/

الحكمة كرمت طبيب القلب وليام الزغبي مطر : لبنان إختصاصي بإضاعة الفرص ورأينا في الانتخابات جوع الشعب إلى الديمقراطية فماذا ننتظر؟

127 views

رادار نيوز – كرمت مدرسة الحكمة رئيس قسم أمراض القلب والأوعية الدموية في مركز هيوستن ميتوديست دبغي للقلب البروفسور وليام الزغبي، الذي تخرج منها عام 1973، في إحتفال أقيم في مسرح المدرسة، قاعة جبران خليل جبران في مبنى قدامى الحكمة في الأشرفية، بدعوة من رئيس المدرسة في بيروت الخوري جان – بول أبو غزالة ورئيس وأعضاء جامعة قدامى المدرسة، برعاية رئيس أساقفة بيروت للموارنة ولي الحكمة المطران بولس مطر، شارك فيه إلى رفاق المحتفى به في الحكمة وأصدقائه وأهله، شخصيات روحية وسياسية ونقابية وطبية وإجتماعية.

بعد النشيد الوطني ونشيد الحكمة، ألقى نائب رئيس جامعة قدامى الحكمة المحامي رشيد الجلخ كلمة تعريف وترحيب، توجه فيها الى المكرم بالقول: “أنت واحد من الذين اعتز بهم جبران خليل جبران، ونحن الليلة في زهو واعتزاز وفرح بك، وجها من أصفى الوجوه وعالما من أخيار العلماء وطبيبا من ألمع الأطباء، فأهلا بك، ترفع لك الحكمة أعتابها وتفتح لك الأبواب، لأنك استبقيتها في ذاتك ووجدانك”.

ابو غزالة
كما تحدث الخوري ابو غزالة فقال: “افتخار الحكمة بك بروفسور وليام الزغبي وبأمثالك من الرفاق الحكمويين الذين ذاع صيتهم وعلا شأنهم، كافتخار الأم بأولادها الأبرار المتألقين فتتباهى بهم وتعتز. هذه هي الحكمة المدرسة التي تصر على أن يبقى التواصل قائما مع أبنائها وإن باعدت السنون والمسافات بينهم. بدأب وإصرار نعمل كل يوم على ترسيخ التفاعل بين أبنائها من القدامى والكشافة والنادي الرياضي، أجنحة لا أرى الحكمة محلقة من دونها”.

اضاف: “من نجتمع حوله اليوم، في القاعة التي تحمل إسم جبران خليل جبران، هذا الكبير من الحكمة ولبنان، الذي بفكره وفلسفته وأدبه، صار ملكا للعالم أجمع وليس لمجتمعه فحسب، هو كجبران لم يعد، بعلمه وإنجازاته وعلومه وأبحاثه ملكا للبنان بل للعالم بأسره”.

وتابع: “يا ابن الحكمة الحبيب، لن أتحدث عن إنجازاتك في الطب والقلب وعلم الوقاية والعلاج لأنها هي التي تتحدث عنك، بل سأتكلم على الإنسان الكامن في داخلك، والذي كما تقول زرعت الحكمة فيك بذور القيم فأنبتت إيمانا ومحبة ووفاء وإبداعا ووطنية”.

الخوري
وقال المحامي فريد الخوري باسم جامعة قدامى الحكمة: “لن أتكلم عن وليام الزغبي رفيق المدرسة، فلا شك أن الكثير سيقال عنه في هذه الأمسية الرائعة، لكنني إلى هذا المشهد الجامع للحكمة المقيمة والحكمة المغتربة، أنظر بفخر واعتزاز، فأرى وطني لبنان ينظر إلى بنيه أطيافهم كافة، ويرى فيهم نجاحات تبدأ من هنا، لتحلق عاليا وبعيدا في بقاع الأرض، وكله أمل ان يعود اليه هؤلاء لتضميد جراحه، وما اكثرها. فلبنان، يا بروفسور، بحاجة إلى طبيب قلب ماهر، فقد أتعب مأجورو هذا الزمن شرايينه، وشطروا قلبه بمبضع المصالح الشخصية، وأنهكوا نبضاته بحساباتهم الخارجية، وأخلوا بنظام دقاته لصالح أهوائهم الطائفية، وذبحوه من غير رحمة وأفرغوه من مؤسساته ومن رئاسته، وسمموا هواءه بروائح فسادهم، وان نجحوا بشيء، فبتهجير شبابه وموارده البشرية والانسانية”.

اضاف: “نعم قلب أزمة لبنان هي أزمة قلبية، فمتحجرو القلب أصابوا قلبه بسهام الغدر، قلب الوطن ينزف ويحتضر. فهل تعرف يا بروفسور طبيب قلب ماهر ينجي وطننا من مرض تصلب الشرايين، ويعيد الحياة إليه، وينعش دورته الدموية؟”.

وتابع: “إلى المغتربين عن لبناننا أقول، لبناننا يريد ان يعود من خرج من حضنه اليه، فهو بحاجة إليكم، إلى خبرتكم، إلى علمكم، إلى رجاحة عقلكم، إلى نظافة كفكم. لبنان بحاجة إلى كل لبناني ناجح ورائد في مجاله ليكبر فيه ومعه”.

