الوطن
ظماٌ
يقفز فوق سحابة عشب تائهة،
لم يكن الوطن أبدا
قاموس السلم أو الحرب
الوطن كان حين لم تكن اللغةُ.
الثورة لم تنتصر يوماً
خارج أسوار القصيدة
هكذا قال الوطن.
الثورةُ
جنونٌ
عبثٌ
حلمُ
وحكمةُ ذابلةُ تلعقها الألسن المتشققة
فوق مائدة التغب الأبدية.
الوطن
مساءٌ كئيبٌ يرتعشُ
يشرّع في وجه السماء عكاز خيباته
لا…
لن تكون دماؤنا
قهوتكم الصباحية
لن تكون مجدداً
نهد الفجيعة والفناء
ترضعه أنيابكم الصدئة.
الوطن صرخة
نسيت ساقيها الجميلتين
في الوحل والدماء!
كيف تكون للشيطان أجنحة
وفي بياضه يختبىء الذئب والرصاص
كيف تقرع أجراس التوبة
وفي اللغة خرسٌ
وليس للمكان طعمٌ
سوى
موت يتوّجُ موتا!
يقد قميصه،
يقلده وساماً أو بعض أوسمة.
الموت يترك المكان
لموت آخر
يشكره…
إذ تضاعف عدد القتلى في عهده
يسلمه حفنة شهداء مكافأة نهاية الخدمة!
الوطن يمسح الحزن
عن وجهه
ويلهج بتجاعيد أمانينا،
كيف تكون للشيطان أجنحة
وقد بشرنا بالملاك والحصان الطائر
يأخذاننا إلى وطن قد من ماء وسكر.
كيف تكون للشيطان أجنحة
كيف يكون اليقين وهماً!
إذ يسقط على الغتبات خطا لا عمدا!
كما يقول تلفازنا الساحر!
اليقين وهم
حين فك الظلم أزرار بكارتنا
وشطبت الطواغيت بكل رفق
كلمات الحب والحرية
من قاموس الطفولة في صفّها الـأول
وجعلت دماءنا طلاء أظافرها
الامع الفاخر!
عفواً وطني
عفواً
أين كنت حين غشش الوهم في جدران الحقيقة؟
– أرجوحة الوطن من كتاب (مقامات لأرجوحة الموت) الذي وقعته الشاعرة شيماء عيسى في معرض بيروت العربي والدولي للكتاب الدورة 56 تاريخ 13/12/2012 في جناح النادي الثقافي العربي.
وسبق لها ان نشرت مجموعتين الاولى بعنوان «بيانو الجمعة» والثانية حمل «حازي وازي»عنوانا.
درست الشاعرة شيماء عيسى الفنون الجميلة وترجمت مختارات من اشعارها الى الايطالية والفرنسية والفارسية رواية قيد الطبع بعنوان «الرسالة 104».