افتتحت نقابة صيادلة لبنان قبل ظهر اليوم في فندق الحبتور – سن الفيل، مؤتمرها التاسع عشر بعنوان “تطور الصيدلي في النظام الصحي” برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وحضور الوزير بانوس مانجيان ممثلا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، النائب نعمة الله ابي نصر ممثلا رئيس المجلس النيابي نبيه بري وعدد من النواب وممثلي الاحزاب والتيارات السياسية والهيئات الصحية اللبنانية والعربية.
النشيد الوطني افتتاحا فكلمة ترحيب من امين السر ربيعة حسونة وكلمة لرئيس اللجنة العلمية في النقابة رنده عون شرحت فيها برنامج المؤتمر وجلسات العمل.
ثم القى نقيب الصيادلة الدكتور زياد نصور كلمة جاء فيها: “اننا في نقابة صيادلة لبنان اعلنا الحرب ومنذ زمن بعيد على كل من يتعرض لحق الناس بالصحة كحق مقدس، وعلى كل من يتعدى على مهنة الرسالة محاولا تفريغ مضمونها العلمي المسؤول عن صحة المريض الى ذهنية تجارية تتاجر بصحته”.
وأضاف: “ان مهلة الصيدلة في عصرنا الحالي اصبحت مهنة حساسة وخطرة جدا لاننا اصبحنا نتعامل مع ادوية فعالة جدا وخطرة بمقادير قليلة جدا، فأي خطأ او سهو ممكن ان يكون على حساب صحة او حتى حياة المريض.
ايعقل اننا في الزمن الذي تتفرع عن مهنة الصيدلة اختصاصات عديدة حيث تلقى على عاتق الصيدلي مهام جديدة شديدة الدقة والخطورة، وسعينا الى اصدار قانون الصيدلة السريرية بعدما تم صدور قانون حصر الدعاية الطبية بالصيدلي الاختصاصي بمساعدة المجلس النيابي، ترانا ما زلنا عاجزين دولة ونقابة عن ضبط بعض الدكاكاين المسماة زورا مستوصفات، وهي في الحقيقة مرتع للتجارة والربح الحرام، تحظى برعايات طائفية وسياسية.
اما الدولة فما زالت تقارب هذا الموضوع بكثير من الارتجال والمسايرة بينما المطلوب الزام المستوصفات تطبيق المعادلة الموضوعية الواضحة المستوصفات هي عمل خيري مجاني يبغي خدمة الانسان دون منة”.
وسأل: “أيعقل ايها الاحباء اننا دولة تستجدي تطبيق القانون تناشد المخالفين بدل معاقبتهم او بالكاد تكتفي بمعالجات تقليدية غير زاجرة في اغلب الاحيان؟.
نحن امام سلسلة من المخالفات للقوانين ابطالها بعض الصيادلة والاطباء والتجار وبعض الدولة:
اولا: وجود ادوية غير مسجلة في لبنان توصف من قبل بعض الاطباء بالتواطوء مع بعض الصيادلة وهذا مايسمى بالفرنسية COMPERAGE وهو مخالفة فاضحة.
تخيلوا للحظة لا سمح الله ان جميع صيادلة لبنان يقومون بادخال ادوية غير مسجلة بالاتفاق مع الاطباء ماذا ستكون النتيجة غير الفوضى، هل يعقل ان يتصور احد ان يجد في فرنسا او اميركا دواء دون ان يأخذ تأشيرة من FDA او AFSSAPS.
ثانيا: هل التغاضي عن بعض الاطباء الذين يمتهنون البيع والشراء للادوية خاصة HORMONE في عياداتهم يحتاج الى حل للشرق الاوسط لوقفه؟
هل بيع الادوية من قبل بعض المستودعات والشركات الى غير المؤسسات الصيدلانية المرخصة (مستشفى، مستودع، صيدلية) والى الاطباء (في بعض الاحيان عبر تغطية بعض الصيدليات) يحتاج الى معجزة ايضا لوقفه.
هل وقف بعض المستشفيات التي تبيع الادوية علنا لخارج المستشفى خلافا للقانون، وعند اكتشاف امرها تحول الصيدلية الى مستوصف وكان الوضعية الجديدة قانونية اكثر، تحتاج الى معجزة اخرى، في الوقت الذي نضع امكانياتنا مع نقابة الاطباء ووزير الصحة لوضع الوصفة الطبية الموحدة موضع التنفيذ ووضع لائحة بالادوية التي تعطى بوصفة طبية وادوية تبقى ضمن ترشيد صيدلاني، ترانا امام جمعيات تدخل الدواء من الباب العريض من خلال مجلس الوزراء بالتأكيد دون رقابة الاختصاصيين، وتباع تحت ستار المساعدة الانسانية، وعندما ترانا نحاول مع المعنيين في منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة وضع حد لمقاومة المضادات الحيوية للجراثيم من خلال اعطائها بوصفة طبية فقط نجد انفسنا امام وضع اخطر، اذ ان الدواجن والمواشي تعطى المضادات الحيوية كالطعام، وبالتالي ان المقاومة للمضادات الحيوية تكبر دون ان ندري من خلال طعامنا اليومي من اللحوم”.
