رادار نيوز – عماد جانبيه
لوكان لي أن أستعير، بلاغة البلاغاء، وفصاحة الشعراء، لما كتبت في الذكرى السنوية الأولى على غياب سماحة الشيخ بهجت غيث كلمة من كلمات الرثاء، فمثله من ينحني العارف بما عنده امام جلال ذكراه، ومثله من لا يفي حقه سوى موقف من مواقف الولاء والوفاء، في زمن عزّت على الناس فيه كلمة طيبة يقولونها في حق الطيبين.
أكتب عن رجل كان صلباً في معتقداته، ثابتاً في مواقفه، عنيداً في مبادئه، قد حولت زعامته الدينية إلى مرجعية وطنية صالحة…
عرفته لايقبل أولئك الذين يريدون تمييع المواقف، فقد خسرناه قبل طائفته، لأنه كان الموجه والمرشد، ورمزاً للصفاء…
أكتب وفاء لرجل عرف قيمة العقل في تطور الإنسان، فدعا الى لبنان العقل والعلم لا لبنان الفوضى والفساد…
لقد كان عنواناً لمدرسة طالما اتجهت اليها وشخصت انظار الذين أحبوه، فأخذوا عنها واستقوا منها الشجاعة والتضحيات والإقدام…
مهما قلت عن سماحته أو كتبت عنه، فالكلمات تصغر أمامه ولا تحيط بعالمه الكبير، لأنه بحر فسيح من العلم والمعرفة، ومعجم واسع لذاكرة لا تحتفظ الا بالشيء الجميل والصور الخالدة الخالية من التجاعيد…
قد يكون غيابه تحدياً للزمن، أو يكون الزمن يحمل سر هذا الغياب…
سوف يظل حضرة السماحة في الذاكرة والوجدان، لأن غيابه خلق فراغاً لا يملؤه الأهم…
وكم يعز على الذين أحبوه واحبهم أن يتخيلوا أنفسهم بدونه…
سماحة الشيخ بهجت غيث نفتقدك…