ندوة في “اللبنانية” عن “اللغة العربية وثقافة الاطفال”

122 views
41 mins read

رادار نيوز – 21/2/2012 نظمت الجامعة اللبنانية و”اللجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو” ندوة حول “اللغة العربية ودورها في بناء ثقافة الأطفال” برعاية وزير الثقافة المهندس كابي ليون ممثلا بالدكتور ادونيس العكرة، وحضور رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين ممثلا بعميدة كلية الآداب الدكتورة وفاء بري، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ليلى مليحة فياض، ومديرين وأساتذة وطلاب، وذلك في الإدارة المركزية للجامعة في المتحف.
جبور بداية، النشيد الوطني، فنشيد الجامعة ثم كلمة للأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو الدكتورة زهيدة درويش جبور قالت فيها: “في مؤتمرها العام المنعقد في تشرين الثاني 1999 أعلنت منظمة اليونسكو يوم 21 شباط يوما عالميا للغة الأم وقد احتفل للمرةالأولى بهذه المناسبة في العام 2000، أي في مطلع الألفية الثالثة، ولم يكن ذلك بالطبع وليد الصدفة بل نتيجة إدراك لما تحمله العولمة التي بدأت طلائعها في ثمانينيات القرن المنصرم من تهديد للتنوع الثقافي واللغوي في العالم. وقد اختارت منظمة اليونسكو هذه السنة عنوانا لافتا لليوم العالمي للغة الأم هو “تكنولوجيا المعلومات والإتصال” وهي تنظم لهذه المناسبة اجتماعا للخبراء في باريس تحت عنوان “التنوع اللغوي والتكنولوجيات الجديدة”، هذه التكنولوجيات التي يمكن استعمالها لا لفرض هيمنة للغة واحدة، كما هو الحال اليوم، بل للحفاظ على التنوع اللغوي في وقت تبين الدراسات ان ظاهرةانقراض اللغات الأم تتهدد اليوم حوالى 3500 لغة من أصل 6000 لغة ولهجة محلية على الكرة الأرضية”.
السيد حسين من جهتها، لفتت بري باسم رئيس الجامعة الى “حاجتنا اليوم لمناسبات تهدف الى اعادة تموضع اللغة العربية والادب والحضارة العربية”.
وقالت :” بفضل عوامل كثيرة ليس اقلها العولمة وثورة التكنولوجيا ضاقت المسافة بين الاجيال فبتنا نعيش في عالم خسر كثيرا من قدرته على الاحترام، وقناعاته في الاحترام، عالم ضاع فيه مفهوم الزمان وضاع فيه مفهوم المكان، واختلطت فيه الادوار وحقيقة الاشياء فبقيت حقيقة المصالح المادية وحدها سيدة الموقف واللغات ايضا. قد طالها شيء من انهيار القيم فتشرذمت مفاهيمها وتداخلت احرفها ومعانيها وصورها، وقد تجلى ذلك بهجرة شبابنا من لغتهم الام الاصيلة الى لغة سطحية، هجينة احيانا، تتنكر لتقاليدها الفكرية، فهذا الكنز لم يعد يراه شبابنا بعد ان حمل بشكل منهجي ودؤوب على تورية وهجه وتصوير لغتنا ودراساتها بأنها لم تعد تلائم الروح العصرية وذلك بهدف طمس دورها في اغناء شعوبنا وترسيخ وحدتها، والعلاقة المضطربة هذه باللغة الأم تطال صورة الهوية لدى مراهقينا وتحدث شرخا في تماسك العائلة العربية الصغيرة والكبيرة”.
واشارت الى انه “في ظل هذه المعضلة، كان لكليات الاداب والعلوم الانسانية في الجامعات العربية ولاقسام اللغة العربية فيها اليوم مسؤولية كبرى تجاه لغتنا وتجاه طلابنا لاخذ زمام المبادرة ومسؤولية تتمثل في ترميم مفاهيم دراسة اللغة العربية واهدافها وطرائق تدريسها، لذا كان لهذه الندوة وغيرها دور مهم في اعادة رسم الطريق الذي يعيد اللغة الام الى وجدان اجيالنا، والكتاب هو بالطبع احد ارصفة هذا الطريق لما فيه من قدرة وسحر على ايصال الافكار وتأسيس ثقافة النشء.
واكدت “تعزيز ودعم كل ما من شأنه الاضاءة على اهمية اللغة الام في ارساء ثقافة اصيلة لاطفالنا ومراهقينا، مع التمني دائما بأن يكون هذا النشاط ما بين الجامعة اللبنانية واللجنة الوطنية لليونسكو بداية مرحلة من التعاون والتنسيق لجهود كل من المؤسستين لما فيه مصلحة المجتمع اللبناني، ووجهه الحضاري اذ ان هناك الكثير والكثير من الافكار العملية التي لا تتطلب موارد كثيرة انما ارادة ومتابعة”.
