ثورة اخرى تخوضها مصر اليوم، ثورة شعب مناضل ارادة الحياة عندما جعلته يأبى ان يقف خانع الرأس خاضع لسلطات ظالمة تتحكم بتفاصيل حياته تتحكم بمطالبه وترفضها وتقمعها ، من قلب ميدان التحرير في القاهرة تتناقل الجثث ويزداد عدد الجرحى، الصورة كادت تكون اقوى من الكلام والمشهد كاد يخنق كل عربي عانى من انظمة فاسدة اودت به الى الهلاك، الشباب المصري اليوم يقف ويقول كلمته دون وجل من الحكم العسكري المتزمت الذي لم يذهب مع رئيسه المتنحي حسني مبارك بل لنجده مره اخرى يحاول العبث بمطالب اساسية حقوقية ووطنية لطالما نادى من اجلها الشعب المصري، ميدان التحرير اليوم يغص بالحياة رغم رائحة الموت التى تفوح من اجساد الشهداء ومن أعين فقدت بصرها لا بصيرتها ومن جرحى نزفوا ولم يتوقفوا عن حبهم لبلدهم، من قلب الثورة والحقيقة أنقل اليكم ما قالته ارادتهم وعزيمتهم ونضالهم.
ثورة يناير التي اسقطت الجناح السياسي لنظام مبارك وتبقي الجناح العسكري يحوض معركة البقاء مديرا تحالفات سياسية جديدة مع قوي الاسلام السياسي . فيصر علي اجراء الانتخابات التشريعية في ظل عدم جهوزية القوى الثورية وعدم نضوج تنظيماتهم السياسية يصر المجلس العسكري علي اجراء الانتخابات متجاهلا عزل فلول الحزب الوطني الذي ما زال بقاياه يمتلكون تنظيماتهم السرية تربية جهاز امن الدولة
يصر المجلس على اجراء الانتخابات التي ستأتي باغلبية لصالح التيار الاسلامي السياسي ورجال النظام السابق في محاولة لضمان اعادة انتاج النظام القديم ، وبتعيين كمال الجنزوري رئيسا للوزراء احد رؤوساء الوزارات في عهد المخلوع والاصرار عليه تتأكد نية المجلس العسكري التي تعمل على غير هواء الثورة
وتأتي النخبة المصرية لتؤكد ضعفها وهشاشتها عندما يعلن البرادعي وعمرو موسى عن مواقفهم المؤيدة والداعمة لحكومة كمال الجنزوري فلا يتبقى في الميدان من يخوض معركة الثورة الا الشباب الثوري فماذا قال؟
رفعت محمد عزت عرفات (24 سنة) معد برامج في التلفزيون بحماسة الشباب المصري المعهودة قابلته في ميدان التحرير رافعا شعارات وطنيه كثيرة كاد صوته يختفي من كثرة الحماسة ، يقول:” انا ارفض كلمة ان الثورة عادت من جديد انا شهدت الثورة منذ 25 يناير 2011 وهي ما زالت مستمرة حتى اليوم، نعم عدنا الى الميدان ولن يوقفنا شيء حتى نحصل على مطالبنا، نحن في حالة تأهب واستنفار دائمة لاننا رافضين وضعنا نريد ان نغير واقعنا المرير، ما زلنا لغاية اليوم في حالة ثورة من أجل تغيير النظام، عندما يكون هناك رئيسا للدولة وحكومة عادلة سيكون لنا بنية اساسية اقتصادية اجتماعية صحيحة.”
