رادار نيوز – اقامت جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت حفل افطارها السنوي في مركز البيال في وسط بيروت، في حضور الرئيس المكلف تمام سلام، وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال وليد الداعوق ممثلا رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، النائب عمار حوري ممثلا الرئيس فؤاد السنيورة، النائب نهاد المشنوق ممثلا الرئيس سعد الحريري، وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، النائبين محمد قباني ومحمد الحجار، مدعي عام التمييز بالوكالة سمير حمود، رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية محمد خالد سنو، امين عام اللجنة الوطنية المسيحية حارث شهاب، نقيب الصحافة محمد البعلبكي والعديد من الشخصيات.
الداعوق
والقى رئيس جمعية المقاصد امين الداعوق كلمة جاء فيها: “مجتمعاتنا تنوء تحت آثار الحروب … فقد توقف لبنان عن النمو الحقيقي لأكثر من ثلاثين عاما، تخللتها سنين إعادة البناء فبينت لنا نموا طبيعيا لكن بالحقيقة كان هذا نمو ترميمي وليس بنمو حقيقي. في هذا الوقت كان لدولة صديقة للبنان أياد بيضاء في اعانة بعض مؤسساته، وكثير من المؤسسات تأسست ونمت بهذه الاعانات. فأصبح بعض من المجتمع الأهلي يعتمد على الدعم من الخارج فقط، وأصبحت المؤسسة الرسمية الوطنية تتخبط بين فكي كماشات سياسية وحزبية وطائفية وإقليمية، والمواطن ينتظر الفرج”.
اضاف: “كان المواطن يأمل في أن تجري انتخابات نيابية لتثبيت ما نسميه ديموقراطية لبنان، بخاصة وإن استقالة حكومة الرئيس ميقاتي والتكليف الاجماعي لدولة الرئيس تمام سلام، أطلقت ارتياحا ملحوظا في الوطن، لكن لأسباب غير خفية على المحللين السياسيين جدد المجلس لنفسه 15 شهرا، ولا نعلم من أين أتى هذا الرقم 15 الذي لا يمت إلى المصلحة الوطنية اللبنانية بصلة … وهكذا اصبحت صدقية البلد في مهب الريح ولا من يدير الدفة… من هنا تأثرت مؤسسات المجتمع المدني، وتأثرت السياحة وتأثرت التجارة وأصيب الإقتصاد بالصميم … فلبنان أصبح غير آمن وغير مستقر، وللأسف كان نصيب بعض المؤسسات، والمقاصد إحداها تأثرا أكبر بسبب هذا الوضع، حيث توقف عنها الدعم بذريعة الوضع اللبناني، بينما هذا هو الوقت الذي تحتاج فيه الى الدعم والتفهم. إن العمل الانساني لا يتوقف في الازمات بل يزداد ويصبح أكثر حاجة”.
وتابع: “لن أجنح الى الموضوع الأهم في مؤسساتنا، لكن أناشد الجميع بالتروي وعدم الذهاب بنا الى الانشقاق الفعلي البائن، فالمؤسسات لها حرمتها ولها احترامها وعلى المسؤولين اخذ أقصى درجات الحذر في خلط الأوراق، وأخذ تدابير قد تؤدي الى هدم بعض جدر أسمى مؤسسة في مجتمعنا بينما الوقت هو كفيل بطي الخلافات، كما ذكرنا سابقا عن مجلس النواب، فإننا ندعو الى التؤده في هذا الوقت، نحن بحاجة الى الترميم لا الهدم التوافق لا الخصام، جمع الشمل لا الانفصال. نحن نعتبر مقام الافتاء من المقامات المحصنة وعلينا الحفاظ عليها وصونها من الأذى. “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”، بفضل من الله تعالى فقد أورثنا السلف الصالح ثروة حمتنا من الصعوبات التي نمر بها، وفي الأوقات الصعبة يرجع المرء إلى ما لديه من موارد، فالحمد لله في كل مرحلة كان يأتينا من يتحلى بشهامة الخير والكرم ليساعد على تنمية موارد الجمعية، وفي هذه الأيام المحنة ستقوم الجمعية بإنشاء مبنى على احدى عقاراتها، لدعم مسيرتها، وقد سخر الله تعالى من أهل الخير للأخذ بيد المقاصد جمعية العزم والسعادة بشخص دولة الرئيس نجيب ميقاتي، وإن شاء الله تعالى سنباشر قريبا بمركز تجاري جديد في شارع مار الياس. فلدولة الرئيس نجيب ميقاتي وإخوانه واولاده ولجمعية العزم والسعادة أسمى آيات الشكر راجيا لهم التوفيق في كل مشروع يقومون به، ومشاريعهم الخيرية والحمد لله على مرأى من الجميع”.
