رادار نيوز – افتتح النادي الثقافي العربي بالتعاون مع اتحاد الناشرين اللبنانيين، عند الرابعة من عصر اليوم في “البيال”، معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الستين، في حضور وزير الثقافة الاستاذ روني عريجي ممثلا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الرئيس فؤاد السنيورة بشخصه وممثلاً دولة الرئيس المكلف الاستاذ سعد الحريري، ممثل الرئيس سليم الحص رفعت بدوي، الوزير غازي العريضي، النائب محمد قباني، وشارك فيه رئيس النادي الثقافي العربي فادي تميم، رئيسة اتحاد نقابة الناشرين سميرة عاصي، السيدة سهير حصري ممثلة رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب وحشد من أصحاب دور النشر المشاركة، والمهتمين والمثقفين.
بيضون
بداية استهل عريف الأستاذ علي بيضون الكلام بالقول: اليوم بالنسبة لنا عيد وطني وعربي للكتاب كتاب لبنان وكتاب العربي، منه استمد لبنان قوة على القوياء وعزة بين الأصدقاء…. ومنعة امام الاعداء وبه تسامى فوق إمكاناته المادية المحدودة وفوق حجمه المكاني الصغير وفوق حدوده الجغرافية الضيقة.
واضاف: مؤمن بأنه باق أبد الدهر. بمشيئة أبنائه وإرادتهم، مهما تعددوا شيعا وطوائف، ومهما اختلفوا فرقا واحزابا
فلبنان كان وسيبقى وطن التعايش الأخوي المشترك… لأبنائه…. كل أبنائه.. إذا كان المعرض مصباح الثقافة والأبداع فالنادي الثقافي العربي مشكاة المصباح وزيته المضيء وللنادي رجالا صنعوا وابدعوا وظيفة ودورا…
وختم بالقول: إن كان الكتاب يعرف من عنوانه فأننا نأمل أن يكون معرضنا عنوانأ لمرحلة تعلو فيها لغة الكتاب على أي لغة اخرى لأنها لغة الفكر البناء، والحوار الهادئ، والعقل الرصين والمنطق السليم. اننا اليوم بأمس الحاجة الى مثل هذه المناسبات، لنبني وطنا يرتكز على هذه المفاهيم، منفتح على ما هو حق وحقيقة.
تميم
وبدوره استهل رئيس النادي الثقافي العربي، فادي تميم كلامه بعد الترحيب بالحضور بالقول: مفكرينا الاجلاء، اليوم يدخل معرض بيروت العربي الدولي للكتاب عامه الستين اذ اقيم اول معرض للكتاب في بيروت عام 1956، وكان اول معرض للكتاب في المشرق العربي وربما في منطقة الشرق الاوسط. وخلال هذه الفترة الطويلة تعاقب على ادارة النادي الثقافي العربي كوكبة من الشخصيات الثقافية والفكرية، احتلت فيما بعد مراكز هامة ومرموقة في لبنان والدول العربية.
وأضاف: لقد اهتم النادي منذ نشأته الثانية بتعزيز الثقافة باعتبارها هدفاً اولَ لنشاطه في هذا الميدان، وكان الكتاب- وما زال- هو الهم الاساسي باعتبار الكتاب المعبر الرئيسي للثقافة. اقيم المعرض الاول في قاعة وست هول في الجامعة الاميركية عام 1956، ومع تواضعه، الا انه شكل لدينا حافزاً للمتابعة في المراحل القادمة وبصورة خاصة بعد نشوب الحرب اللبنانية والتي استمرت خمس عشرة سنة ومع ذلك بقي المعرض صامداً ولم يتوقف بسبب اصرارنا وعملنا التطوعي وايماننا بأهمية الكتاب.
