رادار نيوز – منذ زمن ليس ببعيد كانت شرارة انتفاضة الحجارة هي العامل الدافع لاقامة اتفاقية اوسلو بحيث ادرك الاسرائيلي بأن هذا المد الجارف لتلك الانتفاضة لا بد ان تؤسس لتغيير الستاتيكو الذي كان قبلها.
من هنا جاءت اتفاقية اوسلو لتكون بمثابة اخماد لاندفاعة شعب لطالما ايقن ان لا بديل عن اخذ حقوقه بيده حتى لو ان الوسيلة كانت الحجر…
بعد اقامة السلطة الفلسطينية واستتباب الوضع اخذت الامور منحى المماطلة والتجاذب لاكمال ما نصت عليه تلك الاتفاقية، وكعادته اخذ العدو الصهيوني بتمييع الاتفاقية بفرض كثير من الشروط والتضييق على المعابر، حتى انه بيوم من الايام قد منع الافراج عن اموال ومعاشات افراد السلطة في غزة وكان يراهن على قوت وعيش اهالي الضفة بالحد من السلع وعملية توزيعها.
كلنا يعلم كيف حوصر الرئيس عرفات في مقر اقامته وكاد ان يقتل بيوم مظلم بعد قطع الكهرباء عن المقاطعة.
بعد هذا الضغط الهائل كان لا بد من انتفاضة ثانية حتى يفهم الاسرائيلي ان هذا الشعب لا يركن ولا يسكت عن ضيم.
في خضم هذا المد الفلسطيني الساخط جاءت زيارة شارون واقدامه على تدنيس المسجد الاقصى، وكانت بمثابة القشه التي قسمت ظهر البعير واستثارت غضب الفلسطينيين.
بالانتفاضة الثانية ادركت اسرائيل مدى الغضب والحالة المزرية التي وصلت اليها الامور، حتى ان احد قادة اسرائيل البارزين تمنى لو ان البحر يبتلع غزة يوما حتى ترتاح هذه الدولة الغاصبة!!!
ان جميع هذه الانتفاضات خرجت من رحم المعاناة وقهر وظلم لطالما عانوه وادركوا مرارته على مدى سنوات.
اليوم الانتفاضة الثالثة؛
السكين ابداع اخترعه المقاوم الفلسطيني بعد ابداع الحجر.
الحجر وسيلة والسكين كذلك لكن اصرار وارادة هؤلاء وتصميمهم على مقارعة اعتى قوة واطغاها فهنا الابداع!
ان ينبري هؤلاء على الخصم وكأنهم ايقنوا ان خلاصهم لا بد بدماءهم فداء لقضيتهم هنا الابداع….
هذه الانتفاضة الثالثة لا بد ان تؤسس لكثير في المستقبل، فالفلسطيني في الضفة وغزة ايقن ان الاتفاقيات والهدن والمراوغة، ليست سوى مسكنات وتقطيع وقت.
وادركت اسرائيل بالمقابل انه لا به من اعطاء هذا الشعب حقه في العيش بكرامة وعزة، ويقينها بانها لن ترتاح ولن يغمض لها جفن لطالما هذه الارض مغتصبه، وعليها الرضوخ والاعتراف بدولة فلسطينية لها كامل الحقوق والمساواة بينها وبين اقرانها من الدول الحرة….
ان اعتراف اكثرية الدول بحق اقامة دولة فلسطينية جاء بمثابة صفعة لهذا الكيان فنبرى يمارس شتى انواع الضغوط، ومنها تردي الكثير بالعلاقات مع دول لطالما كانت محسوبه من الداعمين الاساسيين لها.
بالنهاية لا بد لارادة الشعوب ان تسود، وهذا الشعب لا بد له دولته….