رادار نيوز – إختتمت على خشبة مسرح بابل – الحمرا آخر عروض المسرحية الكوميدية السياسية “زيارة السيد الوزير”.
وفي حديث خصَه المؤلف والمخرج (استاذ التمثيل والاخراج في معهد الفنون – الجامعة اللبنانية) الدكتور هشام زين الدين، لصحيفة “رادار نيوز” قال فيه: “إن المسرحية عرضت خلال العام الفائت على مسارح عدّة في بيروت والمناطق اللبنانية وقد لاقت نجاحاَ جماهيرياً عند كل الناس، لذا أعدنا عرضها هذه السنة. أما النجاح الذي حقَقناه من خلالها هو ما أسعى إلى تحقيقه في كافة أعمالي، لأنني أعمل جاهدا لتقديم العمل المتقن من جميع نواحيه الفنية، الجمالية والاكاديمية ليطال حتى الجمهور البعيد عن المسرح الثقافي، وهو التحدّي الأكبر الذي أعتقد أنَني نجحت في تخطّيه.”
وأضاف، عن “زيارة السيد الوزير” أنها كوميديا سياسية هادفة وساخرة في آن. وهي ذات مضمون سياسي اجتماعي، أعالج من خلاله مشكلة التبعية وولاء الإنسان العادي، الأعمى، للزعيم، وأشير أيضاً، الى العلاقة التي تربط الناس العاديين البسطاء بحكّامهم، والمبالغة في عرض التصوير المسرحي عن طريق الكاريكاتور الذي يظهر تشوهاتهم النفسية والسلوكية، وكأننا اردنا القول للجمهور: نحن نراكم بهذه الصورة، فانظروا في مرآتنا واضحكوا على أنفسكم.”
أما الممثلون والعاملون في المسرحية هم هشام خداج، جيزيل خوري، ميشال ابي هاشم، ربيع ايوب، امل طالب، تامر نجار، رامي ابو حمدان ودانا جمول، تامر نجار، رامي ابو حمدان، مصطفى حجازي، والتأليف الموسيقي للفنان زياد الأحمدية، تأليف وإخراج: الدكتور هشام زين الدين، مساعدة مخرج: رشا ابو حمزة
وعن أهم مشكلات المسرح الحديث التي تعيق تطوره فقال، أنها تكمن حسب رأيه في النوع المسرحي الذي لا تكتمل فيه المواصفات الكافية لجذب المشاهد إليه. وعن واقع المسرح في لبنان أكمل قائلا أنَ الصعوبات التي تعيق إنتاج المسرحيات ذات المستوى الفني العالي، كثيرة، ومن أهمّها عدم وجود مسرح وطني مدعوم من وزارة الثقافة اللبنانية لاحتضان تجارب المسرحيين وإنقاذهم من السقوط في تفاصيل السوق التجاري الذي يحكم الأعمال الفنّية ممَا يؤدي الى تدهور مستواها الفني والثقافي. وأضاف أنَ الإبداع الفني الثقافي في كل دول العالم تدعمه المؤسسات الرسمية إلَا في لبنان حيث نجده مهمشاً ومتروكا”، بل وفي بعض الاحيان نراه محارباً من قبل السلطات التي لا تقدّم حتَى الحد الادنى من الرعاية بل تخنقه بالرقابة والشروط التعجيزية التي تجعل إمكانية إنتاجه شبه مستحيلة.
وهنا يجدر الذكر، بأن زين الدين سبق وتقدّم بطرح إلى وزارة الثقافة اللبنانية عام 2011 يقضي بإنشاء مسرح وطني في لبنان الى جانب قصر الاونيسكو لتوافر شروط إنشائه هناك دون أن يكلّف الدولة أعباء مالية أو إدارية جمَة، ولكن المشروع بقي بحاجة إلى قرار فقط، لم يحظ به حتى اليوم.
وفي ظل هذه الصعوبات التي تواجه المسرح والمسرحيين عامة يبحث المخرج هشام زين الدين عن إمكانية إنشاء مسرح جديد في منطقة الحمرا، سيتمّ الإعلان عن تفاصيله قريباً.
حوار: سوزان سرور هيكل