واستطرد قائلا: اليوم اصبح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الذي يقيمه النادي بالاشتراك والتعاون مع نقابة اتحاد الناشرين في لبنان ظاهرة ثقافية ومعلما حضارياً لمدينة بيروت المحروسة كعاصمة للثقافة واصبح ملتقاً لكافة الفعاليات الثقافية من الادباء والمفكرين ورجال الاقتصاد والاعمال والجمهور العريق الذي يضم كافة شرائح المجتمع اللبناني، خاصة وان هذا المعرض يترافق مع برامج ثقافية وفكرية متعددة يعدها النادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين في لبنان، تنطوي على مروحة واسعة من المواضيع في مختلف الشؤون الفكرية والثقافية مع حفلات فنية ومعرض دائم للفن التشكيلي يضم فنانين من لبنان والدول العربية.
ومن الانصاف ونحن نتحدث عن معرض الكتاب ان نلقي الضوء على ازمة الكتاب، بسبب كلفته الانتاجية اضافة الى انتشار وسائل المعرفة المعاصرة الاخرى والتي تقدم ثقافة سهلة وسريعة وغب الطلب وبتكاليف ضئيلة. هذه العوامل ساهمت في انخفاض الكميات المنتجة من الكتب وضآلة القراء وانصرافهم الى الوسائل السهلة والرخيصة معاً… الا اننا نصر على دور الكتاب نهجاً ومدرسة ودورا ثقافيا ويأتي اصرارنا ايضاً على اقامة معرض الكتاب كحارس للثقافة وميدانا للمعرفة.
وأشار الى أنه: وعندما نتحدث عن الثقافة لا بد ان يترافق هذا الحديث عن الحرية، فالثقافة والحرية توأمان لا ينفصلان. فإذا غيِّبَت الحرية بفعل ممارسة سياسة الاستبداد الفكري او رفض النقد والرأي الآخر وحق الاختلاف او الاحتكام الى الديمقراطية نهجاً وممارسة تستحيل الثقافة ترفاً فكرياً يغرد اصحابه في غربة عن مجتمعهم، او تتحول الثقافة بفعل الاغواء المادي او القمع الفكري الى ثقافة ملحقة بالسلطة تنهض لتبرير مسيرة هذه السلطة- اية سلطة- وصياغة ايدولوجيتها.
ان الثقافة في رأينا هي المساهمة في تطورنا البشري ورسم مستقبل اكثر اشراقاً وبهاءً للإنسان العربي باعتباره اعظم رأسمال لاي وطن سليم ومعافى.
وما يضاعف من تأكيدنا على روح الثقافة، ودعوتنا الى انقاذها مما يدبر لها سرا وعلانية كي تستحيل الثقافة ذات الجذور الواحدة، الى ثقافات مشوهة تلتزم الطائفية نهجاً ومساراً.
واعتبر تميم ان ما تشهده الساحة العربية اليوم وخاصة في المشرق العربي عبر الصراع المسلح والمتعدد الاطراف والاتجاهات لمجموعات ارهابية تدعي الاسلام ديناً ونهجاً وهي براءة منه- ويأتي في هذا المسار تدخل الدول الاقليمية والدولية تساهم ايضاً في ضرب الوحدة الثقافية العربية، وتقسيم المنطقة مناطق طائفية ومذهبية وضرب مفهوم العروبة كرابط قومي لأبناء الوطن العربي لتصبح المنطقة ساحة مفتوحة ومكشوفة لسياسة الاستئثار والنهب لثرواتنا الوطنية.
من اجل هذا كله ندعو ونصر على التزام الثقافة الوطنية الحرة الهادفة لبناء عالم جديد حر يتوافق مع مصالح شعبنا ويصلب اعمدة العروبة الديمقراطية باعتبار الحرية ركن الثقافة الاول واساسها المتين.
ومن اجل هذا كله نُصر على اقامة هذا المعرِض لاننا نرى فيه وسيلة اساسية من وسائل رفض التقاتل لان القتال ضد العدو شرف والاقتتال الداخلي جريمة تحت اي مسمى واي عنوان.. والمعرض ايضا وسيلة من وسائل رفض التعصب وهو منبر للدعوة الى التآلف والوحدة كي نستعيد دورنا واعتبارنا على المستوى الوطني وعلى المستوى القومي…
ان هذا المعرض بالنسبة لنا فعل حضاري يختصر المسافة بين الواقع المأزوم والمستقبل المأمول. وسيبقى جهداً وطنياً وقومياً خالصاً من اجل الوحدة والتكاتف والتعاون بالمساحة التي يؤمنها لتلاقي الافكار والرؤى ومنبراً للحوار منعاً للتضاد واحقاقاً للوحدة.
