سأبدأ مقالي بعبارة مـُحزنة وتختزن الألم الكبير كتبها رجل دين فلسطيني في لبنان أكن له كل المعزة والاحترام والتقدير لأنه من رجال الدين الذين يثورون على الظلم والباطل …ويقول كلمته المحقة ولا يخاف إلا من رب العالمين…كتبها بعد هول المجازر الوحشية التي ارتكبها العدو الصهيوني المتغطرس بحق النساء والأطفال في مواصي خان يونس ألا وهي عبارة:” الحقيقة المرة …مات الضمير!”
أجل يا شيخنا الجليل لقد مات الضمير الحي لدى أمة العرب والإسلام! عندما يتفرج العالم على أشلاء الأطفال والنساء في المدارس وفي كل زاوية رائحة الموت تفوح وكأن الدم المسفوك ينادي:” متى ستنتصرون لي؟”!!!
تسفك دماء الأبرياء والمدنيين العزل بهذه البشاعة وكل ذنبهم أنهم صمدوا في بلدهم وفي ديارهم وتمسكوا بكل حبة تراب من فلسطين ومن غزة الجريحة ومن خان يونس الصامدة.. ومن جنوب غزة الأبية ..ومن شمال غزة التي تحارب الجوع بكل ما أوتيت من قوة… ومن معبر رفح الذي لن يستسلم للجنود الصهاينة …شعب فلسطين العظيم لم يفارق حتى الأشجار التي تحيط بمنازله المدمرة هذا ذنبهم أنهم من دولة حرة اسمها فلسطين احتلها العدو الغاصب بدعم السياسات الغربية وما زال حتى اللحظة يُمعن في عذابها ايضا” بفضل الدعم اللامتناهي للسياسات الأمريكية الغربية التي تغذي هذا الوحش الإسرائيلي بالقنابل وبالصواريخ وبالطائرات لتفتك بأجساد الأطفال الرضع!
الإرهاب الإسرائيلي يتغذى على دماء أهلنا وأحبتنا في غزة ويقصف ويدمر بذريعة أن أبطال المقاومة بين المدنيين وهذا كذب وافتراء!
ليبرر قتله لمئات الشهداء الذين تناثرت أجسادهم هنا وهناك في مدرسة للنازحين اليوم بعد المجازر التي ارتكبه أعداء الدين والانسانية أمس الأول تحت ذريعة أن” جنرال” القسام القائد محمد الضيف وقائد آخر برفقته في هذا المكان الذي يأوي النازحين!
الرواية الإسرائيلية الكاذبة نحن اعتدنا عليها منذ وقت طويل وندرك جيدا”عن محتوى خفاياها وكيف تصنع وكيف تحاك وكيف تنشر على وسائل الاعلام ومنصات التواصل!
نعلم ما هي الوحدات الخاصة داخل جيش الأرانب الإسرائيلي التي تفبرك هذه الدعايات وتنشرها وتبثها للعقول الفارغة التي تصدق رواياتهم وخصوصا”هذه الروايات المفبركة موجهة بالدرجة الأولى للعقول العربية… هذه العقول بعضها مشوه وينشر هذا التشويه على منصات التواصل هم الذين يسمونهم بالذباب الالكتروني وكما تعلمون أن الذبابة لا تعيش إلا في المستنقعات وتتنشق الروائح الكريهة!
وهذا حالهم أولئك الذين يدافعون ويتبنون الرواية الإسرائيلية المفبركة!
المشاهد المروعة التي تبكي الحجر التي شاهدناها على محطات التلفزة وعلى المواقع الاخبارية لم يشهد لها التاريخ مثيل!وأكاد أقول حتى في الحرب العالمية الثانية ربما لم نشاهد مثلها ومع ذلك العالم يتفرج والأنكى أنه مشغول اليوم بمحاولة اغتيال ذاك الصهيوني المدعو ترامب والذي إن فاز بالرئاسة سوف يمد الجيش النازي بالأسلحة والصواريخ ويدعمه أكثر وأكثر !
