/

يمكن حلم – عيسى جانبيه

66 views

متل الكذب فجأة ولعت نار الحرب وفجأة انخمدت، عقد ما وجّعتنا علّمتنا كتير اشيا وذكرتنا بكتير غير.

تعلمنا انو سلطان الموت ما بيفرّق بين حدا الصغير قبل الكبير
كلنا بشر فانيين من لحم ودم، بلحظه بنتبحر وكل شي بنيتو بتشوفو عم يتدمر قدام عيونك الحي لي ربيت فيه، ذكرياتك وأحلامك كلو بينهدم بتحذير من أفيخاي أو بشي مسيرة.

تعلمنا انو الدني دولاب والمال ما بيدوم، كتير أشخاص خسروا مصالحهن وشركاتهن وجنى عمرن ضاع، بيوتن انهدمت ورجعوا عالحضيض وناس فجأة انفتحت ابواب النعيم بوجن وقبوا فوق الريح.

تعلمنا انو ما حدا قوي، كلنا فلينا من الحي بس بلشوا تهديد من فوفو الحي لأكبر أزعر لي كان راعب المنطقه طلع ما حدا قوي عالصواريخ بس قوايه ناكل ببعضنا ونستغل الضعيف.

تعلمنا انو الدني مواقف، كتير ناس قراب واصدقاء تخلو عنك، ما سالو او اتطمنوا بوقت ناس غربا كانوا عم يركضوا يجيبوا مساعدات وأكل، حرامات، ادويه للكبار وحليب للصغار من مالن الخاص ليساعده ناس ما بيعرفوهن كمان أشخاص انجق كنت تعرفن يدقولك كل يوم وبعد كل غارة يتطمنو عليك، طلعت الحرب غربال ووقت الضيق بس بيبين الصديق من الرفيق.

في شي وحيد ما تعلمناه وبشك نتعلمه، انو نكون ايد وحده لنعمّر هالوطن ونحمي شعبه، انو ما عاد يفرقونا تجار الهيكل وزعماء العار بحجة الدين. انو سوا بنعمر وطن بدل ما نهدم اجيال، مسلم درزي أو مسيحي أو بتعبد بقرة الدين لربّك ما همي شو دينك وربنا ما بيرضى هالدين يدمرلك بلدك ويفرقك عن شريكك بالمواطنة.

مش هني لي دمّرونا! نحنا لي دمرنا بعض وبعنا الوطن كرمالن، نحنا لي نتخبناهن، حطينا مصيرنا ومستقبلنا بين اقباض ايديهن واعطيناهن هالة الألوهية. نحنا لي حملنا عبعض بواريد وتقسمنا شرقية غربية، اسلام ومسيحية، ربّينا حقد وورتناه لأجيال وهني اجتمعوا فوق جثثنا وقسمو الوطن كل واحد اخد حصة، ما خلينا دولة ما بلت ايدا فينا لأن ما في ولاء للوطن، تاجر الهيكل بيبارك الزعيم ونحنا بنعبده وبنتبعه عالعمياني وكل فرده فيهن تابع لسفارة.

أيمتا حنفهم انو هاي كلها كذبة ومؤامرة كبرة محضرة ومدبرة وسارية من عشرات السنين ضحيتا لبنان واللبنانيين؟ التاريخ عم بيعيد نفسه لأن نحنا وصغار ما علّمونا نفهم التاريخ، علّمونا نحفظه ونسمعه متل الببغاء، ما ورجونا شو صار بال ١٩٧٥ علّمونا عن الفنيقيين وفخر الدين. هالأرض شربت دم كتير ومر عليا كل انواع الحروب، شعبنا تعب وما بقى يتحمل وجع. حلنا نتحرر من توب الزعيم ونفهم مفاتيح اللعبه، نترك الدين للعبادة مش للإبادة ونعمر وطن ودولة حقيقية فيها كل معايير السيادة، يكون الولاء فيها أولاً ودائماً لأرزة الوطن لي ما حدا بيعلا فوقه.

يمكن حلم بس مش غلط الواحد يحلم…

عيسى جانبيه

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي العبد الله:

Next Story

بيروت ماراثون تنظّم سباق الميلاد في جونيه بمجمع فؤاد شهاب الرياضي

Latest from Blog