افتتح المؤتمر القومي العربي اعمال دورته ال 22 في فندق البريستول قبل ظهر اليوم، في حضور حشد من المشاركين من الاقطار العربية. وترأس جلسة الافتتاح الامين العام السابق لجبهة التحرير الجزائرية عبد الحميد مهري الذي نوه بالثورات العربية في اسقاط الانظمة الاستبدادية، مشددا على دور الشعوب في التغيير نحو اقامة انظمة اكثر عدالة وديموقراطية وحرية.
كما تحدث الرئيس الدكتور سليم الحص الذي قال يسعدنا أن نكون معا صباح هذا اليوم تحت سقف المؤتمر القومي العربي. إن وجود هذا المؤتمر هو في ذاته ظاهرة إيجابية في زمن تتنامى فيه العصبيات القطرية في عالمنا العربي. نحن نرى أن التوجه القومي الجامع ينبغي أن يتقدم على التوجهات القطرية في كل المسائل التي تعني الأمة جمعاء أو تلك التي تتصل بالعلاقات البينية بين مكونات الأمة الواحدة. إننا نسجل على أنفسنا أننا لا نفعل ما فيه الكفاية على صعيد توطيد العلاقات القومية فيما بيننا وتأطيرها في صيغ للتعاطي والتعامل فيما بيننا تؤدي ولو بعد حين إلى توثيق أسباب العمل المشترك على الوجه الذي يعزز التلاحم بين عناصر الأمة الواحدة ويضعها أكثر فأكثر على طريق التضامن والتكامل. إن جامعة الدول العربية أضحت مع مرور الزمن أقرب ما تكون إلى إسم على غير مسمى.
وفي المناسبة نرحب كل الترحيب بانتخاب الدكتور نبيل العربي أمينا عاما لجامعة الدول العربية، عسى أن يكون في توليه هذه المسؤولية فاتحة خير تشق طريق تفعيل دور الجامعة في ترسيخ مقومات التضامن بين الدول العربية ورص الصف العربي في التصدي للتحديات التي تواجهها الأمة وسط أجواء الشرذمة التي كثيرا ما تسيطر على المناخ العربي، وكذلك تكريس وحدة الموقف والرؤية بين مكونات الأمة العربية في جبه الصعاب على المستوى الدولي وبخاصة في كنف أجواء من الانحياز الدولي السافر إلى الكيان الصهيوني، تلك الأجواء التي كثيرا ما تورث أبناء الأمة ولا غرابة شعورا بالظلم والخوف على المصير.
اضاف أمام المؤتمر القومي العربي تحديات جسيمة ليس بيننا من يشعر أننا فعلا نهضنا إلى مستوى التصدي لها بالفاعلية المنشودة. أولها التوعية في سبيل نشر الرسالة القومية بين الشباب العربي على الوجه المفترض توصلا إلى ضم أكبر عدد من الشباب العربي الطالع إلى الحركة القومية العربية. وهذا يفترض العمل المنهجي على تنمية الروح القومية في المجتمع، ومعها الالتزام القومي في مواجهة ما ينتصب في وجه الأمة من قضايا وتحديات على صعيد تنمية الوعي القومي وسوقه في قنوات العمل العربي المشترك الفاعل.
واعتبر الحص ان فلسطين كانت وما تزال تشكل محور العمل القومي منذ أن كانت النكبة قبل أكثر من ستين سنة. وفلسطين قضية شعب هو شعب فلسطين الباسل، لا بل قضية الأمة بأجمعها. فعلى مصير فلسطين بات يتوقف إلى حد بعيد مستقبل الأمة العربية برمتها. فلم تزرع إسرائيل وسط المنطقة العربية صدفة، وإنما كان ذلك على سبيل دق إسفين في جسم الأمة يكون من شأنه إيهان قوى الأمة على كل صعيد وفي كل مجال، فلا تقوم لها قائمة والعياذ بالله. لعل هذا كان الهدف من إنشاء دولة العدوان وسط المجموعة العربية. ومع الوقت أضحت إسرائيل مرسى كل عمل يصدر عن الغرب حيال المنطقة العربية فأضحت هذه المنطقة هدفا سائغا لإسرائيل وداعميها من القوى الغربية، فلا اعتبار لشعب عربي مشرد عن أرضه المغتصبة هو شعب فلسطين، ولا اعتبار لأي دولة من دول الجوار العربي في أي عمل يرمي إلى خدمة مصالح إسرائيل الإجرامية ومآربها، ولا اعتبار لمصالح أمة يترامى امتدادها من المحيط إلى الخليج بوجود ما يخدم الكيان الصهيوني.
وختم الرئيس الحص نحن في المؤتمر القومي العربي علينا أن نعبئ وسائل الإعلام كافة في الترويج لأهدافنا القومية السامية. وهذا ما لم نفعل على الوجه المفترض بعد. علما بأن الإعلام العربي بلغ شأوا من التطور يؤهله لأن يؤدي الدور المؤمل منه على هذا الصعيد. وعلينا من ثم أن نطور حركة القوميين العرب إلى حالة يعتد بها في المجتمع العربي قاطبة بحيث تكون لها كلمة في مسار الأمة وبخاصة على المستوى الدولي.
غوقه
والقى الامين العام للمؤتمر القومي العربي عبد القادر غوقه، كلمة عرض فيها للاوضاع في المنطقة العربية وما تشهده من تطورات امنية وسياسية