بنظر رفعت الشباب المصري متحد وهوعنوان للقوة :”نحن في قلب الميدان اصبحنا اخوة ومثالا للوحدة طبعا لسنا كالمدينة الفاضلة لكننا نتعامل بانسانية ونخاف على بعضنا البعض هناك نساء يشاركن معنا مع اطفالهن هناك شباب صغار يشاركوننا نحن معا من اجل العمل النبيل والوطن الاحداث كلها اجرام وبشاعة واساليبها قذرة للاسف لكننا نتحمل ونقوى من اجل مصر الناس في قلب الميدان جعلوني اعرف انه علي ان اتابع مسيرتي من اجل بلدي احساسي بوطنيتي زاد في قلب الميدان، صديقي طبيب اسنان اسمه احمد حرارة فقد عينه الاولى في ثورة يناير وها هو يفقد عينه الاخرى اليوم قال انه يفضل ان يعيش اعمى بكرامة ولا يعيش مبصر خاضع للذل هو مثال للشجاعة والانتماء من اجل ملايين من المصريين، من بدء تواجدي في الميدان لا اهاب الموت بل اقف اليوم وقفة من اجل الحرية مصر تستحق ان اكافح من اجلها انا شريك اساسي في بناء وطني ومتفائل جدا في اسقاط النظام وسنسقط النظام العسكري السلطوي المستبد، لقد اسقطنا حسني مبارك وسنسقط الحكومة ولن نترك الميدان قبل الحصول على مطالبنا، كل شخص فينا يفكر في انقاذ البلد لذا سنستمر الشباب الموجودين في الميدان نزل الى الميدان ليقول يسقط يسقط المشير ما دام قطعنا الرقبة سنقطع باقي الجسم.”
يختتم رفعت كلامه:” سندافع عن بلدنا حتى النهاية وليحكموا ضميرهم من اجل مصر.”
مصطفى الشرشابي مدير ادارة في احدى البنوك وهو مصور فوتوغرافيا يقول:” كثر من الناس الذين لم ينزلوا الى الميدان يقولون ان هناك بلطجية في الميدان لا هذا ليس صحيح انا انزل مع الشباب وهم انبل واشرف شباب في مصر يحاولون تحقيق مطالب ومكاسب، الجمهور عليه ان يقول كلمته الحاكم عليه ان يرحل اذا لا يستطيع حل مشاكل الشعب، الرغبة والارادة السياسية ان تتفاعل مع مطالب الناس، الشعب يريد اسقاط النظام والنظام ليس هو بشخص مبارك فقط نحن في حالة ثورة دائمة لانهم لم يتجاوبوا ابدا مع مطالب الشباب، الشعب المصري عليه ان يعيش بكرامة مصر فيها خير كثير لا يستفيد منه اهلها عندنا استبداد لا يوصف، الحاكم مفر وض ان يكون راعي والشعب هو الرعية انعدام وغياب الارادة السياسية كبير ادفع رشاوي من اجل احصل على حقي ، الشاعر امل دنقل كان يقول اه ما اقسى الجدار عندما ينهض في وجه الشروق، جيلنا ضاع عمره في الفساد، نحن ممكن ان نضحي في ارواحنا من اجل اولادنا.”
الاجرام في قلب الميدان يجعل الاستاذ مصطفى الشرشابي يعيش قرف من النظام الحاكم:” انعدام الرغبة والارادة السياسية في تحقيق ارادة الناس غير موجودة اصلا، النظام مستبد يتسم في الظلم والغباء، من يجلس في بيته ويرى ما يحصل لابناء مصر ينزل الى الميدان لمواجهة ظلم الامن، يجب ان اتأمل في وطني وان اتفائل احلم بالغد ولدي دافع وقضية وهدف وهذا يقلل من الاحساس بالخوف ويعطينا الشجاعة، حلم الشباب ان لا يركب عربية اخر موديل بل يطالب باقسى حقوقه كبشر، المشكلة ان من يحكمنا هم ليسوا بشر، في منطقتي الشعبية التي اقطن بها تجدين ناس يركنون في الطرق يبحثون عن طعام في المزابل هذا قمة الالم.”
سمير وليم صاروفيم مصور فوتوغرافي حر يقول:” نسيت انني اعمل كمصور في قلب الثورة تركت كاميرتي ونزلت لاكون في قلب الامر اخدت من حماسة الناس التفاؤل والشجاعة ، لقد قبضوا علي في ثورة يناير عندما كنت باتجاه محطة المترو وها انا اليوم اشارك في ميدان التحرير بارادتي، منذ عام 2004 زاد الظلم في مصر وكنا سنسبق تونس بسنتين في الثورة لكن الامن والداخلية كانوا عارفين اننا لن نسكت وكان عدد الامن المركزي اكبر من عدد الجيش وكان يعلموهم انهم يحاربون ابناء وطنهم وهم اشد عداوة من اليهود، غرض الناس اليوم الحرية زهقنا من الاستبداد ، عندما ارى شهيد اليوم امامي في الميدان اقف مكتوف اليدين احزن لا اعرف كيف اتصرف اظن ان وجودي في الميدان هو مشاركة ابناء بلدي معاناتهم، احلم بكلمة وحدة نرددها في الميدان وهي الحرية .”