وأكد ثائلا: إنني من موقعي كرئيس للنادي الثقافي العربي ادعو كل المثقفين والمهتمين للتلاقي والتعاون وتكثيف الجهود لتوسيع مساحة الثقافة الوطنية في لبنان لننقذ الامل في المستقبل قبل ان تحاصرنا جحافل الطاغوت بكل اسمائها القديمة والجديدة.
وختم بالقول: لا بد لي في الختام من أن أتقدم بالشكر إلى راعي هذا الافتتاح… إلى دولة الرئيس تمام سلام … وإلى الدولِ العربية المشاركة… والى دورِ النشر العربية… وان اوجه أيضاً تحية الى الرئيس فؤاد السنيورة رئيساً سابقاً وعضواً أصيلاً ودائماً في النادي الثقافي العربي… كما أخص بالشكر شركائنا في مَعرضِ بيروت.. نقابةُ إتحاد الناشرين في لبنان وعلى رأسهم السيدة سميرة عاصي وإلى كُلِّ دور النشر المشاركة. وأتوجهُ بالشكرِ أيضاً إلى وسائل الإعلامِ كافةً، صحافيينَ وكُتابٍ ومصورين، لأن تغطيتَهم اليوميةَ لبرنامجنا الثقافيِ ونشاطاتِ المَعرضِ، كفيلةٌ بأن يصلَ نورُ الحقيقةِ إلى اللبنانيين… كل اللبنانيين . كل عام ومَعرضُ الكتاب بخير… كل عام وانتم بخير… عشتم، عاش لبنان…
عاصي
بعدها تحدثت رئيسة اتحاد نقابة الناشرين سميرة عاصي واستهلت كلمتها مرحبة بالحضور بالقول: اهلاً بكم الى لؤلؤة الشاطىء الى بيروت، ومعرضها السنوي للكتاب ، اهلاً بكم الى حديقة الحرية ، والمطبعة الاولى في الشرق ومنبر الكلمة.
اهلاً بكم ، ونحن نسلطُ الضوءَ في هذا المعرض على مئاتِ العناوينِ الجديدة: الشرق اوسطية / والعالمية / والقانونية / والدستورية / والتربوية مع ما في حدائق دور النشر من عنايةٍ بالاطفال .
وتابعت قائلة: اهلاً بكم في هذا المعرض الذي يرحب بعالم الاتصال دون ان يحرق مراكبه الورقية ويسهم في بناء ذاكرة المرحلة . هذا العام ليس ككلِ عام فنحن نلتقي في المعرض الستين للكتاب في دورةٍ استثنائيةٍ . تنعقد ووطننا لبنان بدأ يشق طريقَهَ لانجازِ كل استحقاقاته الدستورية بعد انتخاب رئيسٍ للجمهورية والعمل الجاد لاطلاقِ عملِ السلطةِ التنفيذيةِ والوقوفَ امام امتحانِ اقرارِ قانونٍ عصري للانتخابات .
وأضافت: اعتقدُ ان هذا العام وفي العامِ المقبل سنكون نحن العاملين في حقلِ النشر ومعنا كل العاملينَ في القطاعات الدستوريةِ والقانونيةِ بصفة خاصةٍ امامَ استحقاق اطلاق الفعاليات لبناءِ وعيٍ قانوني ودستوري يتصل بلبنانَ غداً على ضوء تجربتنا فلا نقع في حيرة من امرنا (اذا ما كانت الدجاجة قبل البيضة ام العكس) ؟ في هذا العام نطل على عالمٍ جديد والدولُ الكبرى تنجز استحقاق بناءِ هيكلها السياسي مما يستدعي تداعياتٍ شرق اوسطية في منطقة مشتعلة تتطلب الرصدَ والمتابعة والنشر وطباعةِ وانجاز كتب تطل على عالم جديد .
