الأمير مجيد أرسلان ( 1908 – 1983)

306 views

ولد الامير مجيد أرسلان في شباط 1908 في الشويفات. والده الامير توفيق أرسلان ووالدته هي الأميرة نهدية شهاب، وقد تولى الأمير توفيق منصب قائمقام الشوف لبعض الفترات،

له شقيق هو الأمير نهاد.

في بادئ الحياة اختار لهما الوالد، مدرّس اسمه بشارة البستاني، لكي يعطيهم دروس خصوصية في المنزل . بعد فترة وجيزة ارسلهم الى مدرسة فرنسية تابعة للبعثة الفرنسية.

عام 1932، تزوج من قريبته الأميرة لميس شهاب وله منها ولدان: توفيق وفيصل.

بعد وفاة زوجته الأولى، تزوج عام 1956 من الست خولا جنبلاط وله منها 3 بنات: زينة، ريما ونجوى بالإضافة الى الأمير طلال ارسلان.

كان الأمير مجيد الزعيم الدرزي الأبرز، هو سياسي لبناني من أحد أبرز رجالات الإستقلال وأحد أهم رجال الدولة.

كان معروفا” بالفروسية التي كان يمارسها في قرية جنوبية واسمها “المجيدية” (3 ملايين متر مربع) والمسماة على اسمه.

حياته السياسية:

رئيس كتلة برلمانية في مجلس النواب طيلة حياته. كان الأمير مجيد الزعيم الأرسلاني الذي فاز في الانتخابات النيابية عام 1931 على رأس كتلة نيابية في كل الانتخابات النيابية المتتالية من 1931 إلى 1972.

خلال الأعوام ال35، تبوأ عدة مناصب وزارية.

تشرين الأول 1937: وزيرأ” للزراعة.

أيلول 1943: وزيرا” للصحة ووزيرا” للدفاع.

تموز 1944: وزيرا” للصحة ووزيرا” للدفاع.

أيار 1946: وزيرا” للصحة ووزيرا” للدفاع.

كانون الثاني 1946: وزيرا” للإتصالات ووزيرا” للدفاع.

حزيران 1947: وزيرا” للإتصالات ووزيرا” للدفاع.

تموز 1948: وزيرا” للزراعة ووزيرا” للدفاع.

تشرين الأول 1949: وزيرا” للدفاع.

شباط 1954: وزيرا” للصحة ووزيرا” للدفاع.

تموز 1955: وزيرا” للدفاع.

آذار 1956: وزيرا” للدفاع.

تشرين الثاني 1956: وزيرا” للصحة ووزيرا” للزراعة.

آب 1957: وزيرا” للإتصالات ووزيرا” للدفاع.

آذار 1958: وزيرا” للزراعة.

آب 1960: وزيرا” للدفاع.

تشرين الأول 1961: وزيرا” للدفاع.

تشرين الأول 1968: وزيرا” للدفاع ووزيرا” للعدل.

كانون الثاني 1969: وزيرا” للدفاع.

تشرين الثاني 1969: وزيرا” للدفاع.

أيار 1969: وزيرا” للدفاع.

تموز 1975: وزيرا” الصحة وللزراعة وللإسكان.

 

قصة الإستقلال عام 1943:

احتلت فرنسا لبنان عام 1918 بعد الحرب العالمية الأولى. وفي العام 1943، وقع زعماء لبنان والوزراء على الميثاق الوطني الذي نص على ما يلي:

1- لبنان بلد مستقل ذو وجه عربي.

2- لا يحكم لبنان من قبل الغرب ولا من الشرق.

3- لا للإستعمار.

4- تمثيل الطوائف في الوزارات وجميع المراكز الحكومية.

5- إن الجمارك والسكك الحديدية وشركة الريجي ( شركة تحتكر التبغ) هي تابعة للحكومة اللبنانية.

6- يجب على الحكومة اللبنانية أن تشرف وتراقب حدودها.

