شاركت القوات الأفريقية والفرنسية التي حاربت في مالي هذا العام كضيوف شرف في الاستعراض العسكري السنوي الذي اقيم على جادة الشانزيليزيه في باريس اليوم الأحد 14 تموز/يوليو بمناسبة العيد الوطني الفرنسي.
رادار نيوز – شاركت القوات الافريقية والقوات الفرنسية التي تدخلت في مالي هذا العام كضيوف شرف في العرض العسكري التقليدي الذي اقيم صباح اليوم الاحد لمناسبة اليوم الوطني الفرنسي على جادة الشانزيليزيه في باريس ويتقدمه الرئيس فرنسوا هولاند.
وهذا العرض العسكري الذي يقام باجواء حزن على ضحايا حادثة القطار قرب باريس الجمعة، ينطلق عند الساعة الثامنة صباحا ت غ، ويليه لقاء تلفزيوني للرئيس هولاند الساعي الى طمأنة الفرنسيين المتشائمين حيال الوضع الاقتصادي.
وافتتح الجنود الافارقة العرض العسكري على الاقدام مع حوالى 60 جنديا ماليا يتبعهم فوج من جنود القوات الدولية المكلفة تسلم المسؤولية عن الفرنسيين وحفظ الامن في مالي.
وتعتزم فرنسا الاحتفاء بحرفية وفعالية جنودها في استعادة السيطرة على مالي وتأكيد دورها على الساحة الدولية لمناسبة الاحتفال باليوم الوطني.
ولا يزال حوالى 3200 عسكري فرنسي منتشرين في مالي خصوصا لتسهيل تنظيم الانتخابات الرئاسية المزمع انطلاق دورتها الاولى في 28 تموز/يوليو. ومن المقرر ان ينزل فوج من الوحدات الفرنسية التي شكلت القوة الرئيسية في عملية مالي، على جادة الشانزيليزيه.
ومن بين ضيوف الشرف في العرض العسكري الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس المالي الانتقالي ديونكوندا تراوريه ووزراء دفاع الدول الافريقية الـ13 المشاركة في العملية العسكرية في مالي. كما وشارك الرئيس الكرواتي ايفو يوزيبوفيتش بعد حوالى اسبوعين على انضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي.
ومع العملية في مالي، فرض فرنسوا هولاند نفسه قائدا للقوات المسلحة ويعتبر نجاح هذه العملية من المواضيع المريحة الايجابية النادرة بالنسبة للفرنسيين في ظل اجواء ملبدة في البلاد.
وبعد انتهاء العرض العسكري، ادلى هولاند بالمقابلة التلفزيونية التقليدية ليوم 14 تموز/يوليو في قصر الاليزيه ليقدم “اضاءته على الاشهر الاربعة عشرة” من رئاسته.
وبحسب احد مستشاري هولاند فإن “الفرنسيين يريدون من رئيس الدولة ان يدلي بموقفه” نظرا الى “خطورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي اولا”.
وفي مواجهة وضع اقتصادي واجتماعي مقلق، سيحرص هولاند على اثبات انه “رئيس يحافظ على عهوده ويحارب البطالة”.
الا ان المهمة تبدو شاقة في وقت يبدي الخبراء شكوكا كبيرة حيال قدرته على الايفاء بعهده في قلب الاتجاه السلبي لنسبة البطالة في نهاية العام، في وقت تخطى عدد طالبي الوظائف 3,2 مليون شخص.
ويقتنع محيط فرنسوا هولاند بان الفرنسيين “محبطون” الا انهم “ليسوا غاضبين على الرئيس”. الا ان هذا الامر لا يغير واقع ان حكم الفرنسيين على هولاند قاس، اذ ان 30% فقط منهم يبدون رضاهم على اداء هولاند بحسب استطلاع نشر نتائجه مؤخرا معهد “ايفوب” (المعهد الفرنسي لدراسة الرأي العام). وعلى الصعيد الدولي، من المتوقع ان يتحدث هولاند عن الاوضاع في مصر وسوريا وتونس التي زارها مؤخرا.
ولا يفلت العرض العسكري لهذا العام من اجراءات الحد من النفقات المتبعة حاليا اذ تم اختصار عدد من مراحله.
وبذلك تم استبعاد اشراك اليات ثقيلة يصعب نقلها لصالح اليات عملياتية ومعدات عسكرية اكثر عصرية مثل طوافة تيغر والمدرعات الخفيفة “في بي سي اي” او نظام مامبا لاطلاق الصواريخ. كذلك ستحلق الطائرة العسكرية الجديدة من طراز “ايرباص ايه 400 ام” فوق باريس وتحتفل دورية الاستعراض الجوي الفرنسي بعيدها الستين مع الدخان الثلاثي بالوان العلم الفرنسي فوق الشانزيليزيه.
كذلك على جدول العرض العسكري لعام 2013، تشكل الذكرى السنوية الخمسين للمعاهدة الفرنسية الالمانية في الاليزيه مناسبة للاحتفال بسياسة اوروبا الدفاعية التي تحاول باريس اعادة اطلاقها رغم الصعوبات التي تواجهها. وشارك في العرض ايضاً وحدة من الكتيبة الفرنسية – الالمانية وطائرات المانية وبلجيكية ودانماركية عدة.