نحن العاملين في قطاع النشر “قطاع الثقافة”، لا زلنا نشتكي في بلدنا من حرمانِ وزارة الثقافة حيث ان ميزانيتها (لا تسمنُ ولا تغني من جوع ) بينما الكتابُ والناشرين يقعون في تكلفة كبيرة من الغلافِ الى الصفِ والتصحيحِ والاخراجِ والطباعةِ الى التسويق في وقت تتطلب المشاركة في معارضِ خارجيةٍ لمزيد من كلفة (النقل) وغيرها.
وتوجهت الى الدولة بالقول: ايتها الدولة في افتتاح هذا المعرض نناشدُ نحن القطاعَ الذي لا يرهقُ الميزانيات بل يؤمنُ مداخيلَ اضافية يناشدُ الدعم عبر زيادةِ الاستثمار على كنز لبنان المتمثلِ بالثقافة وعلى ان لبنان هو الحافظ لحرية التعبير والانتماء وهو المكان اللمعة لشرحِ المعاني والمباني .
وأضافت: دولة الرئيس.. الحضور الكريم.. عامٌ بعد عام يستحوذ معرض الكتاب السنوي ليس على اهتمام اللبنانيين فحسب ولا العرب ومكتباتهم فحسب بل كل العالم ويشكل علامة فارقةَ ونقطةً جاذبة يتحول معها لبنان الى مركزٍ للسياحةِ الثقافية ، سياحة مجدية لا تحفظ الصورة والصوت فحسب بل تحفظ ذاكرة وتسجل حقائق تتصل بالوقائع العالمية وانعكاساتها على الجغرافيا والانسان في منطفتنا .
وختمت بالقول: ايها السادة.. انه ليسرني ان اقفَ على هذا المنبر وان اقول باعلى الصوت نعم نحن الناشرين والكتاب في المقدمة فنحن الطليعة التي تشتغلَ في عالم الكتاب ونحن لذلك نستحق الاهتمام .. الضمانات .. والائتمانات الصحية والاجتماعية نستحق ضمان حق الحياة والحماية لمساحة الحرية التي نمثل . في كلِ معرض للكتاب لا نقول وداعاً بل الى اللقاءِ في العام المقبلِ الى اللقاءِ في لبنان الكتاب .. لبنان الكلمة .. “كلمة الله ومجد الارز” ” في البدء كانت الكلمة والكلمة الله” ” ف بسم الله الذي علم بالقلم ..” بسم الانسان القارىء والكاتب اهلاً بكم الى هذا اللبنان. عشتم. عاش معرض الكتاب.. عاش لبنان
حصري
وبدورها ألقت سهير حصري كلمة بالنيابة عن رئيس مجلس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني اعتبرت فيها أن : بيروت تحتفل اليوم بالثقافة والكتاب إيمانا منها بأن الثقافة هي أساس بناء الحياة الكريمة وأن الشعب الذي يتسلح بالثقافة السليمة يستطيع أن يبني مستقبله ويستطيع أن يفيد ويستفيد.
وأضافت: منذ إنطلاقه، أصبح معرض الكتاب العربي حدثا سنويا ثابتا ينتظره جمهور واسع من المثقفين في مدينة بيروت. ان هذا المعرض أبعد ما يكون من مجرد سوق لتصريف الكتاب والإتجار به بل أنه يعد منصة لقاء للناشرين، وبائعي الكتب والوكلاء،/ والمنظمات الثقافية والصحافة.
ان الكتاب شأنه شأن وسائل الثقافة الأخرى كلها، يحتل موقعا رياديا في إطار ما تستهدف تحقيقه الحكومة والبلدية ومنظمات المجتمع ، المدني وسائر الفعاليات السياسية والإقتصادية والإجتماعية. إنطلاقاً من هنا وإيماناً منا بأهمية القراءة في حياتنا اليومية، على إعتبار إنها، وتساعد في بناء جسر ثقافي وتعزز النهضة الفكرية بين البشر، وفي الوقت الذي ترتفع فيه أصوات الازدحام التكنولوجي، وضع مجلس بلدية بيروت في خطته فتح العديد من المكتبات العامة اضافة الى المكتبات الموجودة حاليا في منطقة الباشورة، الجعيتاوي، مونو وقريبا في الكرنتينا ثم طريق الجديدة.