تصدرت شاشات التلفزة صور ذاك اللعين المتغطرس لأن أذنه نزفت القليل من الدماء فما بالكم وأشلاء أطفال فلسطين تناثرت في الهواء؟ إلا أن هذا العالم غير عادل يستقوي على الضعيف… مشهد محاولة اغتيال ذاك المصارع المتوحش غطى على بشاعة المجازر الإسرائيلية وبالتأكيد جميعكم يعلم أنها تمثيلية فقط لفوزه ولدعمه في معركته الانتخابية!
دعونا من العالم الغربي والأمريكي الآن فلنتحدث عن عالمنا هنا .. من أسف هو العالم العربي!
أين أنتم يا أيها العالم العربي المسلم؟ الذي يشاهد دماء شعب فلسطين على الشاشات وكأنكم تشاهدون أفلام أمريكية خلال حرب فيتنام! كنا نعتقد أنكم تملكون أو ما زلتم تملكون القليل القليل من ذرة اسمها الشرف والكرامة والكبرياء لتنتفضوا وتخرجوا إلى الشوارع والميادين رغم عن أنف أي معارض لكم!
أخرجوا …استنكروا عبروا عن رأيكم تجاه هذه المجازر التي لن تغفرها الانسانية لكم ولكل متخاذل يتفرج !!
نعم ندرك أن الأغلبية من الشعوب تنبض قلوبهم بالتعاطف وتبكي على هذه المشاهد ولكنكم لا تستطيعون التعبير ونحن نطالبكم بأن هذا هو الوقت المثالي للتعبير للنهضة… للتحرر… للثورة على الظلم والطغيان…
هذا هو الوقت الذهبي لتنصروا هؤلاء المقاومين الأبطال بمواقفكم ودعمكم لهم في التظاهرات والساحات…ولكم كل الشرف بأن تدعموا الذين يذلون جيش النخبة منذ 10 أشهر !! أوتعلمون من هو جيش النخبة الذي يذله أبطال القسام وهم في نعالهم الصيفية المتواضعة؟؟ ذاك النعل الذي يتزين بأقدام أي بطل من القسام بالنسبة لنا يساوي ملايين الدولارات!
مقابل الحذاء العسكري والعتاد للجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح والذي يكلف ميزانية جيشه شهريا” ما يعادل ال 10.000 دولار أمريكي !!ورغم هذا الدعم الكبير ولكن ابن القسام يذله في كل نفق ومحور من محاور القتال ويصطاد رأسه للخنزير!
“بجد” من حقه الإسرائيلي أن يجن هذا الجنون فهو اعتقد أنه بغزوه لقطاع غزة يستطيع أن يحسم المعركة ويقضي على فرسان المقاومة في غضون أسابيع عدة!!
وللقارئ العربي الذي لا يعرف عن الخطط العسكرية للجيش الإسرائيلي النازي
-“تعى لنخبرك شوي”-
عن خططهم…إذ أن كل المناورات التي كان يجريها جيش العدو على مر السنوات الأخيرة من خطة “تنوفا” إلى الخطط المتعددة السنوات كانت تعتمد على أن أية حرب مقبلة سيخوضها ضد كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية أو ضد المقاومة اللبنانية يجب أن لا تتعدى المعركة أكثر من 10 أيام !!
هذه هي خطط جيش الحرب الإسرائيلي التي كان يتدرب عليها لسنوات يا مواطن يا عربي!!
أجل الحد الأقصى 10 أيام وكانوا يضعون في حسابهم أن القتال يجب أن يحسم في غضون أسبوع واحد نظرا” لسلاح الجو والذي من المفترض أنه يحسم المعارك لقدرته على التدمير الممنهج والعشوائي.
ولكن المفاجأة عندما توغلوا في قطاع غزة المحاصر منذ سنين وسنين لم يستطيعوا أن يحسموا المعركة في أي بقعة من هذه الأرض الصغيرة المباركة طوال عشرة أشهر !!
وهذا يعد من أهم الانجازات العسكرية الكبرى للمقاومة التي مرغت أنوف ألوية النخبة بالتراب الغزاوي!!وما زالت تستبسل بالدفاع عن شعبها لهذه اللحظة!
هذا النموذج الحي لبسالة كل مقاوم فلسطيني يجب أن يُدرس في
الكليات الحربية والعسكرية حول العالم !