هذا الشهر المبارك يمر علينا وفيه أطول أيام الصوم، فالأجر كبير بإذن الله يمر والعبء كبير على المسؤولين في هذا البلد وعلى رأسهم دولة الرئيس تمام بك لما يلاقي عراقيل في طريقه من هنا وهنالك ولأسباب عديدة، لكن الأمل كبير في أن تزول هذه الأمور ويعود كل من بارك تكليف الرئيس سلام إلى صوابه ويتطلع إلى مصلحة البلد والرفق بالمواطنين، نحن على يقين بأن وطنية الأخ تمام لا غبار عليها، فتاريخه يدل على اعتداده بنفسه واعتداله وتصميمه على المحافظة على الوطن، هذا الوطن الذي كان لدار المصيطبة أياد بيضاء في استقلاله واتحاده. ومن صفات رئيسنا فروسيته وهو من أخذ شعارا لعهدة في المقاصد “الأصالة والتجدد” وهكذا سيرته وستبقى بإذن الله، فأطلب من دولة الرئيس التكرم بأن يشرفنا ويقبل منا عربون المحبة الذي يمت بصفاته، التصميم والفروسية والأصالة والتجدد وليتفضل علينا بكلمة اسروية.
بعد ذلك، قدم الداعوق للرئيس المكلف هدية تذكارية من الاسرة المقاصدية عربون ومحبة وتقدير.
سلام
ثم القى سلام كلمة ارتجلها بالمناسبة، قال فيها: “احبائي ابناء المقاصد من الشمال الى البقاع الى الجنوب الى الجبل الى مدينتي بيروت المحروسة اهلا بكم في هذا الافطار الرمضاني، افطار المقاصد. في نهاية القرن التاسع عشر اجتمع نخبة من ابناء المدينة في ظروف غير مريحة، في ظروف كان القرار فيها ضائع بين التتريك وبين التغريب، قرر رجال هذه المدينة الطيبة قررت هذه النخبة باسم من تمثل، باسم هذه المدينة الطيبة وباسم المجتمع الاسلامي الرحب بل باسم الوطن ، قررت ان تختار بين التتريك والتغريب فاختارت العروبة والوطن، ومضت في تحقيق رسالتها بتعزيز هذا الوطن. واول ما نشِطت به، واول ما اهتمت به هو تعليم المرأة، لماذا تعليم المرأة؟ لأنها الام والاخت والابنة وهي اليوم عماد الاسرة المقاصدية العاملة. فأهلا بنساء وشابات المقاصد وبأسرة المقاصد النسائية. ومضت المقاصد في تحقيق الانجازات تلو الاخرى في ميادين عديدة من صحية واجتماعية ودينية وتربوية واهلية وما الى هنالك. مضت المقاصد بهمة وبالتزام من قادة حملوا الامانة، هذه الامانة التي حرص الاسلاف الابرار على تامين مستلزماتها من الاخلاق والمرؤة والرجولة والعطاء والمحبة، لنتمكن نحن اليوم من أن نفاخر ب 135 من عمر المقاصد. نعم آمنوا بالمقاصد وبرسالتها، آمنوا وحملوا المشعل، رجالا ونساء واؤتمنوا على هذه الرسالة والنجاح كان حليف المقاصد في مشوارها الطويل”.
اضاف سلام: “إن البلد يمر اليوم بظروف غير مستقرة، وكذلك المنطقة، وهذا يتطلب منا أن نصمد ونتمسك بما اخترناه من 135 عاما من خيار مصلحة الوطن، ومن هنا اخترت لما اقوم به اليوم من مهمة عنوان “مصلحة الوطن”، وقلت اني مؤتمن اليوم على تأليف حكومة “مصلحة الوطن” وعلى ذلك انا ماض ولم اتغير ولم اتبدل ولم اعط ولم آخذ وقفت بجانب قناعاتي، واعتبرت ان هذه القناعات هي قناعات ابناء بلدي، والمس واشعر في كل يوم ان هذه الوقفة هي وقفة مدعومة ومؤيدة من ابناء هذا البلد، ولذلك لن اتخلى عنها، فالمناصب والمراكز تأتي وتذهب أما القيم والمبادىء فباقية وراسخة وشامخة ان شاء الله دائما”.
وتوجه بهذه المناسبة الى “كل القوى السياسية واقول باختصار كفى تشكيكا وكفى عدم الثقة، كفى التلاعب بمصير لبنان، فليلجؤا جميعا الى عقولهم والى ضمائرهم لنبني سويا هذه المرحلة بثقة ونواجه عدم الاستقرار بوطن ثابت وبحلول بعيدة الاجل، نعم هذا ما نصبو اليه اذا وفقنا الله في تأليف الحكومة. في الختام لا بد من ان اتوجه الى المؤتمن الاول اليوم على المقاصد الى الامين محمد الداعوق واقول له شكرا لك على الحفاظ على هذه الامانة، ودعائي لك وللقاصدين جميعا بالتوفيق بإذن الله، فنحن نتمسك اليوم بشعار اطلقه في يوم من الايام كبير من كبارنا صائب سلام عندما قال “للمقاصد رب يحميها”.