رادار نيوز – تعد الصحافة الورقية منذ قرون من اهم آليات التعبير عن الرأي، فهي وسيلة لتزويد الناس بالاخبار والمعلومات واحد اهم مصادر نشر الوعي الثقافي والعلمي وهي تعد حاجة ما زالت ملحة وان نافستها الكثير من تقنيات الانترنيت وتواصله الاجتماعي والالكتروني، اذ انها كانت وما زالت وسيلة للحصول على المعلومات وتوفير العناصر التي تمكننا من الحكم على الأمور والوصول الى الفكرة التي نحتاجها، عداك عن الدور التي تقدمه في تنمية المهارات اللغوية وتزويدنا بالمعلومات وتحقيق الذات وتنميتها، فالصحف والمجلات لها دور كبير بزرع المعرفة لما تقدمه من معلومات على كافة الاصعدة اجتماعية سياسية ثقافية وعلمية مما يجعلها تسهم بشكل مباشر في معالجة مشاكل التنمية البشرية، يتداولها الناس مهما كانت طبقتهم أو معتقداتهم الفكرية والثقافية لتصبح من أفضل طرق الاعلام تأثيرا” في الرأي العام. يعود تاريخ الصحافة الى زمن البابليين حيث استخدموا كاتبا لتسجيل أهم الأحداث اليومية، ومن بعدها كانت القوانين وقرارات مجلس الشيوخ والأحداث المهمة في روما تدّون المعلومات وتوصلها الى الشعب ليطلّع عليها، فأيام الثورة الفرنسية بدأ توزيع اولى الصحف المطبوعة .اما في عالمنا العربي دخلت الصحافة حيّز التنفيذ عهد نابليون حيث أحضر طبّاعة بحروف عربية وفرنسية ويونانية، مما ساهم بانتشار الجرائد في الدول العربية وكانت صحيفة الحوادث المصرية السباقة في تاريخ الصحافة العربية.
بالرغم من الانتشار الواسع للصحف الورقية طيلة عقود بدأت اليوم تواجه أزمة كبيرة ظهرت آثارها في أكثر من جريدة أجنبية وعربية لتتحول الى صحف الكترونية نتيجة تفاقم الأزمة الاقتصادية والمنافسة الحادة مع الاعلام الالكتروني وعدم الدعم المالي لها حيث بدأت التحديات الكبيرة خاصة بعد الخسائر التي لحقت بها نتيجة تناقص عدد قرائها ودخول الشبكة العنكبوتية التي يتابعها العديد من الأفراد من خلال المواقع الالكترونية التي تسرّع الخبر وتوفر العناء بشكل ساهم في اضعافها، حتى بدأ الصوت يرتفع ويطالب الدولة والحكومة أن تلعب دورا بارزا” لتخفيف الأعباء عن الصحف الورقية من خلال الغاء الضرائب الجمركية بالنسبة للأوراق والاحبار، وتخفيف ضريبة الدخل واللجوء الى المدارس لتوجيه الطلبة والاجيال وحثهم على أهمية القراءة بدل المكوث مطولا” وراء الشاشة.
دائرة الخطر تتوسع في الوسط الاعلامي وخاصة هناك خطر البطالة يواجه مصير الصحافيين والعاملين في القطاع عينه، عداك عن الآلاف من العائلات تعتاش في هذا القطاع وبامكاننا انقاذها، لكي لا يصبح مصيرها في مهب الريح من دون أن يكترث لها أحد وذلك ما يعد جزء اساس من واجبات الدولة بوزارت الثقافة والاعلام التي يفترض عليها ان تتدخل بتحديد الظاهرة والحد منها ووضع علاجات انية ومستقلبية لها، لذلك علينا المحافظة على استمرار الصحيفة الورقية التي تعد منبرا” مشعا” للرقي وأيصال الحقائق والوقائع في ضوء التطورات الراهنة مهما كانت التقنيات التكنولوجية الاعلامية في تطور لان الصحيفة الورقية لها ميزة نفسية خاصة مع المتلقي فضلا عن كونها ت