رادار نيوز – عند انهيار السوق الاقتصادي العالمي سنة 2008 وما عرف بال (credit crunch)، ظهر حينها مدى قباحة لعبة المال، والمافيات الاقتصادية التي ترعاها.
وكان بداية هذا (الدومينو ) التي انطلقت من الولايات المتحدة الاميركية، بمثابة النواة لتلك الفقاعة، ثم انفجرت لاحقا في وجه اكبر كتلة اقتصادية في العالم والتي تتحكم بثلث ارادات العالم من حيث الحجم.
اسباب تلك الازمة وتداعياتها لا زالت تأرق مضاجع الاقتصاديين وحيتان المال في الاسواق العالمية.
في تلك المرحلة كانت المصارف عمادها، بحيث اقامت تسهيلات نقدية لا تأخذ بعين الاعتبار الحالة المعيشية والموارد التي يستطيع الفرد او المؤسسة تسديد ما يتوجب عليها، لضمان هذا القرض او ال credit حتى يضمن حقه.
كانت البنوك تتغاضى عن ادنى مستلزمات الشروط!
الحقيقة التي لم يعرفها الكثيرين، كانت اطمئنان البنوك بتحصيل هذه الاموال، كون حقها قد وصل مسبقا لها!
فعند الاستدانة كانت لعبة المصارف ببيع اي حساب يفتح وما يترتب عليه من ديون لاحقا تقع على عاتق شركات التأمين والشركات المشاركة بنسبة الاستفادة من الزبون.
وقد ساهم تضخم النقد والسيولة الكبيرة الموجودة في الاحتياطات النقدية في تفاقم تلك الازمة.
فالبنوك التي لديها هذا الفائض اصبحت مازومة بتلك الاموال وعليها تجييرها…!
لقد كان تأثير ومفعول هذه الازمة مضاعفا على الدول التي دخلت في هذه اللعبة.
اما الدول الاقل ضررا، فكانت قد نأت بنفسها، وكانت ضمن مظلة أمان ائتماني مشروط بقيود كبيرة.
بالعودة الى لعبة المصارف تلك، فان تكدس الاموال من كل حدب وصوب ينتج عنه منظومة تنحي الخطر التسليفي جانبا على حساب الربح السريع، واحيانا الغير مشروع، من خلال فتح باب الديون على غاربه وبشروط مسهلة وتسهيلات في شتى المجالات بما فيها ابسط الامور المعيشية! وهذا ما نلحظه اليوم في السوق اللبناني!
الفقاعة العقارية….
بالعودة الى احد اكبر المستثمرين العقاريين في دول الخليج. فقد أسر في مجلسه، مدى الازمة التي يعانيها اليوم هذا القطاع، وخصوصا في لبنان، ان كان من خلال التمويل ام من خلال الاقبال عليه!
فهذه الفقاعة قد كبرت كثيرا واصبحت بحجم لا تستوعب اكثر.
وهنا الخوف بان يكون انهيار دراماتيكي بهذا السوق، كونه اصبح في حالة اشباع ولا يجد منفذ له.
في مطلع الثمانينات حصل انهيار خطير في بنية وتركيبة السوق العقاري في المملكة المتحدة، وقد ادى في تلك المرحلة الى سقوط امبراطوريات ومؤسسات كان لها مئات السنين في هذا المضمار. وبعدها اقيم نظام وقانون بحيث حد من اندفاعة الوحش المالي المتفلة واحجم من جشعه.
العبرة هنا في أخذ الدروس، واستدراك اي انهيار، حتى لا يصيب هؤلاء الذين ينوؤن تحت ثقل ديون وفوائد لا طاقة لهم بها!