في 10 تشرين الثاني 1943 : رد الفرنسيون على الميثاق باعتقال الرئيس بشارة الخوري، رئيس مجلس الوزراء رياض الصلح، والوزراء كميل شمعون، عادل عسيران ورشيد كرامي، وسجنتهم في قلعة راشيا في البقاع. نجا من الإعتقال كل من الوزراء مجيد أرسلان، صبري حمادة و حبيب أبو شهلا لعدم تواجدهم في بيوتهم في تلك الليلة.

في 11 تشرين الثاني 1943، شكل كل من الأمير مجيد وصبري حمادة وحبيب أبو شهلا “حكومة لبنان الحر” يترأسها حبيب أبو شهلا، كان مقر هذه الحكومة في بشامون، التي تبعد 30كم عن بيروت. جمّع الأمير مجيد من حوله العديد من الرجال وتم تسليحهم لمواجهة القوات الفرنسية. كما عمت أعمال الشغب واإضطرابات جميع أنحاء البلاد. عقد النواب جلسة سرية تم فيها رسم وتوقيع العلم اللبناني الجديد الذي رفع في بشامون.

في 21 تشرين الثاني 1943، ونتيجة لأعمال الشغب، الإضراب المفتوح، المواجهة المسلحة وتدخل الدول العربية والأجنبية، تم الإفراج عن المعتقلين السياسيين، الذين نقلوا الى بشامون، شكروا الرجال وأنشدوا النشيد الوطني اللبناني أمام العلم اللبناني الذي قبلوه.

في 22 تشرين الثاني 1943، تم إعلان لبنان دولة مستقلة

بصفته وزيرا” للدفاع، أسس الأمير مجيد أرسلان الجيش اللبناني بالتعاون مع فؤاد شهاب. قاد الأمير مجيد أرسلان حملة في فلسطين في حزيران 1948، واستطاع استرداد قرية المالكية، قرية عربية، من الصهاينة.

الأمير

كان الأمير مجيد ارسلان فارساً في زمن تهاوت فيه الفروسيات أو ندرت.

هو فارس في علاقته مع الشيخ بشارة الخوري، عبر الكتلة الدستورية والجهاد من أجل الإستغلال الوطني…

وفارس في وفائه للرجل حتى اللحظة الأخيرة التي قرر فيها ترك الحكم من دون أن يستشيره أو يسأله رأياً…

وفارس في وقفته “أيام راشيا وبشامون”، العام 1943، حين ركب المغامرة في مواجهة الدولة العظمى، مع زميله في الوزارة، حبيب أبو شهلا والآخرين من أعضاء المجلس النيابي.

وفارس في ذهابه مع الجيش اللبناني إلى ساحة المعركة، العام 1948، ضد العدو الإسرائيلي…

وفارس في علاقته بالعهد الشمعوني وما تلاه من عهود وأحداث.. ثم في نصحه لأهالي الدامور، العام 1975 ـ 1976 وحسابه أنّهم ـ إذا ما تعرضوا لشيء ـ قد يذهبون إلى القرى الدرزية الجارة.

وفارس في مجمل تعاطيه السياسي ـ الموضوعي والحكيم ـ مع الأحداث والأشخاص حتى لحظة انتقاله إلى الرحمة…

عندما بدأت الحرب في لبنان عام 1975 كان يقول المير : “الله يستر من الأعظم”. فحين وقعت حرب الجبل ومجزرة كفرمتى، بعد الإجتياح العدو، كان الشخص الوحيد الذي يبكي على لبنان

فسيرة الأمير مجيد باقية سيرة المجاهد على خطى الأسلاف الكبار، من حيث أنّه أول قائد عربي في العصر الحديث عمل على تحطيم اتفاقية سايكس ـ بيكو الإستعمارية الشهيرة وقهرها…

قهرها في قيادته الإنتفاضة المسلحة، العام 1943، ضد تسلط الدولة العظمى ـ فرنسا ـ ومن أجل استقلال لبنان على أساس كونه جزءًا من الوطن العربي الواحد.

وقهرها في ما حمل من طموحات خلال قيادته الجيش اللبناني في حرب فلسطين، العام 1948.