كيوان
اما زميل المحتفى به في الحكمة وفي طب القلب الدكتور غسان كيوان، فقال: “لقد شاهدتم طبعا وشهدتم على مراحل عديدة من مسار البروفسور وليام الزغبي فتعرفتم عليه وعلى نجاحاته وإنجازاته، إنما كلمتي هذه، هي نابعة من القلب وموجهة إليكم من “طبيب القلب” إلى “طبيب القلوب”، فهي مستوحاة من حياة وخبرة مدرسية، من ثم مهنية، طبية وعالمية، مدعمة ومحصنة بركائز “حكماوية”.

اضاف: “إنه لشرف كبير وفخر مميز لي أن أعرف عن صديقي البروفسور وليام الزغبي طبيب القلوب الشهير والمعروف في القارة الأميركية والعالم، البروفسور وليام الذي نحب ويحب أن نناديه “BILL”، بغنى عن التعريف، فجمعتنا هذه الليلة كانت مستوحاة من مبادرة من جامعة قدامى مدرسة الحكمة، مشكورة برئيسها الأستاذ فريد الخوري، وأعضاء مجلسها، ورئيس مدرسة الحكمة الخوري جان بول أبو غزاله، وذلك للتقدير والتكريم والعرفان، لرفع إسم مدرسة الحكمة عاليا في العالم وفي حقل الطب، خصوصا طب القلب.
وكم نحن بحاجة في أيامنا هذه لتقدير لبنانيين رفعوا إسم لبنان عاليا في العالم وبقوا غيورين على سمعته ومكانته في كل الحقول والمجالات، فكم بالحري إذا كانوا حكماويين”.

ثم تحدث البروفسور الزغبي عن علاقته بالحكمة وأبنائها، وقال: “يشرفني وبتواضع هذا التقدير المتميز من مدرسة الحكمة وخريجيها، هذه المؤسسة التي كانت البنية الأساسية لنجاحي الشخصي والمهني. إن تجمعكم في هذا المساء له أثر خاص وعزيز علي. انه يشمل عائلة كبيرة، منها الأساتذة، والخريجين، وزملاء الطب والدراسة والعائلة، بالقرب من المكان الذي ترعرعت فيه، على بعد أقل من مئة متر من هذه الصالة بالتحديد. هذا التجمع يعيد الي ذكريات طفولتي وبداية حياتي، كما ويسلط الضوء على أهمية دور المدرسة في بناء مستقبل الطلاب والمجتمع. من وجهة نظري، تلعب المدرسة والبيت دورا أساسيا في تطوير شخصية الأنسان وبناء قادة المستقبل”.

واضاف: “لقد درست في مدرسة الحكمة من مرحلة قبل الروضة حتى المرحلة الثانوية. نعم، بما مجموعه خمسة عشر عاما، في بيئة مؤاتية ومحفزه. كنت أحب الرياضيات والعلوم ولكن الرياضة لم تكن من ميزاتي. لقد خططت فعلا لدراسة الهندسة، وفي هذا القطار كانت هدية تخرجي من رئيس المدرسة آنذاك، الأب الراحل مارسيل حلو “SlideRule”، حيث لم يكن في ذلك الوقت بعد آلات حاسبة في لبنان. لكن الذي بدل مسار حياتي حينها، كان لقائي بأحد الخريجين من مدرسة الحكمة. ما زلت أتذكر وبوضوح حفل الاستقبال في الأبرشية عندما قابلت الدكتورأبي نادر الذي كان يدرس الطب في وقتها. كنت بحاجة الى تلك النصيحة لكي أقرر في ما إذا كنت أنوي دراسة الطب. القطاع الذي يجمع بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية. وكانت هذه دعوتي وما كنت أصبو اليه. أتذكر هذه الحادثة هنا لأهمية وجود مرشدين في المدارس اللبنانية، لتنوير الطلاب اليافعين والمتخرجين حول الإمكانيات المتعددة والخيارات الأخرى للدراسات العليا، بمعزل عن تلك الدراسات التقليدية المعروفة كالطب والهندسة والقانون”.

وتابع: “من المفارقات الغريبة، ان الحرب كانت سببا في انتقالي الى الولايات المتحدة الاميركية ومتابعة دراستي والإستقرار في الخارج. هذا الجانب غير المتوقع من حياتنا، ما زال، ولسوء الحظ، يحدد مسيرتنا بشكل متكرر في هذه المنطقة من العالم”.

واشار الى رحلته المهنية، فقال: “كان هناك العديد من المؤسسات، والأفراد والظروف والمساعدين الذين ساهموا في رسم وتشكيل حياتي. مدرسة الحكمة كانت البداية والأساس المهم في طريقة تفكيري وتقديمي للعلم واللغة والصداقات الدائمة. ينذهل الناس في الولايات المتحدة من قدراتنا وتعدد لغاتنا وتمكننا من اللغة الإنكليزية رغم اعتبارها لغة ثالثة لنا. تعتبراللغات والتواصل حجر الأساس لكل مهنة مهما كانت. أما في ما يخص الصداقة، فأنا ما زلت أتواصل مع اصدقاء الطفولة وزملائي المتواجد بعضهم هنا هذا المساء. والجدير بالذكر، أن معظم خريجي دورة 1973 قد نجحوا نجاحا باهرا سواء في لبنان أو في الخارج”.

