/

طريق الجلجلة.. وكاريش وما بعد كاريش.. الإعلامي سعد الله فواز حمادة

2168 views

طريق الجلجلة…

وكاريش وما بعد كاريش..

الغاز هل يكون لعنة؟

نحن امام عدة سيناريوهات سنواجهها في الايام القادمة…

انا لا اريد الاستفاضة بما يمثله الغاز اليوم للكثير من البلدان التي اصبحت امام معضلة حفيقية، ان لم يأتي الحل حتى قدوم فصل الشتاء…

فالكل اصبح يعلم ان العالم في مأزق حقيقي وأن حرب الطاقة هي المعيار الآن وليست افواه المدافع….

فبعد القمتين المضادتين  والاصطفافات التي رأيناها سنكون في الايام القادمة امام عدة سيناريوهات:

اولا هل أن التراخي الاوروبي في مسألة العقوبات هي دلالة على حل يلوح في الافق؟

أم أن هذا مجرد شد حبال….

ثانيا: الموقف الاميركي الصارم تجاه الحل مع روسيا! هل يشي بأن كرة الثلج هذه ستكبر وتتدحرج وسيكون تداعياتها في منطقة لطالما تقع ضمن نفوذ متصارع! وكانت تاريخيا تدفع ثمن الصراعات هذه؟

كل المؤشرات تدل على اننا امام صراع تصاعدي مع تعنت التركي في سوريا، الى المماطلة في ملف الترسيم حتى الى العنتريات الاسرائيلية والتهديدات، وكان آخرها تهديد وزير الحرب الاسرائيلي بحرق لبنان….

سياسة العصى والجذرة…

يعي الاميركي والاسرائيلي انه لا غاز دون اتفاق مع لبنان، ولا أمان لهذه الثروة ان لم يكن هناك غطاء لإستقرار حتى الشركات المستخرجة لها تعمل وبمصوغ شرعي وأمني يضمن لها الاستمرارية، وهذا ما سمعناه من خلال شد الحبال والتهديد (بكاريش وما بعد كاريش)…

اسرائيل تعلم بأن لبنان في وضع صعب ولا يحتمل المماطلة، وهو حتما لديه قوة ويستطيع ان يستعملها ولا يهول بها….

إذن ما قاله الامين العام هو جدي وكل المؤشرات تدل على اننا امام سيناريوهين:

أما إتفاق وترسيم…

أما صدام ومواجهة…

بالتحليل المنطقي، ان الحاجة الملحة والحرجة لتأمين بديل الغاز الروسي سيكون له مفعول ايجابي في حل مسألة الترسيم، وسيحصل لبنان على اعتراف لحقه في ثروته…

أما ان كان هناك غباء واستعلاء في هضم حقوقه فلا بد انه سيؤدي لمواجهة! وسيحرم الغرب من الغاز وهذا ما استبعده…

ان وجود العامل الضاغط هو سيكون مفتاح الحل، ولكن حذاري الركون الى  عدو مخادع مكار!

فممكن المهادنة اليوم لكن احتمال انقضاض هذا العدو لاحقا وبأساليبه التي عهدناها!

فالوضع الداخلي الهش، وان لم يكن من تكاتف وكلمة سواء، سيفتح الباب على مصرعيه لإنفلات أمني واجتماعي، يكون المصوغ لتبديد هذه الثروة واضمحلالها…

استحقاق طريق الجلجلة

التاريخ ان حكى، في كل استحقاق رئاسي كان لبنان يمر على هذا الطريق، المليء بالاشواك والالغام، اقله صراعات داخلية ام خارجية، يلعب الخارج دورا في ازكائه…

فهل نحن امام هكذا سيناريو؟

ان اختيار الرئيس العتيد، ليس هو الترياق والسحر الساحر الذي يخرج لبنان من الشرنقة. انما هو الطريق الذي يضعه على السكة السوية، التي لا شك تكون بداية لمعالجة الاعوجاج ومافيات الفساد التي انهكت الدولة وأدخلت الشلل في مفاصلها، وأصبحت مترهله متهالكه…

فلرئيس خارج هذه المنظومة يعطي أمل بالتغيير، ويكون بداية لمد يد المساعدة له،  وأما الاتيان برئيس من نفس البوطقه، فهو استمرار لهذا النفق واستكمال لطريق الجلجلة…

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

بري يتصل مهنئاً بطالب ثانوية رسمية لنيله المرتبة الاولى في الثانوية العامة

Next Story

وزير الثقافة نعى القاضي جميل بيرم: مسيرة قضائية من الزمن الجميل

Latest from Blog