واستطردت قائلة: يعتقد البعض خطأ أن مهمة البلدية هو ادارة عملية النظافة والطرقات والجسور وغيرها من الخدمات داخل المدينة وأن البعد الثقافي ليس للبلدية أي اهتمام به ولا يندرج في سلم أولوياتها.ان المدن ما عادت غابات من الاسمنت المسلح ومن الشوارع والجسور والأنفاق بل أنها أناس وبشر، وحياة الانسان لا تكتمل فقط بالعمران بل بالجانب الروحاني والتي تشكل الثقافة الجزء الكبير منه ومن هنا فان على البلدية أن تعطي الجانب الثقافي الأهمية اللازمة على اعتبار أن هذا البعد الساسي، ولا يقل أهمية عن واجبات عمل البلدية الأخرى.
عريجي
وفي الختام تحدث وزير الثقافة ريمون عريجي وقال: شرّفني دولة الرئيس تماّم سلام بتمثيلِهِ رعايةً لهذا الحدثْ الثقافي، ويُسعدُني أنْ أَنقلَ اليكم تحياتِهِ والتمنياتْ بالنجاحْ. النادي الثقافي العربي ومعرضُ بيروت العربي الدولي للكتاب، في دورتِه الستين، مأثرةٌ ثقافيةْ سنويةْ، وفعلٌ معرفيّْ يتوالى، بإصرارِ المُؤْتَمَنْ على قضيةٍ حضاريةْ، منذ ستّينَ سنةْ…
هذه التظاهرةْ، فخورونَ بها نحنْ، على المستويَيًن الرسميْ والشعبيْ… إنها سِمَةٌ من علاماتِ حضورِ لبنانْ وتنامي دورِهِ الرِّيادي – النهضوي، منذ انطلاقةْ أبجديةْ جُبيل ومطبعةْ قنوبين وثورةْ الحَرفْ والمعرفةْ حتى اليوم…
في فضائلِ هذه التظاهرةْ، إنها تشكّلُ مِنصّةً ثقافيةْ – إنسانيةْ – فكريةْ، يلتقي في رحابِها الكُتَّابُ والناشرون والطابعون وجمهورُ القراءّ والطامحونَ إلى نعمةِ المعرفةْ…
إذ نحتفلُ اليومْ بالكتابْ والكاتبْ والناشر، فنحنُ في صميمِ نشرِ المعرفةْ وترويجِها وَرَقاً وحبراً وبوسائطِ التواصلْ وقد صارتْ عابرةً للحدود والجغرافياتْ…
انتهى زمنُ العوائِقِ المُفرِّقَةْ للبشر، نحنُ في زمنِ العولمةْ، في قلبِ القريةِ الكونيةْ وفي شموليةِ إنسانيتِها.
هو زمنُ اقترابِ سيطرةِ الإنسانْ على اللاّمتناهي في الصِّغَر، ومغامرةِ اكتشافِ اللاّمتناهي في المدى، وارتيادِ الكواكبْ، الحدود الجديدةْ للإنسان.
