تم يوم امس اطلاق مشروع “تعزيز إدارة الجمعيات والمنظمات غير الحكومية العاملة في لبنان” بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية والسفارة الإيطالية – مكتب التعاون الإيطالي للتنمية، في جامعة الحكمة في حضور مهتمين ومعنيين وحشد من الطلاب.
بعد النشيدين اللبناني والايطالي، رحب رئيس الجامعة المونسينيور جوزف مرهج بوزير الشؤون الاجتماعية السابق سليم الصايغ والسفير الايطالي جيوسيبي مورابيتو، وشرح “التعاون القائم بين ايطاليا ووزارة الشؤون وعلاقة الحكمة منذ تأسيسها في العام 1875 بالعمل الوطني الاجتماعي”.
وقال: “ان جامعة الحكمة، المؤمنة بعمل المنظمات غير الحكومية، بدأت منذ 6 اعوام تأهيل طلاب لنيل شهادة لادارة هذه المنظمات ولن تتوانى في خدمة لبنان في كل الميادين، خصوصا ان المنظمات غير الحكومية لها دورها الفاعل في كل العالم، وان جامعتنا تعمل لهذا المشروع لكل لبنان”.
واوضح السفير الايطالي ان هدف المشروع “تعزيز قدرات احد اهم اركان المجتمع الذي يعمل مع القاعدة الشعبية على صعيد الوطن ككل”، وقال: “نتحدث عن المنظمات غير الحكومية، سواء ايطالية او لبنانية، التي بقيت شريكتنا الاساسية طوال اعوام عدة”، ولفت الى ان السفارة “لا تعير الجنسية والجذور اهمية حين تبرز الحاجة الى الدعم غير المشروط والتطوعي، ويبقى الاهم ان نخدم السكان والمهمشين بشكل خاص”.
واعلن ان المشروع “يرصد تحضير واطلاق اجازة في ادارة المنظمات غير الحكومية، والتشارك مع جامعات ايطالية سيمثل قيمة اضافية مهمة لجامعة الحكمة، لان العديد من هذه الجامعات طور مناهج تعليمية وعلمية مختلفة في هذا المجال، والسفارة الايطالية عبر مكتب التعاون الانمائي جاهزة لمساعدة وزارة الشؤون الاجتماعية وشركائها وتقديم النصح في ما يتعلق بالجامعات الايطالية التي من شأنها ان تلعب دورا في هذا الخصوص”.
واشار الى ان “المنظمات غير الحكومية هي إحدى ركائز المجتمع وتلعب دورا رائدا ومهما في نشاطات التعاون على الصعيدين القومي والمحلي، فهي تساهم بعمق في النشاطات الإنسانية والتنموية وتنشط في إقناع المجموعات من مختلف القطاعات والفئات والدفاع عنها وعقد الشراكات في ما بينها ودعمها. إن إيطاليا تؤمن بشدة بقدرات وخبرة المنظمات غير الحكومية، سواء كانت إيطالية أو لبنانية”. واكد ان “الحكومة الإيطالية مستمرة في الاعتماد عليها في مجال التعاون والتنمية بالتنسيق مع السلطات المركزية والمحلية اللبنانية”.
بدوره، شكر الوزير الصايغ الجامعة على تعاونها وقال: “هي رائدة في العمل الاكاديمي والاجتماعي، وقادرة على تلقف الافكار الجديدة التي تصدر من حاجات الناس وترجمتها الى برامج تدريس. الجميع في لبنان والعالم يبتكرون الافكار، لكن قلة قليلة منهم تستطيع الانتقال من النظرية الى التطبيق ومن الفكرة الى البرامج، والشكر بذلك ايضا لايطاليا”.
وقال: “اذا كنا في وزارة الشؤون مرتاحين لترجمة ما نحتاجه في ورشة تحديث المجتمع الاهلي ومشاركته برامجه، فهذا بفضل جامعة الحكمة وانطلاقا من خبرتها وتجاربها ووجودها في عمق النسيج الاجتماعي اللبناني”، وشدد على “اهمية عدم وضع اي مشروع في الادراج، بل الشروع في ايجاد صيغ تنفيذية له خدمة للمجتمع وتأمين الحاجات المتوخاة من هكذا مشاريع”.
واكد الصايغ إلتزام وزير الشؤون الاجتماعية الجديد وائل ابو فاعور ب”القيم الاجتماعية اياها التي نعمل عليها مما يضمن استمرارية، ليس فقط العقد او القرار الاداري، بل استمرارية الارادة في استمرار الحق وهذه ضمانة مهمة جدا للمجتمع”.
وشدد على “ضرورة تنظيم القطاع الاهلي في لبنان، لانه ليس القطاع العام الوحيد الذي يحتاج الى تنظيم حيث يستشري الفساد والترهل وعدم الشفافية في اداراته، انما هذا الامر ينسحب ايضا على الكثير من مؤسسات القطاع الاهلي التي باتت تستنسخ مشاكل القطاع العام”، واعتبر ان “هذه المؤسسات تضع مشاريع وفق اولويات الجهات المانحة وليس وفق متطلبات المجتمع اللبناني وحاجاته”.
ورأى ان “الاحلام كثيرة وكبيرة، لكن تحقيقها يحتاج الى ارادة وطنية وسياسية واخلاقية وثقافة وحسن ادارة وتقنيات وليس الى نيات وشعارات فقط