رادار نيوز – الأحداث المتسارعة التي نعيشها، والمشاهد المأساوية التي تتراءى لنا يوميا” عبر شاشات التلفزة، تجعل الشكوك تتوارد بتفكيرنا، لتجعلنا طريحي شعور ياسرنا بدواخلنا ويشعرنا بأننا ضحية مؤامرات سياسية أحيكت لنا ولا تزال تعيق تقدمنا… نقف من بعدها متسائلين الى متى تبقى امتنا العربية تعاني وتنزف، متى نستفيق من هذه الاوهام والاحلام المرعبة، ألم يحن الوقت بعد، كي نبتعد عن منهجية التحليل الذي يقودنا للشك والتخمين ؟؟؟.
نحن امام حقيقة مؤلمة من الصعب انكارها، خوفنا من الماضي الأليم يقيدنا، عداك الرعب الذي نعيشه بحاضرنا، وتطلعنا نحو المستقبل المجهول الذي يضنينا، لنجد بأن الرؤيا منعدمة، الافكار مشرذمة تفقدنا القدرة على ايجاد الحلول المطمئنة، مما يجعلنا ننقم على حكامنا الذين يعزفون على الوتر الطائفي أو الحزبي ليتمسكوا بمناصبهم بعيدا” عن مصالح الشعب، يزرعوا الشك في النفوس كي يحبطوا مسيرة التقدم، مما يرسخ الأعتقاد بان كل منّأ يقف جانب الحق وغيرنا يقيّم الباطل، نتهم الآخر بالفشل دون الاعتراف بأننا شركاء في الخطأ.
الكل باعتقاده الآخر يتآمر عليه، يحيك المكائد ضده،حتى وصل بنا الحال الى تدهور امننا، جراء حث الحقن الطائفي والتقاتل من أجل المصالح الضيقة وزرع التفرقة داخل المجتمع الواحد. الفقر والجهل والقهر جعلت شعوبنا تتجه نحو الثورة فهي المتنفس الوحيد للشعب، يعبر من خلالها كسر القيود والخوف المسيطر في محاولة جادة لتصحيح المسار وتغيير الاوضاع عبر سنّ قوانين منصفة، وابدال السياسيين المستبدين بغيرهم، علهم يجدوا من يمثلهم بثقة حفظا على مصالحهم، ليقفوا امام طريق مسدود يعيق تقدمهم، في ظل هيمنة “البارانويا” السياسية داخل المؤسسات والحرم الجامعي ومنظمات المجتمع الحكومي والمدني…
محاولة نشر الخوف وتوظيف آرائها لأقصاء المعارضين لها، دون ان يكونوا مخالفين للقوانين او يضروا في المصلحة العامة، لتلحقهم المراقبة والقمع والتعقب لمسعاهم بعيدا” عن العدالة. في ذات الاتجاه المواطن ايضا” تطاله العقوبة مجرد اعلانه المشاركة والمطالبة بحقه المشروع وان كان ذلك باقصى درجات التعبير السلمي، ليعاقب ويقع بدائرة الخطر، فقط لأنه عارض ارادة الحاكم، يبعدوه قصريا” عن توجهاته الفكرية الصحيحة والسياسية ليكون تبعية لهم.
“البارانويا السياسية “اذا طبخت على نار طائفية وعرقية نجد من الصعب اخمادها ونقول من بعدها “على امننا ودنيانا السلام.. وشعوبنا بموعد مؤجل مع الامن والسلام الى اشعار اخر.. بعيد عن الحرية والديمقراطية.. والحكم المدني والتعبير السلمي.. في زمن يتغنى الجميع بالديمقراطية، دون ان يحققوا منها على ارض الواقع اي من ركائزها الصحيحة.