رادار نيوز – ان مفاهيم الحرية الشخصية التي نسعى اليها في بلداننا العربية نجدها مفاهيم ضبابية لا وجود لها في مجتمعاتنا، لانها افكار مبنية على قواعد ضعيفة، غير ثابتة من حيث لا يوجد لها تطلعات مستقبلية واضحة نصل من خلالها الى حل واقعي شامل، لنجد أن تفكيك العادات والممارسات التي تزيل العوائق وتحد من تقدمنا ركيكة، غير مستعدة لتقبل البدائل الجديدة وذلك من خلال عدم الرضا المجتمعي لاسيما الامنية منه، عداك عن الواقع الذي نعيشه، والذي يعطينا الدعم للوصول لأفكار موحدة تنقلنا لواقع أفضل من خلال وعينا الثقافي والحضاري، بعيدا عن ثقافة الاستعمار، الذي بدأ يسيطر على تفكيرنا ويعمي بصيرتنا، لغرض استغلالنا ونهب ثرواتنا وشرذمتنا وتفرقنا بالصورة التي كنا ومازلنا عليها من قرون، مما يضعف من قوتنا ويجعنا فريسة سهلة ولقمة سائغة، ذلك لعدم شعورنا بالمسؤولية الخلقية والثقافية التي تتدهور وتتأخر في حياتنا الشرقية، مما خلقت الكثير من الفوضى واوجدت هوة فاصلة ما بين الشعب والحكام، وأثرت على العلاقة ما بين الطبقة المثقفة او النخبة وعامة الشعب، ليترك هذا الواقع والفاصل المؤذي وراءه تفككا ظاهرا في العلاقات الاجتماعية والاسرية، لنصل بعدها الى اغتراب الانسان عن دالته، فبدلا من أن نتقدم ونتحرر غرقنا بالتشتت والتخلف مما زاد من الاستبداد…
فان المؤثرات الداخلية والخارجية جعلتنا نغرق بالطائفية والمذهبية التي شرذمت الصفوف وفرقت الشعوب داخل البلد الواحد… دون الاعتماد على التوعية وزرع الروح الوطنية بتوجيه الاجيال الصاعدة، للتمسك بتراثها وحضارتها بعيدا عن التطرف والحركات السياسية والدينية المشبوهة التي تلعب دورا بارزا في خدمة الاستعمار وتشوه المفاهيم الوطنية التي تؤدي للتكاسل والاحباط المهدد للاستقرار والمؤدي للتراجع والتقوقع بشرنقة الاغتراب بما لها من تاثيرات سلبية نفسية معنوية على الفرد ومن ثم جميع طبقات المجتمع حتى نجبر على الابتعاد عن معايير امتنا وتاريخها العريق الذي اصبح في خبر كان…