العكرة والقى ادونيس العكرة كلمة وزير الثقافة فاعتبر ان “احياء هذا اليوم الدولي للغة الام في لبنان هو واحد من الاجراءات التي نؤكد فيها احترامنا للمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي نوقعها بارادتنا الذاتية وبحريتنا الكاملة، كما نثبت فيها التزامنا بتطبيق ما تنص عليه تلك الاتفاقيات والمعاهدات، فنحن عضو مؤسس في منظمة الامم المتحدة وتاليا في كل المؤسسات والاجهزة ذات الصلة، واننا لملتزمون بتشريف توقيعنا اكان ذلك في منظمة اليونسكو ام في غيرها من المؤسسات التابعة للمجتمع الدولي، وهنا لا يسعني الا ان اوجه كلمة شكر وتشجيع للجنة الوطنية لليونسكو رئاسة وامانة عامة وكامل اعضاء”.
وقال: “هناك من اللغات ما يسمى باللغات الميتة، بمعنى ان استخدامها لم يعد حاصلا في اي سياق من سياقات الحياة اليومية والعملية، وان ورثة صانعيها قد تخلوا عنها واستبدلوها بلغة اخرى تسود في المجتمع الذي يعيشون فيه كأقلية لغوية، وهنا تبادرني فكرة ان موت هذه اللغات لا يعود سببه الاساسي الى اصحابها وورثتهم فقط، وانما ايضا الى المجتمع الذي تعيش فيه جماعة تلك اللغة الاقلوية، ذلك ان السكوت عن زوال تراث انساني من هذا النوع هو في حد ذاته مشاركة في جرم الازالة القصدي، ان حق الاخر بالاختلاف ليس مشروطا بغير ذاته لكي يصار الى الاعتراف بحقه في الوجود والى حماية هذا الحق”.
ولفت الى ان “اللغة تعبير عن وجود انساني قائم بخصوصياته، وشكل من اشكال تحقق هذا الوجود ودلالة عليه، وبالتالي فهي انجاز ثقافي يندرج في سياق التراث الانساني العام وفي ثقافة البشر على الارض، فمن غير الانساني التعامل مع هذا الوجود بمنطق شريعة الغاب القائمة على مبدأ الحق للأقوى، وبالعبارات التي سبق استخدامها تصبح اللغة عنصرا هويا اي مكونا اساسيا من مكونات الهويات، ولكن غير القاتلة فليس محتوما على الهوية ان تقاتل الا اذا تعرضت للالغاء بقوة الاقوى، وبالتالي فاللغة ليست عنصر انقسام وتباعد وصراع بل عنصر غنى عمومي في اساليب التعبير عن الهوية، وعن الذات وعن الوجود بكل ما يتضمنه من افكار وقيم حق وخير وجمال وابداع. ليس اختلاف اللغات هو الذي قسم اوروبا واغرق العالم بحربين عالميتين بل ان اختلاف اللغات وتنوع ثقافاتها لم يمنع وحدة اوروبا من تحققها تحققا فعليا وناجزا”.
اضاف: “ان تماهي الام مع اللغة الاولى التي يولد فيها الطفل وينمو وينشأ ويتواصل مع محيطه يعني ان اللغة الام هي الرحم الثقافي الذي يتكون فيه الانسان ثم يخرج منه الى الوجود المعبر عن ذاته ازاء الوجودات الاخرى ومعها ولكن بعد ذلك وبعد ذلك فقط تصبح اللغة اداة يختارها الانسان بمقتضى الضرورات والحاجات القائمة والمختارة هي ايضا فمن واجب وجودنا السوي ان نحسن تكوين ابنائنا في رحم لغتهم الام ثم نتركهم يختارون اللغات – الادوات المناسبة لما يقررون”.
واشار الى ان “تعدد اللغات – الادوات في التربية والتعليم هو شرط ضروري ومحتوم للوجود القادر في هذا العالم الذي اصبح قرية صغيرة فحوار الثقافات والحضارات ما هو الا مشاركة الآخر المختلف بالهوية واللغة والثقافة في عملية الانتاج والابداع من اجل رفاه الانسان الفرد ومن اجل عالم اكثر توجها نحو ثقافة السلام”.
ودعا الى “قيام اتحاد ضمني يعمل بشراكة وثيقة بين مؤسسات واجهزة وزارة الثقافة ووزارة التربية والجامعة اللبنانية، اتحاد ناشط يقيم الروابط العملية مع مؤسسات التعليم الخاص الجامعي وما قبل الجامعي ومؤسسات المجتمع المدني الثقافية، من اجل قيام وتفعيل ديناميات ثقافية وتربوية تدفع بالنشاط العلمي والثقافي في مجتمعنا باتجاه نهضة متجددة تنعكس مفاعليها على مجرى الحياة العامة في لبنان”.

Previous Story

مقطوعة Synergy لأسامة الرحباني تتألق بقيادة الأوركسترا اللبنانية

Next Story

دورة للناشئين في القوس والنشاب في “التاسك فورس”

Latest from Blog