وأضاف: صحيح أننا في الكتاب لكن المعرفة تحولت الى آفاق أخرى. نحن في زمن اقتصادِ المعرفة، وفي بروزِ مصطلحْ رأس المالْ المعرفي، القائمْ على الذكاءْ والمعلومةْ والبحثِ العلميْ… وتكفي الإشارةْ إلى أنَّ الصناعاتْ – الكثيفةِ المعرفةْ – تُسهِمُ بنسبةْ 40% من الناتجِ الإجماليْ للولايات المتحدة، وتبلغُ حوالي تسعين مليار دولار سنوياً، كما أنَّ انتتاجَ الصين من صناعاتِ المعرفةْ ينمو بمعدّل عشرين % سنوياً… ان لبنان بما يختزن من طاقات كبرى في قطاع الثقافة يستطيع اذا أعطته الدولة الفرص والامكانات والدعم المطلوب أن يحول امكانياته الى اقتصاد مضاف ذي مردود كبير. كلنا يعرفْ حجمَ التحدّي الذي يواجهُ الكتابْ، صناعةً وترويجاً، ودورَ الحواسيب والهواتفِ الذكيةْ والمواقعْ التي احتلّتْ مكانَ رفوفِ وخزائنْ مكتباتْ العالمْ،… صحيحٌ، تأثرتْ حركةُ الطباعةْ والنشرْ، صحفاً ومجلاتٍ وكتباً، لكن يبقى لنا سحرُ مُلامسةْ الورقْ، ورائحةِ الحبر ودفءِ الكتابْ…
وقال: إننا نثمّن عالياً هذه البادرةْ الرائعةْ في نشرِ الكتابْ، وبهذه المناسبةْ أودُّ الإشارة إلى جائزةِ الروايةْ باللغةْ العربيةْ التي استحدثناها في وزارة الثقافة – منذ سنتين – لفئتَيْ الروائيِّينْ المكرَّسينْ والكتّابْ الناشئينْ… وأغتنمْ مناسبةَ معرضْ الكتابْ لأتوجّهْ إلى جميع الروائيينْ اللبنانيينْ وأدعوهم لتقديمِ نتاجِهِمْ إلى الدوائرِ المختصةْ في وزارةْ الثقافة، للتنافسْ على جمالاتِ الإبداعِ الروائيْ، وإنَّني في هذا الصدّد، أنوِّهْ بالكفاءةْ العاليةْ والاستقلاليةِ التامةْ لأعضاءْ لجنةْ التحكيمْ الوطنيةْ التي شكَّلنا، والمُولَجَةْ دراسةَ وتقييمْ هذه الأعمالْ.
واستطرد قائلا: لقد لعبتْ الثقافةُ دوراً راجحاً في تكوينِ نسيجِ المجتمع اللبنانيْ عَبْرَ العصور وكوَّنتْ شخصيتَهُ الفريدةْ في هذه المنطقةْ، وتَحوّلتْ مشروعاً حضارياً طَمَحَ ادباؤنا والمفكرونَ النهضويّونْ واللاّحقونْ والحاليّونْ لتحويلِهِ إلى دورِ ورسالةِ لبنانْ في محيطِهِ والأبعد. ولعلّ كتاباتِ المفكّر الراحل René حَبَشي، في ستينياتْ القرنْ الماضيْ، حول مشروع لبنان الثقافي ودوره الاشعاعي كان لها تأثيرٌ في هذا المجالْ…
في حمأَةِ هذه الهمجيةْ المدمّرةْ التي تعيشها المنطقةْ العربيةْ والشرقُ عامةً، نستذكرُ المشروعَ الثقافيْ اللبنانيْ، كنموذجٍ (ولو حالمْ) لمنطقةِ الشرقْ الأوسطْ، هذا المشروع الذي عبَّرت عنه الاونيسكو عملياً، يوم استحدَثَتْ المركزَ الدوليْ لعلومِ الإنسانْ في جبيل سنة 1970، عَبْرَ بيانٍ أُمَمي اعتبرَ لبنان بوصفِهِ الجيو-ثقافي، جسرَ التقاءٍ ثُلاثيِّ القارات: آسيا، أفريقيا وأوروبا، لحضاراتِ الشرقْ بالغربْ في مدينةِ مَهْدِ الأبجديةْ (دعوة لتأمُّلْ نقوشِ الأبجديةْ على ناووس أحيرام في المتحف الوطني).
واذا كانَ من مفاعيلِ الثقافةْ، بدورِها المطلقْ، المصالحةْ الإنسانيةْ مع الذاتِ والآخر، ومع قَدَرِنا كمعطىً من التاريخْ في مساحاتِ الجغرافيا، فالمشروعُ الثقافي – الذي نَطمح- يُحَتّمُ مصالحةً جَماعيةْ، فوق كلِّ الفوارقِ والاعتباراتْ، وبناءَ كياناتٍ سياسيةْ – اجتماعيْةَ تليقُ بالإنسانْ، في لحظةٍ نرتادُ فيها الكواكبَ والمجراتِ البعيدةْ!