وتابع: “الحكمة التي اوحت باسم هذه المدرسة والتي تحتفل في يوبيل 140 سنة على تأسيسها، أتمنى ان تبني أجيالا جديدة من الطلبة اللبنانيين، لديهم احساس أقوى بالواجب الوطني تجاه هذا البلد الحبيب والهدف الوطني المشترك للعمل معا، بغض النظر عن مسقط الرأس أو العائلة أو وجهات النظر السياسية المختلفة. انني فخور جدا بجذوري وكوني طالب مدرسة الحكمة، مدرسة جبران خليل جبران والعديد من القادة البارزين في العالم، اشكركم جدا على هذا التكريم. انه مميز وعزيز على قلبي، ليس لدي اي شك بأنه في ظل قيادتكم الكريمة، سوف تخرجون العديد من القادة لهذا البلد والعالم لسنين عديدة”.

مطر
كلمة الختام، كانت لصاحب الرعاية المطران مطر الذي قال: “لم يكن تأثيري كبيرا على العزيز وليام الزغبي، بقدر ما كان على أخيه جوزف. لأني كنت قد غادرت الحكمة، إلى باريس للتخصص في الفلسفة في السوربون، على مدى ثلاث سنوات كان فيها البروفسور وليام في الصفوف الثانوية، ولم أره. العزيز وليام عرفته حين كان في الصف الثالث تكميلي ولم تكن لي علاقة مباشرة سوى الحب للعائلة العزيزة، التي أذكرها بمحبة وفخر على الدوام. ولكن أنظروا إلى أين وصل العزيز وليام، وإلى الأمام دائما إن شاء الله”.

اضاف: “نحن نفخر بلبنان المنتشر، هذا صحيح. لبنان المنتشر كبير وكبير جدا. ولكن وراء كل مغادرة لهذا الوطن، ربما مأساة صغيرة. فلنحافظ على لبنان، ليهاجر من عندنا من هو قادر أن يصنع أكثر في حياته، ولكن من دون أن نخسر أدمغتنا وقدراتنا على الإستمرار في وطننا العزيز الغالي. نريد توازنا بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر. نريد تفاعلا بينهما من أجل لبنان والإنتشار في آن معا. لبنان يعطي المنتشرين قيما ومحبة للعائلة وأصالة وغنى تاريخيا. المنتشرون يعطوننا ثقافة العصر والإمكانات التكنولوجية. نضع هذا بذاك، فيكبر لبنان ويعتز”.

وتابع مطر: “لبنان إختصاصي بإضاعة الفرص، مع الأسف. في إنتخابات البلدية والإختيارية الأخيرة، رأينا جوع الشعب اللبناني، إلى الديمقراطية وإلى الحياة الحلوة وإلى المؤسسات. ماذا ننتظر لتحقيق كل ذلك؟ لماذا لا يعود لبنان، اليوم قبل الغد، إلى سابق عهده”.

واردف: “الشرق يغلي، يتغير. ولكن نحن كلنا يعرف، أن لا مصير لهذا الشرق ما لم يتشبه بلبنان وعيشه المشترك وقبول الآخر فيه. فلنصمد نحن هنا، لينقذ الشرق. وإذا لم نصمد، لا سمح الله لن ينقذ الشرق على الإطلاق. لذلك دورنا كبير ومسؤوليتنا كبيرة، والمنتشرون من بيننا، يشجعوننا، مثلما قال عزيزنا وليام اليوم،أبقوا وعلموا طلابا جددا بتفكير جديد ولبنان يجب أن يبقى. أشكرك يا وليام على مرورك في مدرسة الحكمة، أم البنين، وصارت منذ غبت عنها مع بداية الحرب، أم البنات. الحياة، وأقولها للشباب اليوم، فيها مشاكل، ولكن أنتم تخلقون حلولا لها. ليس علينا نحن أن نخلق حلولا لكم ولغدكم. أنتم من يخلق الحلول لغدكم. نحن نحبكم ونكون لكم مثالا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا،أمسكوا لبنان بيدكم. أحبوا لبنان، ليبقى ويستمر”.

وختم: “وفق الله الدكتور وليام الزغبي، إبن الحكمة، الذي رفع اسم لبنان عاليا، والله معه ليتابع مسيرته الجميلة وحفظ له عائلته ووطنه”.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

تحطم طائرة روسية خارج موسكو ومقتل الطيار

Next Story

بوصعب تفقد مركز الاوروغواي: تبلغنا عن ضبط تلميذ منتحل صفة ولن تلغى اية مواد مستقبلا

Latest from Blog

توقيف تسع خلايا داعشية

تقوم وحدات الجيش ومديرية المخابرات فضلاً عن بقية الأجهزة المعنية بسلسلة من العمليات الاستباقية التي مكّنتها