شابة في اول العشرينات كادت حماستها ان تتغلل بكل من رآها في الميدان هي ياسمين حمدون مصممة ازياء، تقول:” نحن كشباب كنا فاقدين الانتماء للوطن لكننا وجدناه هنا في قلب الميدان نحن نتجمع هنا على الرصيف اطلقنا على تجمعنا اسم “ربّ صدفة” لاننا تقابلنا صدفة في ثورة 25 يناير وما زلنا نشارك في الثورة واصبح الرصيف موقعنا، نحن عملنا هنا مستشفى ميداني لانه لدينا 3 اطباء اصدقاء بسبب كثرة الاصابات في الميدان وهذا بمجهودنا ومجهود اخوتنا هنا وعملنا على توزيع الاعاشات في قلب الميدان ، بعد كل القسوة التي مررنا بها لا اخاف لقد رأينا الموت باعيننا من رمي غاز علينا ورصاص مطاطي هم يضربونا من اجل الاذية ، زميلنا احمد حرارة الذي اصيب بعينيه الاثنين جعلنا اكثر اندفاعا وعلمنا القوة هو بحث عن كرامته ونحن سنتابع المسيرة، النظام اجبرنا ان نرى ناس تموت دون ان نستطيع مساعدتنا، انشاءالله سننتصر ووجودنا هنا لديه تأثير كبير، حقي ان اعيش بكرامة هانونا سنوات كثير ولن نرضخ بعد اليوم من الميدان هو نسيم الحريه في طاقة غريبة ادعي الكل للمشاركة ، الحق يغلب دوما قد نخسر الكثير لكن في الاخر سنصل امنيتنا.”
وختاما تقول ياسمين:” اقول للحكومة ارحلي وكلنا سنعيش بكرامة.”
باندفاع تقول راجية احمد ابنة العشرين:” نزلت الميدان لاطالب باسقاط النظام وهو برأيي لا يسقط مع حسني مبارك فقط بل يحتاج ان نسقط كل النظام الفاسد، اتهمونا اننا نزلنا لمهاجمة وزارة الداخلية وهذا ليس صحيحا هاجمونا من شارع العيني لغاية شارع محمد محمود ودخلوا شارع الشيخ ريحان فلو كان عندنا نية لمهاجمة الوزارة كان حيكون اسهل ان ندخل من طريق آخر، البشر في مصر يعاملون كالحيوانات للاسف يرمونا بالغاز والرصاص انا همي اخويا الي قتل وجرح سابقى هنا لن اقبل بالحلول الوسطى بل بالحلول الجذرية لن اكرر غلطة ال 18 يوم عندما تنحى مبارك وقتها كنا نعلم ان كل ما بقي من حكم مبارك هو فاسد، كلمونا عن العدوان الخارجي والحدود قررنا ان نعود واعتقدنا غلط ان الجيش سيكتب اسمه في التاريخ لو ساعدنا لكن الجيش لم يحمي الثورة يوما واظن ان هذا كان واضحا عندما فتحوا الطريق للبلطجية وعندما عملوا كمين لمسيرة سبيرة الجيش لم يحمي الثورة وخسر فرصة ذهب ان يكتب في التاريخ لكن فعلا عندما تقتلي صاحب الكلب لازم تقتلي الكلب لانه وفي لسيده.”
تضيف راجية بثقة:” الشباب المصري واعي جدا لكن العقبات التي وضعتها الدولة امامه هي التي اعاقت طموحه، شباب الثورة الذين اتهموا بالتهور هم من حموا البلد واسسوا لجنات تنظيمية احسن ايام حياتي في الثورة عندما لم ارى ضباط الشرطة الفاسدين، افضل جنود الارض جنود مصر، رجال مصر الحقيقيين هم رجال الثورة لا السفلة الذين هم خدم عند اسرائيل واميركا، احنا سينا عندا افضل من اميركا ودبي، سأبقى في الميدان الى ان تسقط السلطة وتتحول الى سلطة مدنية لا عسكرية ولا اسلامية، لن نمشي قبل ان ناخذ حقنا، لا اخاف من السجن ولا الاصابة ولا الموت احنا ربنا معانا لكن هم من معهم؟.”