وأضاف قائلا: في العام 1982 كتب الرئيس السنغالي الأسبق، شاعرُ الزُّنُـوجَةْ والفرنكوفونية: “لنْ يستقيمَ نظامٌ اقتصاديْ – دَوُليْ، ما لم يَسْبَقْهُ نظامٌ ثقافيْ عالميْ!” وكان يقصدُ بناءَ الإنسانْ.
وان كانَ في الموقفْ بعضُ طوباويةٍ جميلةْ، أوَليست شرعةُ حقوقْ الإنسانْ مثاليةً طوباويةْ؟!!
واستطراداً، فَقدَرُ وقرارُ أبناءِ هذا اللبنانْ ان يستمرَّ وطنَ الرسالةْ في هذا الشرقْ، وفسحةَ التقاءِ وتناغمِ الأديانِ والعقائد والأفكار…
ان طموحَنا جميعاً، ودورَ مُبدعِينا، ان يبقىَ هذا الوطنْ، واحةَ حريةٍ كتابةً ومسرحاً وموسيقى وغناءً وشموليةَ انتشار…
هذا التآلفْ بين الروحانيةِ المتعددةِ المشاربْ، والتَّوْقِ المعرفيْ المتناغمِ الجذور بين شرقٍ وغربْ، ولَّد هذه الفرادةْ الإنسانيةْ التي تَسِمُ مجتمعَنا اللبناني – بالرغمِ من كلِّ الأزماتْ – وتخلقُ ديناميةَ وِحدَتِنا وتطوّرِنا… في قناعتي، هِيَ صيرورةٌ لا تنتهي.
في الأزمنةِ الصعبةْ التي تجتازُها المنطقةْ والتي غابتْ عنها الثقافةُ الإنسانيةْ، يعتزُ لبنان، أنه أحدُ مؤسسي الاونيسكو في العام 1946، كمنظمةٍ جامعةٍ للفكرِ البشريْ وفي ميثاقها: “لمّا كانت الحروبُ تُولَدُ في عقولِ البشر، ففي عقولِهم، والطموحاتْ، يجب ان تُبنى حصونُ الإنسانيةِ والسلامْ”.
في كتابه “سبعون” قال أديبُنا الكبير ميخائيل نعيمة: “كفانا خدمةً للحقدِ والموتْ ايها الناس! آنَ لنا ان نَخْدُمَ الحياةْ”… “إِنَّه لأَيسَرَ ان تُقيموا حدوداً بين أمواجِ البحرِ والرياح وأشعةِ الشمسْ، من أن تُقيموها بين انسانٍ وانسان! لِتَقُمْ على أكتافِ دُويلاتِ الناسْ، دولةُ الإنسان!!!”.
وختم بالقول: يُسعدني، واللحظةُ مهرجانٌ للكلمةْ، أن نُدفِئَ عقولَنا والروحْ، بتوهُّجِ الحرفْ وهَديِ المعرفةْ، خلاصاً للخروجِ من الشرانقْ إلى رحابِ الإنسانيةْ… كلُّ التهنئةْ للنادي الثقافي العربي ولنقابةْ اتحاد الناشرينْ في لبنان ولأهلِ الثقافةْ والقُرّاءْ. التحيةْ إلى أقلامِ كُتّابِنا والمبدعين. أما الكتابْ فسيبقى أيقونةَ المعرفةْ في عقولِنا… تحية إلى أهلِ الحَرفْ. عاش لبنان
الجوائز
وبعدها وكعادته من كل عام، وزع النادي الثقافي العربي الجوائز الخاصة بأفضل كتاب اخراجاً وطباعة..، وقد منحت اللجنة الفنية جائزة أفضل كتاب إخراج للكبار:
- الجائزة الاولى: كتاب ” ابن خلدون ، الانسان ومنظر الحضارة” عبد السلام شداوي، ترجمة د.حنان قصاب حسن، المكتبة الشرقية، 2016.
