رادار نيوز – الانسان خلق كي يحيا، لا فقط ليعيش ،يحيا بانسانيته وحقيقة وجوده،وضرورة تطوره في مجرى الاحداث عبر التاريخ، فهو ركن اساسي في بناء المجتمع، بارادته وعزمه يتحول الى عنصر فعال في بناء دولة كفوءة عادلة تحميه و اجياله من بعده.
منذ القدم والجدل قائم حول العلاقة بين الدين والسياسة، العلاقة فيما بينهما متناقضة متصادمة، الدين جوهر للروح والاخلاق والانسانية، له عقيدته، طقوسه وغايته عمل الفرد لآخرته، بينما العمل السياسي غايته الدنيا وتنظيم حياة البشرية، فرغم الاختلاف القائم نجد بعض الفلاسفة يقرّب المسافة فيما بينهما كمقولة انشتاين “العلم بلا دين اعرج، والدين بلا علم اعمى”.
هناك مشكلة مفاهيم في الواقع العربي، وعجز مزمن في ترتيب العلاقة بين الدين والدولة، البعض يعمل على توظيف الدين ويستعمله لغايات سياسية، دون الانتباه لخطورة الموقف والاخذ بالاعتبار، بان اخلاقيات العمل السياسي لا تتماشى مع اخلاقيات العمل الدعوي ليمكن دور رجل الدين الحقيقي بحّث الناس على معالجة اخطاء المرحلة، العودة الى التماسك والتوحد والتعالي فوق كل الخلافات السياسية.
أما وغير ذلك يكون عمله في السياسة كسر اطار القدسية التي تعكس سلبا على صورة الدين، واظهاره بصورة المفّرق بدلا من الموحد وسط الفوضى التي تعيشها المجالات الدينية والسياسية والاجتماعية في عالمنا العربي وهذا يخلق جوا” ضبابيا تلقى من خلالها الأعباء على عاتق الشعب نتيجة الفتاوي المؤثرة على العقول سلبا” من خلال استغلال الدين وتوجهاته التي تناسب السياسيين مما يقودنا الى الفوضى في المجتمع، ويضعف الارضية الديمقراطية في ادارة الدولة، لنغرق جميعا” في دائرة التخلف.
اخيرا” ليس بمقدورنا ان نبني وطنا يرتكز على الطائفية ،بل عليتا السعي لبناء دولة مدنية تحترم مبادىء الاديان والتعاليم الاخلاقية المشتركة تنبذ العنف والقوة وتزرع السلم والتكاتف والمساواة في المواطنية