رادار نيوز – النكبة الارمنية على يد الدولة العثمانية هي بمثابة وصمة عار في جبين السلطنة العجوز التي حكمت عالمنا العربي اكثر من ستمائة عام بالحديد والنار.
ولكن السؤال هل ان الارمن الوحيدين الذين نكل بهم؟!
وهل ان العثمانية هي كيان يمثل الاسلام فعلا ام انه اوغل في دماء المسلمين قبل غيرهم؟!
من يقرأ التاريخ جيدا يرى ان السلطنة احكمت سلطانها على رقاب المسلمين، وكانت تفرض جزيتها على الفقراء قبل الاغنياء.
ففي لبنان مثلا كان هناك استثناء. فمتصرفية جبل لبنان انيطت بحكم ذاتي بناء على اتفاق بين الدول الغربية المتمثلة انذاك بفرنسا وبريطانيا والدولة العثمانية! واعفتهم من الخدمة العسكرية (السخرة) كون غالبية السكان ينتمون الى الطائفة المسيحية، بينما كانت باقي المناطق الاخرى تخضع للجزية والميرة التي هي العبودية الحقة.
ففي العشرينات اصبح ما يعرف ( بالسركلة او سفر برلك) شائع الصيط وخصوصا منطقة الهرمل وبعلبك بحيث اخذت عائلات كاملة الى منفى قسري في الاناضول ونكل بهم اين منها مجازر الارمن حيث مات الكثيرين في طريق الموت!
ومن بين من (تسركلو) كان هناك اطفال ونساء حيث انهم دفنوا في الطريق ولم يعرف حتى الآن مصير الكثيرين، وكان نصيب ال حمادة وعشائر وكثير من العائلات الهرمليين، المعانات والتعذيب وحتى الاحكام القاسية ومنها الاعدامات.
ان التركيز على الكارثة الارمنية حق، لكن اين منها هؤلاء الذين عانوا الامرين من حكم احفاد سليم الاول وحكم ظالم لطالما ابقى عالمنا العربي والاسلامي في طور الجهل والظلم والعبودية.
ان الفكر المتسلط والمتجذر في عقل الحكام في تركيا ليس وليد يوم او سنة، بل هو ممارسات مستمده من تاريخ، جذوره ممتدة لستمائة من السنين العجاف، ومسيرة طويلة من الظلم والعبودية.
اذكر كيف كانت تتداول حكايات العذاب والقهر ايام مجاعة ما يعرف بسنة ( اربعتعش) بين القليل الباقين ممن بقوا لسرد تلك المرحلة! وكيف استولى العسكر العثماني على المواد الغذائية، ومنعوا اي مورد رزق لهؤلاء الذين تركوا لمصير مجهول!
لتأكل بطونهم المجاعة وتفتك بهم الامراض.
ان الظلم وان استدام طويلا فلا بد يوم له ان ينجلي، والظالم له جولة، لكن للمظلوم جولات….