- الجائزة الثانية: كتاب ” سعود الفيصل، حكاية مجد ” د. مهد بن حسن دماس، مؤسسة الاتشار العربي 2016.
- الجائزة الثالثة : المصحف وقراءاته خمسة مجلدات. تصنيف مجموعة من الباحثين بإشراف عبد المجيد الشرقي. مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والنشر.
كما قررت اللجنة منح جائزة أفضل كتاب اخراجاً للأطفال:
- الجائزة الاولى : كتاب ” النفق ” تأليف أمل ناصر، رسوم هشام سليمان، منشورات دار البنان.
- الجائزة الثانية: كتاب ” أنا اقوى من الغضب “، نص ايفا كوزما، رسوم سنان حلاق، منشورات اكاديميا انترناسيونال.
- الجائزة الثالثة: كتاب بعنوان ” بيروت ” ، نص رانيا زغير، رسوم اتيان بسترماجي، منشورات الخياط الصغير.
بعدها قص الوزير عريجي والرئيس السنيورة شريط الافتتاح على المعرض وجالا في أرجائه متوقفين عند الاجنحة المختلفة.
فيما يلي نشاطات وتواقيع اليوم الأول الجمعة الموافق فيه كانون الأول 2016
4:30-6:00 | ندوة حول ديوان “ضوع الياسمين” للدكتور محمد ابو علي | د.جمال زعيتر، د.مهى الخوري غريب،تقديم:د.عبد الله فضل الله | شركة المطبوعات للتوزيع والنشر |
4:30-6:00 | ندوة حول كتاب “عن الدولة “ | د. فريديريك معتوق د.علي سالم ادارة: أ. صقر ابو فخر | المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات |
6:00-7:30 | تكريم لذكرى الراحلين الكبيرين د. محمد المجذوب و د.كلوفيس مقصود | د.صلاح الدين دباغ، أ. طلال سلمان، أ.طارق المجذوب، تقديم: أ.فادي تميم | النادي الثقافي العربي |
6:00-7:30 | ندوة: بمناسبة 150 سنة على تأسيس الجامعة الاميركية في بيروت | أ.ناديا الشيخ ،أ.بلال أورفلي،أ.سليمان بختي | دار نلسن |
7:30-9:00 | ندوة: ماذا بدلت الحرب في لبنان ؟ للشاعر حمزة عبود | د.انطوان حداد، د.محمد علي مقلد، د.علي نسر، تقديم:أ.عماد خليل | دار غوايات |
7:30-9:00 | محاضرة حول كتاب أخلاقيات أصحاب المهن القانونية | القاضي د.غسان رباح | منشورات الحلبي |
التوقيع
3:00-6:00 | الارهاب: جذره في الأرض فرعه في السماء | عصام سعد | دار سائر المشرق |
3:00-7:00 | رؤية الموحدين الدروز | الشيخ الدكتور سامي أبي المنى | الدار العربية للعلوم ناشرون |
4:00-6:00 | “مدينة لا تلبسني” | ندى حطيط | دار الفارابي |
5:00-7:00 | ديوان “فقة العشق | د. عباس مزهر | دار أبعاد |
5:00-9:00 | حديقة الستين | جودت فخرالدين | شركة رياض الريس للكتب والنشر |
5:30 | حارسة المونة | رلى شامي الحص | دار الفكر اللبناني |
5:30 | عندما تكلمت النفايات | رانيا سليم الحاج | دار الفكر اللبناني |
6:00-8:00 | الخلاص والزمن في روايات الريحاني وجبران ونعيمة | الأب رامي شلمي | دار الفارابي |
6:00-9:00 | أسياد الزمان | د. مروان أبو فراج | دار سائر المشرق |
7:30-8:30 | حقائق وكشوفات في مطلق الوجود”، “غذاء الجسد، متى يكون تغذية للنفس!” (الطبعة الرابعة)، “محاضرات في الإيزوتيريك -الجزء الثامن | د. جوزف مجدلاني | منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء- علوم الايزوتيريك |