ثمّ في رفضه الصريح والقاطع لمشاريع الغرب الإستعمارية، مثل “مشروع الدفاع المشترك” وحلف بغداد وغيرهما، وفي إلحاحه على روابط لبنان العربية وإدانته كلّ ما يمسّ هذه الروابط.

السنديانة المنيعة

ثلاثة أمور بالغة الأهمية تلفت القارئ في أوراق الأمير مجيد إرسلان (كزعيم سياسي وكواحد من أهل الحكم)، وفي أوراق التاريخ الطويل للشجرة الأرسلانية… نعني أوراقها منذ أن جاءت مع جيوش الفتح إلى الشام، ثم انزرعت وغيرها من الشجرات التنوخيات العربيات، في ما كان يسمّى “جبل بيروت” واتّخذ مع الزمن إسم جبل لبنان…

هذه الأمور الثلاثة هي:

1- مضمون الأوراق عن الصفة التمثيلية الشعبية للرجل، بمواقفه فيها التي لا تناقش، وما أعطيه من صفة ريفية، لبنانية ـ عربية، مكتملة الأصالة (قلباً وقالباً، شكلاً ومحتوى) وهو ذو القربى مع القرويين ، حتى لكأنّه واحد منهم، يتجاوز صفة الأمير ابن الأمير، ابن… ابن، ومقامه، إنّه “المير”، بالتعبير المبسّط الذي ينادى به (في طول الدنيا اللبنانية وعرضها)، وهو تعبير يكرّس هذه القربى ويؤكدها. ولعلّ هذا بالذات كان وراء بشامون.

ب- الصورة التي ظهر بها الأمير مجيد أيام بشامون الأحد عشر، (صورة الوطني الإستقلالي، اللبناني ـ العربي)، بمعانيها البسيطة، وبلا تفلسف، كثير أو قليل، بقيت هي هي، لم تدانها “مشحة” من أيّ نوع، رغم كلّ الذي مرّت به هذه البلاد وما طرأ عليها من أحداث… والصورة باقية، كما ينقلها إلينا رفيق المعركة الشيخ بشارة الخوري، عبر أجزائه الثلاثة من “حقائق لبنانية”، وكما ينقلها آخرون ويعرفها الناس، حتى أمس قريب.

الرئيس سامي الصلح، المير مجيد أرسلان، الرئيس بشارة الخوري، الرئيس صبري حمادة

وهكذا فالعنوان السياسي الذي استحقته السنديانة الأرسلانية باق المنيعة، بعد استحقاقها (عبر القرون وعن جدارة)، عنوان المحاربة…

إلى ذلك تحدّث الأوراق بأنّ المير في الثلاثينات ظهر بين المؤسسين الأوائل لحزب الكتلة الدستورية (أول مجموعة سياسية لبنانية جدّية طرحت موضوع الإستقلال وناقشته مع دولة الإنتداب: فرنسا)، مثلما ظهر، العام 1943، قائداً لأول محاولة عربية ـ عالمية لحرب عصابات ضد قوّة عظمى في ما صار يسمّى العام الثالث، وذلك بعد أن سحق الكبار حروب العشرينات والثلاثينات في الشام وفلسطين وليبيا والمغرب وأثيوبيا والبرازيل والمكسيك. وتحدّث الأوراق بأنّ الشجرة الأرسلانية أعطت من أهل السيف ومن أهل القلم. وقد ترك لنا الآخرون إرثاً لا يقلّ إشراقاً ووهجاً عن إرث الأولين، حتى ليمكن القول أنّ الإرثين مترابطان، متكاملان، تطلعاً وطموحاً وهدفاً، في إطار قضية الجهاد الإستقلالي العربي ضد تسلّط أمبرياليي القرن التاسع عشر وامتداداتهم عبر القرن العشرين. (الأمراء عادل وأمين وشكيب وفؤاد وغيرهم).

وفاته:

توفي الأمير مجيد أرسلان بسلام في 18 أيلول 1983 عن عمر 75 عاما”. ووري الثرى في خلدة جنوبي بيروت.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

ذكرى الاستقلال الثامنة والستون

Next Story

الرئيس صبري حماده (1902-1976)

Latest from Blog