رادار نيوز – القطاع السياحي يلعب دورا بارزا في تنمية وتطوير البلدان شرط ان يؤمن له بيئة ملائمة وسلاما دائما،فالوضع الجيوسياسي المتوتر ببعض المناطق يخلق جوا ضبابيا، حتميا سيؤثر سلبا” على نمو السياحة وازدهارها بسبب الحالة الامنية.
ان مسألة الأمن وسلامة السائح تعد من احد المعايير الاساسية للطمأنينة وسلامة ملف السياحة، مما يجعل الأمن السياسي يتحقق كلما عظم دور الدولة للطبيعة السياسية وسعيها لتهيئة الظروف المؤدية للاستجابة لمتطلبات تلك الطبيعة، لكن هذا يتطلب مشاركة المواطنين السياسية، وثقافة وقيم نابعة من قناعاتهم وتحظى برضاهم، لأن ارادة المواطن تمثل أساس سلطة الحكومة وهي التي تساعد على الاستقرار لتفعيل دور السياحة في البلاد، خاصة أن هناك اعداد متزايدة من السياح تقوم بزيارة المواقع الثقافية والطبيعية والتراثية والدينية سنويا بصورة واضحة تشكل عصب الحياة في بعض البلدان وتمثل مورد دخل مالي لا يمكن الاستغناء عنه فضلا عن كون السائحين بكتلتهم البشرية المستدامة تجعل من تفاعلهم حتمي مع الحرفيين والفنانين والشباب ومختلف القطاعات المجتمعية الاخرى مما يسهم في تطوير الأماكن الذي يزورنها خاصة البلد وبقية مؤسساته العامة.
لكننا نأسف للظروف والاحداث المتتالية التي تمر بها منطقتنا نتيجة التوترات السياسية والتهديدات الامنية التي تخلفها الاعمال الارهابية على المجتمعات، مما تخلق جوا مشحونا ملىء بالكراهية يترك آثارا سلبية على كل من الأفراد والمجتمع، خاصة على الحركة السياحية التي تشهد انخفاضا كبيرا على كافة الصعد، لتطال من خلالها النشاط الاقتصادي عموما والنشاط السياحي خصوصا، فضلا عن انعكاسه على الامن الوطني والقومي.
لنستخلص بأن أهم القضايا التي تهم القطاع السياحي هو الاستقرار وعودة الامن،فهما يلعبان دورا اساسيا في انعاش السياحة وتدفق السائحين بمجرد الاحساس بالطمأنينة والسلام. ونشهد ذلك من خلال النجاح الذي حققته الدول المتطورة عندما عززت السياحة واعتبرتها رافد اساسي في التنمية، فوصلت الى ما تصبو اليه من ضخامة الاستثمارات المختلفة الذي تحقق من خلاله تقدما كبيرا في هذا المجال، حتى صارت السباقة باستحداث الجامعات المهنية المختصة والمعاهد الفندقية وانتشار واسع للدراسات والبحوث العلمية التي تتعلق بالشؤون السياحية مما يزيد من رقي وتقدم المجتمعات.
ان صناعة السياحة اليوم من احد اهم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في العالم ،فهو مصدر مهم من مصادر الدخل الوطني وهو يعزز ميزان المدفوعات ويؤمن فرص عمل للكثير من المواطنين ويساهم في ازدهار البلاد وكل ما له القدرة عل دفع البلد بكل قطاعاتها ملفاتها نحو الامام اذا ما اسثمر وتم التعاطي معه بالصورة المثلى الغائبة للاسف عن الدور العربي، كل دولنا بالرغم ما نحضى به من نعم سياحية وهبها الله جل وعلا لنا من انهار وجبال وجغرافية وتاريخ عميق وحضارة ممتدة لالاف السنين وتنوع جميل من المحيط الى الخليج، كموقع قلبي لقارات العالم القديم والجديد الذي بقى عين راصدة مرصود من قبل الاستعمار والاستغلال لنهب الخيرات على حساب الشعوب المقموعة ..