أقامت رابطة أصدقاء كمال جنبلاط في مقرها في بيروت، ندوة فكرية عن الثورات العربية الراهنة – التطلعات والمعوقات والمخاطر، بمشاركة المفكر كريم مروة والصحافي وليد أبي مرشد، أدارها سعيد الغز، في حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، الوزير أكرم شهيب والنائبين محمد قباني وأمين وهبي، الوزراء السابقين عباس خلف، عصام نعمان وعادل حميه والنائب السابق محمود طبو وعدد من المسؤولين والمثقفين والإعلاميين والناشطين في الحقل الوطني والقومي.
بداية رحب سعيد الغز بالحضور، مذكرا بدعوة المعلم كمال جنبلاط الشباب الى الانخراط في العمل للتغيير وبناء مجتمع الغد، وتحذيره من التسرع والتهور والتشرذم حتى لا يحصدوا الفشل بدلا من النجاح.
وأشار إلى ان الندوة هي إستكمال للندوة السابقة عن حركات التغيير في العالم العربي – اليقظة العربية الجديدة التي أقيمت في 27 نيسان الماضي، عارضا المعوقات التي تهدد الثورات العربية، متطرقا الى ضعف تنظيمات المجتمع المدني، التخلف الإقتصادي والإجتماعي، عجز الأحزاب القائمة عن ممارسة دورها في التطوير والتغيير، قبضة السلطة القوية، النزاعات والتوترات الطائفية والمذهبية والدينية والقبلية والقومية.
واستهل كريم مروة كلمته بحديث مقتضب عن زيارته لتونس بدعوة من إحدى الهيئات الداعمة للثورة منذ انطلاقتها، متطرقا الى الثورة التونسية، معتبرا أنها شكلت بمجرد قيامها وشمولها معظم البلدان العربية من المحيط الى الخليج حدث العصر بامتياز، لافتا الى المخاطر التي تواجه عملية بناء الجديد في أعقاب هدم القديم تأتي من بقايا النظام القديم ومن بعض الحركات الراديكالية المتطرفة اليسارية والإسلامية.
ورأى ان قضيتنا المشتركة فلسطين، لا تحرر بالشعارات، معارضا ارسال الفلسطينيين الى مارون الراس ليقتلوا بهذه الطريقة، لان هذا العمل لا يقودنا الى شيء، ويجب ان نفكر بواقعية كيف نساعد الشعب الفلسطيني، مشددا على ان أهم الشروط للذهاب بنجاح إلى المستقبل تحقيقا لمطامح وأهداف الشباب والعمال التي نزلت إلى الشارع بصورة سلمية، يتمثل في العمل على تأسيس قيادة جديدة تتشكل من مختلف التيارات التي شاركت في الثورة والتي احتضنتها منذ قيامها، ووضع برنامج مرحلي واقعي للخروج من مخلفات الاستبداد ومن الخراب الذي خلفه في بلداننا.
واوضح أن بناء الدولة الحديثة الديموقراطية، دولة الحق والقانون والمواطنة والمؤسسات هو في طليعة المهمات الموكلة الى القيادة الجديدة للثورة. فمن دون تلك الدولة التي تتكامل مع المجتمع لن يكون بالإمكان إخراج الاقتصاد من الخراب وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ولاحظ أن ثقافة جديدة بديلة لقوى التغيير ينبغي أن تحل محل الثقافة القديمة والتعامل مع التحولات الجارية في العالم باتجاهاتها المتناقضة بمسؤولية وواقعية ومن دون شعارات شعبوية.
وتحدث وليد ابي مرشد عن المعوقات المحتملة لثورة الحرية الراهنة في العالم العربي مستندا الى مصير التجارب الثورية العربية السابقة، ملاحظا أن الثورات الاستقلالية العربية كانت عرضة لضغوط النجاح في الدرجة الأولى، فيما كانت الثورات الاجتماعية تصطدم بجدار التقاليد الراسخة في المجتمعات العربية المتدينة بشكل عام.
واذ لفت الى أن أبرز ثورتين اجتماعيتين في التاريخ العربي وهما ثورة القرامطة في مصر وثورة طانيوس شاهين في لبنان، اوضح انهما اصطدمتا بجدار التقاليد الدينية الراسخة.
ورأى أن الانتخابات المصرية الموعودة قد تكون مؤشرا لمستقبل التوجه الديموقراطي الليبرالي في العالم العربي في حال أنتجت أكثرية تؤمن بهذا الاتجاه وفي حال عودة مصر الى موقعها الريادي في العالم العربي.
واعتبر أن المؤسسات العسكرية العربية تلعب دورا مؤثرا في مصير الثورات العربية على خلفية الجيشين التونسي والمصري، بتفتح ما سمي بالربيع العربي.