيروت والمتن وكسروان في شكل شبه يومي ومن دون هوادة، الامر الذي يثير مخاوف اللبنانيين من احتمال توجيه ضربة في مكان ما على الاراضي اللبنانية.
النائب والعميد المتقاعد وهبة قاطيشا يقول لـ “المركزية ” أن الهدف الاساس هو استكشاف ما يجري على الارض السورية وتحديدا من عمليات نصب للصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى خصوصا وأن الساحل اللبناني يشكل نقطة خفاء للمقاتلات الاسرائيلية كما سلسلة جباله تشكل الارضية الفضلى لها للاغارة على المواقع العسكرية السورية. والامر كذلك بالنسبة الى التحضيرت اللوجستية لاي عملية عسكرية قد تشنها تل ابيب على دمشق والمراكز الاخرى المهمة.
ويستبعد قاطيشا أن يكون للموضوع اي تأثير على الملفات الاخرى سواء المتصل منها بالقضية الفلسطينية أو بالملفات العالقة مع لبنان والمتعلقة بعملية السلام أو بالانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، معتبرا أن ربط الامر بعملية التطبيع الجارية مع الدول العربية والخليجية وبالمفاوضات القائمة في الناقورة راهنا حول ترسيم الحدود البحرية والبرية لا يتعدى اطار التحليل والتكهنات .