كاد الكذب ان يكون بضاعة الساسة، التجّار، الازواج، الاولاد، الزيجات، الاعلاميين واهل الفن… ويكاد الواحد لا يعرف صادقاً، ولو وجده لعامله على حذر لكثرة الكذابين. بمعنى اوضح نستطيع القول ان المنظومة الاجتماعية قد انهارت على حين غرّة واصبح الناس يتكاذبون في ما بينهم.
يقولون كذب النساء اكثر ولكن كذب الرجال اخطر. الدراسات تؤكد على عدم صحة مقولة ان الكذب من اختصاص المرأة حيث تبين ان دافع المرأة الى مثل هذا السلوك هو عدم الرغبة في ايلام الغير وليس بدافع الانانية. وتقول الباحثة الفرنسية كلودين بيلاند في هذا الشأن، ان المرأة تبغي من وراء الكذب عدم احراج محدثها لان مثل هذا الامر سوف يولّد لديها الشعور بالذنب… اذاً، المرأة لا تعاني من كذب مرضي، وما زال، والامر كذلك فلماذا تستمر المرأة في الكذب؟
تمّ تقسيم الكذب الى انواع كثيرة نختصرها الى الكذب المرضي، اي الكذب من دون سبب، والكذب لحماية النفس، والكذب لحماية شعور الآخرين، والكذب الاقتصادي…
المرأة في الغالب تجيد النوع الثاني والثالث وبكلام online casino آخر، يعتبر هذا النوع من الكذب لحماية النفس او مشاعر الآخرين، ربما يمكن جمعه تحت عنوان الكذب كآلية بقاء، لان المجتمع الحديث كما نعرفه لا يمكن ان يستمر من دونه.
لكن دعونا نتساءل… ما هي كمية الكذب المطلوبة لمنع المجتمع من الانهيار؟ هناك دراسة تقول ان الانكليزي يكذب عشرين مرّة في اليوم، اما الامريكي فيكذب مرّة كل ثلاث دقائق. والحقيقة لا توجد لدي دراسة عن الكذب عند العرب، واتصور اننا متفوقون فيه جداً ومن المفترض ان نسأل متى نصدق، فنحن نكذب على أنفسنا ونكذب على غيرنا بدءاً بالحكومة انتهاء بالطفل… كل منّا يكذب على الآخر، حتى انه يكاد يكون كذباً مرضياً، او الكذب من أجل الكذب.
اصبح الناس في الواقع يفاجئهم الصدق لا الكذب، ولعلّ الفاجعة في قول الصدق ان لا احد يصدقك… ويتهامسون معقول هذا الكلام صدق!!!كل منّا يسأل نفسه متى كذب آخر مرّة، او متى لم يكذب، لا انتظر اجابة لانني لا اريده ان يكذب من جديد، ولكن اقول للجميع معزياً ان الناس تكذب عليك كما تكذب عليهم، ومن يزعم غير هذا فهو كاذب