وأردف نصور: “امام هذا الواقع الذي ينال من صحة المواطن والمريض ومن دور الصيدلي، وينتهك حقوقه البديهية ويعيقه عن القيام بواجبه الحصري في خدمة المريض نطلق الصوت عاليا ان النظام الصحي يكون في خطر طالما احدى حلقاته الاساسية تتعرض لهذا الكم من الانتهاكات الصارخة في الوقت الذي يجب ان تتكامل جميع حلقاته على اسس علمية واضحة”.
وختم: “ان المعالجات العادية لم تعد تنفع، المطلوب وقفة ضمير واتخاذ القرار السياسي الواضح والصريح الذي يعيد الامور الى نصابها بعد ان تكون الارادات تحررت من قيود المحسوبيات والمحاباة لتسود ثقافة القانون وحده، نناشد جميع المسؤولين من فخامة الرئيس الذي نحترم الى وزير الصحة الذي نستبشر به خيرا، الى المجلس النيابي المواكب دائما والمعني بكل التشريعات اللازمة، نناشدهم جميعا اما التطبيق الصارم للقانون، ووضع حد لهذه التعديات او اعطائنا كنقابة بعض الصلاحيات التنفيذية المباشرة لملاحقة المخالفين”.
وتحدث الامين العام للجمعية الطبية اللبنانية – الفرنسية جورج نصر فقال: “بات من المستحيل الا احضر كل عام مؤتمر الصيادلة في لبنان، فهذه اللقاءات ولدت صداقات ودية بين الجمعية الفرنسية والنقابة اللبنانية هدفها التخفيف من آلام السكان المدنيين” لافتا الى ان “جمعيتنا تشكر كل الذين رافقونا في هذه اللقاءات، نحن أتينا لنصغي اليكم ونتعاون معكم في المجال الصيدلي والطبي فالصيدلي وكما معلوم هو صلة وصل بين الطبيب والمريض. لذا فهو اعطي صلاحيات تتطور مع تطور الدواء والايام حتى بات من مسؤولية الصيدلي تقديم الدواء الناجح ومكافحة الادوية المزورة التي تضر بصحة المريض، هذه الآفة في الادوية المزورة مشكلة العصر وتستوجب تعاونا من قبل الاتحادات والنقابات العربية والاوروبية والاميركية لتكون المواجهة فاعلة وبحجم المشكلة التي عرفت نقابة صيادلة لبنان كيف تتصدى لها وهي نجحت في ذلك”.
وألقى رئيس اتحاد الصيادلة العرب اديب شنن كلمة قال فيها: “انه لشرف عظيم ان أقف بينكم وأنقل لكم تحيات الصيادلة العرب ونحن من خلال الاتحاد نسعى لتكون صحة الانسان أولوية في أي تحرك ومجال خصوصا بعدما تحول الدواء المزور الى مشكلة كبيرة تمكنا الى حد بعيد من التصدي لها وسجلنا كما النقابة اللبنانية الكثير من النجاحات في هذا المجال.
لا شك في ان التواصل والتعاون على مستوى العالم العربي هو ما نركز عليه لتكون خطوة المواجهة المكافحة للدواء المزور جادة وعامة بحيث تقفل الباب امام الثغرات التي يمكن ان ينفذ منها المزورون والناشطون في مجال التهريب الذين غالبا ما يتعاطون مع المواد غير الشرعية وغير القانونية”.
وألقى باتريك فورتيت كلمة نقيبة صيادلة فرنسا رئيسة اتحاد نقابات الصيادلة الفرنكوفون ايزابيل ادنو فنقل اعتذارها بداية عن عدم الحضور، وقال: “لبنان وفرنسا يقيمان منذ قرون علاقات مميزة تنسحب على التعاون العلمي وتشمل الاطار الصيدلي اذ تعززت الصلات كثيرا في هذا المجال، خصوصا مع النقيبة ليلى خوري وصولا الى النقيب الحالي زياد نصور الذي نبارك انتخابه في الاكاديمية الفرنسية”.
