رادار – رد الأمين العام لحزب شبيبة لبنان العربي نديم الشمالي، بالقول على اللقاء الذي جمع، رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز ال سعود، ورئيس مجلس الأمن القومي للعدو الإسرائيلي السابق يعكوف اميدرور .
نحن لم نعد نستغرب ولا نحتار، في أن نعرف خياراتهم، فنجدهم يلتقون، يتحدثون، في المؤتمرات والندوات العلنية غير آبهين من انتشارها، تحت اعين أخوانهم العرب وعدسات كاميراتهم وشاشات التلفزة…
انه العشق والغرام للعدو الإسرائيلي، حيث كان في الخفاء، وبعيداً عن الأضواء، وسرياً للغاية، وبجهودِ ووساطةِ قادةٍ ومسؤولين أمنيين وإعلاميين ورجالِ أعمالٍ كبارٍ وغيرهم، الذين كانوا يبذلون جهوداً مضنية في إقناع المسؤولين العرب بأن اللقاءات ستكون سريةً جداً، وبعيداً عن الأضواء، ولن يسمع بها أو يعرف عنها أحدٌ شيئاً، وأنها لن تشكل إحراجاً لهم، ولن تكون ورقةً ضدهم، ولن يستغلها خصومهم.
لم يعد الاتصال بهم تخابراً مع عدوٍ أوتعاوناً معه، أو اتصالاً بجهاتٍ أجنبيةٍ معاديةٍ، ولم يعد مرتكبه خائناً، أوعميلاً، ولا يعتبر عمله عيباً أو نقيصة، وعليه فلا قانون يدينه، ولا محاكم تعاقبه، ولا سلطة تمنعه، ولا مجتمع ينبذه، ولا عرف يجرده ويحرمه.
عجيب أمر هؤلاء، العرب ينادون بالمبادىء والمثل العليا وبإسم الدين، والكيان لم يعد بحاجةٍ إلى وسطاء أجانب للتواصل معهم… سنسمع ونرى عبر وسائل الاعلام، عن مسؤولين عربٍ يصطافون في فلسطين المحتلة، ويفضلون الشواطئ وفنادق العدو الإسرائيلي على غيرها، يستجمون ويسبحون متعةً، ويلعبون ويقامرون، وينفقون في مرافقها ملايين الدولارات، ليدفعوا بالمقابل ثمن الرصاصات التي يقتل بها أبناء الشعب الفلسطيني، أو وقود الدبابات والطائرات التي تقصف بيوتهم وتدمر حياتهم.
فلا يمكن نفي جريمتهم، ولا يمكن وصف ما قاموا به بالبراءة والطهر والشرف، فهم يتذرعون كذباً بأن هذا الموقف يخدم القضية الفلسطينية وينفع أهلها، ويخفف عنهم ما هم فيه من عناءٍ وبلاءٍ، ويقدم الخدمات والمساعدات إليهم، وأن جهودهم تثمر دوماً تخفيفاً للحصار وتسهيلاً للمعاملات.
انهم يكذبون على أنفسهم قبل أن يكذبوا على غيرهم، ويخونون وطنهم، ويفرطون في حقوق شعبهم ولا يخدمونه، وهم لا يملكون الحق في إضفاء الشرعية على جريمتهم، ولا يجوز لهم أن يمنحوا صكوك البراءة والغفران للمتورطين أمثالهم، والساقطين الذين يشبهونهم، وضعاف النفوس الذين يظنون أن نجاتهم هي في التحالف مع العدو، وأن الفوز لا يكون إلا بالاتفاق معه…