المناضل في الحزب الناصري المحامي مصطفى ياسين يحدثنا عن المشهد اليوم في ميدان التحرير قائلا:” ميدان التحرير يشهد اليوم المرحلة الأهم من الثورة وهي مرحلة فرض الارادة الثورية وتمكين الثوار من تنفيذ رؤيتهم وبرنامجهم من اجل التغيير، هذا الجيل من الثوار هو من انبل الاجيال التي انجبتها مصر بعد جيل ثورة يوليو وجيل السبعينات والثمانينات لن يتمكنا من احداث التغيير بل على العكس بل كانوا شهودا على مرحلة التدهور في مصر والمنطقة العربية ولم يستطيعوا ان يقدموا ما قدمه هذا الجيل الذي يكتمل نضوجه بالفعل الثوري فهو قرر ان لا يرضى عن تنفيذ ما طالب به من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية التي تعني بي كناصري ان يعيش كل مواطن حر في وطن حر مستعيدين دور مصر القومي والدولي وان تتحقق العدالة الاجتماعية التي هي الاشتراكية التي بتنا نخاف من ذكرها .”
يقول المحامي ياسين في الشهداء:” اي ثورة لا تستطيع ان تنجح الا اذا قدمت دماء ابنائها قربانا لاهدافها والشهداء الذين سقطوا هم الذين ينيرون لنا الطريق لاستكمال مشروع الثورة وليعلم من يدعون انهم مجرد ضحايا ان شباب الثورة والمؤمنين بها كلهم مشروع شهيد.”
احد المشاركين في الثورة منذ بدءها هو عثمان علي موظف في احدى البوك وهو من المنظمين في احدى تحركات الثورةن يقول:” ثمن الحرية يجب ان يكون غاليا الناس تجاوزت الخوف من الموت وها الخليط نجده في الناس المتواجدين في الميدان الذين يبحثون عن رغيف العيش فقط انما هم من كل المستويات الراقية والعادية في المجتمع هم يقفون موقفا واحدا من اجل وحدة مصر للتخلص من السلطة الظالمة ، نحن نعيش في نفق مظلم لكن في نهايته النور لمصر، الشعب اصبح اكثر وعيا وحجم الناس الموجودين في ميدان التحرير سيكون الخط الحاسم في الاختيار، دفعنا ثمن حرينا وشجرة الحرية لا بد ان تروى بدماء الشهداء.”
ويضيف عثمان:” مع تطور الاحداث الناس تتواجد في الميدان بقوة يوميا يزيد العدد، الوضع في بلدنا الى تحسن ونحن نؤمن اننا سننتصر ومبروك علينا الحرية واقول للسلطة ارحموا الشعب داه.”
احدى المشاركات في الثورة المصرية هي آسيا كيم وهي جزائرية، تقول:” انا اعيش في مصر منذ 4 سنوالت شاكت في ثورة يناير واشارك اليوم في ثورة نوفمبر اشعر انني في بلدي، انا اتواجد في الميدان كأي مصري، الشباب واعي وهو متواجد من كل طبقات المجتمع، كنت اظن انه شباب غير واع وغير متعلم لكن بعد الثورة رأيت في النضال والجرأة والشجاعة والحب، هو شعب عنده ارادة نحن كعرب ليس لدينا حكام بل لدينا سفاحين، علينا ان نكافح من اجل بلداننا انا في الميدان عشان رأيت جثة ترمى في الزبالة هذا مشهد قوي ومؤسف، ضحايا الثورة هم سبب ظلم السلطة والنظام، لغيت سفري لفرنسا وسأبقى في مصر مع المناضلين من غلطتنا اننا عملنا من حكامنا اشخاص عظماء نحن من وضعنا صورهم ومجدنا حضورهم، انا هنا على مسؤوليتي ولو مسكوني سأكون اجندة لهم انا شابة مندفعة ومع اصرار المصريين سننتصر على الظلم.”