وأضاف:”ان الرئيسة ادنو تحضر لمعالجة متقدمة لمواجهة خطر الدواء المزور من خلال مقاربة خاصة على مستوى التواصل المعلوماتي والانترنت وصولا الى متناولي هذه الادوية في الشارع لمكافحة الانتشار والتعيم.
نلاحظ جهودا في لبنان لمكافحة هذا الخطر ونقابة صيادلة لبنان تقوم بجهود مشكورة في هذا المجال، والصيادلة يضطلعون بدور اساسي في محاربة آفة الادوية المزورة كونهم من يتعاطون مباشرة مع المشكلة ويستمعون الى صاحبها”.
ختاما ألقى الوزير مانجيان كلمة رئيس الجمهورية وقال: “كلمتان نتبادلهما بعد السلام على بعضنا البعض “كيف صحتك” او “صحتك بالدني” بعد مطلق حادث نقول “الحمد الله على سلامتك” وربما اذا فتشنا نجد عشرات بل مئات الامثال اللبنانية تتكلم عن أهمية الصحة والعوامل التي تتداخل في صحة المواطن كثيرة انطلاقا منه بالذات والاهتمام بغذائه الى البيئة الى الصيدلي، وهنا لن اتكلم عن الصيدلي اي الفرد بل سوف اتكلم عن نقابة الصيادلة ومجموعة من الناس المتعلمين المثقفين اصحاب اخلاق وضمير يتعاطون مهنة الصيدلة حفاظا على صحة المواطن اللبناني”.
وتابع: “المؤتمر الصيدلي التاسع عشر الذي بدأ البارحة وتمتد حلقاته وتعالج مختلف المواضيع على مدى يومين أطرح عليه خارطة طريق.
كيفية تأمين الدواء الصالح والمفيد والشافي بأرخص الاسعار ومن المصدر المناسب وصرفه على الناس وطالب الدواء من المكان الوحيد اي الصيدلية.
وقبل الانتقال الى النقطة الثانية لا بد من طرح تساؤل وسؤال طرحته على النقيب ماذا عن الادوية التي لا تستطيع الصيدلية صرفها شرح لي ان الصيدلية تعيد للمستورد كافة الادوية قبل ثلاثة اشهر من انتهاء صلاحياتها.
كان السؤال( ماذا يفعل بها المستورد) لا جواب والدردشة طويلة والاكيد ان هذه الادوية لا ترمى في البحر بل تأتي لها مواسم توزيع على مستوصفات تستحدث في ظروف معينة وتوزع كمساعدات على المواطنين وهذا الهاجس الكبير لي.
ارخص ما يمكن من الاسعار: الصيدلي لا يبيع الدواء بل يصرف الدواء. ويحصل على اتعابه ومهنةالصيدلة علم يحصل عليه الانسان بعد ست سنوات من التحصيل العلمي للمحافظة على صحة الناس ويجب ان لا تتحول الى تجارة ومضاربات وسمسرة بأرواح الناس. هنا أرى دور نقابة الصيادلة في تأمين الدواء المفيد وابتكار طرق عملية لتخفيض ثمن الدواء وبنفس الوقت تأمين حياة كريمة لصيدلي من خلال تطبيق المعايير الدولية ورفع الاقتراحات للعمل على تشريعها للحد من ظاهرة انتشار أعداد وأعداد من الصيدليات في مختلف الاحياء.
الدواء الصالح والشافي والمفيد: غالبا ما نقرأ على صفحات الجرائد او نسمع من على شاشات التلفزة عن أدورية مغشوشة وخصوصا الغالية منها تدخل الى البلاد وتسبب تدهور الحالة الصحية للمريض او حتى وفاته .
هنا يتم تبادل التهم بين المستوردين الكبار واصحاب الصيدليات والمستشفيات.
الادوية المغشوشة والمهربة الموزعة في المستوصفات مشكلة المواطن اللبناني الفقير الذي لا يستطيع التمييز بين الدواء الصحيح والدواء المغشوش او الفاسد”.
وتمنى مانجيان على نقابة الصيادلة “الترويج والتعليم والمساعدة في خلق ثقافة صحية دوائية وتشجيع في المرحلة الاولى وربما تقديم دفتر للمواطن قبل الوصول الى المكننة لتسجيل الادوية الذي أخذها ويأخذها، مثل السجل الصحي المعتمد في الجيش، وتشجيعه على الذهاب الى الصيدلية لاخذ الدواء وعدم الاستهتار بصحته من خلال مستوصفات هنا وهناك تصرف فيها ادوية مختلفة”.
وختاما سلم الوزير مانجيان والنقيب نصور الدروع الى المكرمين.