سمعنا في الآونة الأخيرة عن الفاجعة التي وقعت في ساحل علما وأودت بحياة شابة بعمر ال 28 سنة . نعم هي ميريام الأشقر الشابّة التي تمّ الاعتداء عليها حينما ذهبت للصلاة في كنيسة سيدة بقلوش على طريق درب السما، لذلك سنتطرّق في هذا المقال الى أوجه الشبه بين حياة ميريام الأشقر والقديسة ماريّا غورتي.
ماريا غورتي شهيدة في الكنيسة وقد أعلنت قدّيسة من الكرسي الرسولي بواسطة قداسة البابا بيوس الثاني عشر في 24 حزيران عام 1950 .
فهل مثلما يقول المثل اللبناني ” التاريخ بيعيد نفسو ” وميريام الأشقر ستسلك درب القداسة ؟. فقد أعلنها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى “مباركة بين النساء” وشهيدة في الكنيسة خلال احتفال رسمي في الصرح البطريركي بقداس خاص عن راحة نفسها بحضور فعاليّات سياسيّة واجتماعيّة إضافةً الى الأهل والأقارب. ما هو بالذات مفهوم الشهادة وهل يَنطَبق على ميريام الأشقر؟
أول شهيد في الكنيسة كان إسطفانوس رئيس الشمامسة وعملية قتله كانت نتيجة إعلانه إيمانه المسيحي أمام الذين كانوا يفتعلون بحقّه جريمة القتل وكان إسطفانوس يعلن ايمانه بدون انقطاع . بالإضافة إلى القديسة ماريا غورتي التي حاول يوماً احد ابناء الجيران أن يَغتَصِبَها، فَصَدََّتهُ. عندها انهال عليها طعناً بخنجر حادّ. فماتت شهيدة العفاف.
كانت عند ميريام النيّة بالصلاة لكنّها لم تكن تعلن إيمانها جهاراً لحظة الاعتداء عليها، ولكن حياتها شبيهة بحياة القديسة ماريا غورتي ، وميريام الأشقر قد حافظت على عُذرِيَََّتِها ولم يتمكّن المعتدي من اغتصابها، وهذا ما أثبته الطبيب الشرعي، وهنا أوجّه كلمتي هذه خاصةً إلى بعض الذين حَوَّروا هذا الحدث كما يحلو لهم، حيث سمعنا أن ميريام الأشقر كانت على علاقة سابقة مع المُعتدي وأمور أخرى ذات صلة ، فأنا أدعو شخصياً هؤلاء الأشخاص لمراجعة حياة ميريام الروحية والتزامها بعدّة جماعات مثل جماعة التجدّد بالروح القدس المَعروفة بالكاريزماتيك، عائلة مار شربل، كشافة الرسل، مشاركتها الدائمة بالذبيحة الإلهية التي كانت تُقَام كلّ مساء أربعاء في مزار سيدة لبنان – حريصا بتنظيم جماعة ميديغوريه … لم تكن حياة ميريام الروحيّة ظاهرة للعَلَن أمام جميع الناس لكن المقرّبين منها، يعرفون تماماً ما كانت عليه ميريام. لكن بعد مقتلها تبيّن للجميع أنّها شخص مؤمن وملتزم وعلى علاقة مع يسوع المسيح الذي تعتبره ملجأها وسندها في الحياة . لأنه أيضاً مصدر قوتّها كما يقول بولس الرسول ” قويّ بالذي يقوّيني ” . كان لديها ملئ الثقة أنّ لا خلاص إلا بواسطة يسوع المسيح الذي أتى على الأرض ليرفع الإنسان إلى مستوى الألوهة ويحررّه من عبودية الخطيئة.
البيت الأبوي له الأثر الكبير في تنشئة ميريام على الصعيد الروحي وتشجيعها على القيام بالنشاطات الروحية ، فهذه العادة منذ الصغر أعطت ميريام الدافع الكبير بالاستمرارية والاتجاه نحو تأسيس حياة مسيحية صالحة على مثال عائلة الناصرة .
ختاماً، نتمنّى أن تَأخُذ العدالة مجراها بحق قاتل ميريام الأشقر وهذا قد صدر عن لسان غبطة أبينا البطريرك وأن يُفتَح ملف هذه الشابة البريئة لكي تَنتَقِل من مباركة إلى الدخول في الرُتَب التي تُوصِل إلى القداسة بنعمة الرب يسوع الذي له كل التسبيح والتمجيد من الآن وإلى الأبد آمين .
الأخ توفيق الدكّاش م.ل.م.