رادار نيوز- أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال رعايته حفل افتتاح معرض “بيروت العربي والدولي للكتاب” أننا “لن نتخلى عن مسؤولياتنا التي فرضتها علينا ظروف البلد السياسية وظروف المنطقة المحيطة بنا، ولن ندخر جهدا لترميم الهوة بين مختلف الأطراف، لأن النزاعات العبثية لا تنتج منتصرا ومهزوما، بل تفضي الى أوطان مهزومة برمتها”.
وقال: “لبنان بتعدده وديموقراطيته وتنوع أبنائه لا يهزم، ولن نسمح لأي كان، بقدر إمكاناتنا، أن يطيح بإنجازات المجتمع اللبناني بعد الحرب التي عصفت بين ابنائه، والتي عقدنا العزم على طي صفحتها نهائيا، رغم الأحداث التي تحصل من وقت الى آخر”.
ورحب ب”الحضور العربي في معرض الكتاب، وعلى رأسه حضور المملكة العربية السعودية التي عودتنا بسط يد الأخوة والخير والسلام”.
وكان الرئيس ميقاتي افتتح، عصر اليوم، “معرض بيروت العربي والدولي للكتاب السابع والخمسين”، في مجمع “بيال”، في حضور الرئيس فؤاد السنيورة، الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: الإعلام وليد الداعوق، الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، الثقافة غابي ليون، والتربية حسان دياب، سفير فلسطين أشرف دبور، النائب عمار حوري، نقيب الصحافة محمد بعلبكي وحشد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والثقافية والتربوية والأكاديمية والاعلامية.
قدمت الحفل رئيسة اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي نيرمين الخنسا.
تميم
ثم تحدث رئيس النادي فادي تميم فقال: “إن حركة الربيع العربي ليست إسقاطا لنظام قديم ومستبد فقط، إنما هي التعبير عن إرادة التغيير الإيجابي والتلاؤم مع العصر لبناء نظام مدني بعيد عن التعصب والتشدد ونابذ للعنف”.
اتحاد الناشرين اللبنانيين
وألقت نقيبة اتحاد الناشرين اللبنانيين سميرة عاصي كلمة قالت فيها: “نريد أن يبقى لبنان، ونريد أن تولي الدولة اهتماما أكبر بقطاع النشر الذي هو من القطاعات القليلة التي تعمل على إبراز صورة لبنان الحضارية، وتسهم في تطوير الاقتصاد”.
ميقاتي
من جهته، قال الرئيس ميقاتي: “يسرني أن أفتتح اليوم معرض بيروت العربي والدولي للكتاب السابع والخمسين، هذا الحدث الذي بات سنويا في عاصمة العرب جميعا، بيروت التي كانت ولا تزال تشكل مركز تلاق فكري ومساحة للتعبير الحر للمثقفين العرب والأجانب من كتاب وأدباء وصحافيين ومبدعين في كل المجالات. ستبقى بيروت المنارة المشعة والفاتحة ذراعيها لجميع الناس، الشاهدة على كل التحولات، والمساهمة دائما في تعزيز المكتبة العربية. وما المشاركة الكثيفة التي نشهدها في هذا الحدث، رغم الظروف الصعبة التي نمر بها، الا الدليل الساطع أن دور لبنان رائد، وأن حضن لبنان دافىء، وهو البلد الذي يفخر بحسن علاقاته مع كل أشقائه العرب من دون استثناء، يمد يديه لتتشابكا مع ايادي العلم والخير والعطاء”.
أضاف: “لبنان لا يتغاضى عمن مد له يد العون والأخوة في أحلك الظروف، وهم كثر والحمدلله، ويرحب بكل الحضور العربي في هذا المعرض، وعلى رأسه حضور المملكة العربية السعودية التي عودتنا بسط يد الأخوة والخير والسلام. من هنا، أقول إن الثقافة والكلمة الحرة في لبنان ما زالتا وستبقيان، بإذن الله، عاليتين محميتين محصنتين. تحية إلى النادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين في لبنان ولجنة معرض بيروت العربي الدولي للكتاب على تنظيمهم لهذا المعرض، ومثابرتهم على إنجاح فعالياته واستقطاب الجميع الى رحابه”.
وتابع: “ما عساي أقول عن أحوال الأمة وأحوال الوطن في لقاء جامع لكتاب وشعراء ومثقفين يصنعون الكتب ويقرأونها: إذا كان عضو في جسمنا العربي يشكو العلل فحتما كلنا لسنا بخير. فالنزاعات تتخذ أشكالا متعددة شديدة الدموية تدمر ما تم أعماره خلال عقود ليس حجرا فحسب بل بشر وقناعات، ونحن نعيش اصعب ايام في تاريخنا الحديث والأزمات تتوالد في كل مكان، وكلما سدت ثغرة فتحت ثغرات. الوضع العربي ما كان يوما أضعف مما هو عليه اليوم، فلكل بلد مشكلاته التي تستنزف طاقاته والقضايا الاساسية باتت ثانوية والثانوية أساسية. قضية فلسطين صارت خارج سلم الأولويات والصراعات الأثنية والطائفية والمذهبية استهلكت كل موارد الأمة ووقتها. الصعوبات الاقتصادية باتت سمة، ومواكبة التقدم ما عادت مطلبا. حولتنا النزاعات أوراقا في لعبة الامم تحركنا كما تشاء وفي اتجاهات تعاكس تاريخنا ومصالحنا الاساسية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فهل تتقاذفنا الأمواج العاتية في ظل ضعف مناعة في مواجهة الأمراض والآفات؟ فهل نستسلم؟”.
وأردف: “نحن شعب لا يعرف الاستسلام الا لمشيئة الله وقدره، لذلك أقول: هي حقبة من الزمن علينا تجاوزها بأقل الأضرار ووظيفة الحاكم حصر الأضرار الى حدها الأدنى ومحاولة فكفكة العقد وحماية الناس وخياراتها. لا مفر من حوار على كل الصعد: حوار الأديان وحوار القوميات وحوار الأحزاب وحوار السلطات والمعارضات، التنازلات مشرفة اذا انعكست إيجابا على الأوطان وعلى الناس كل الناس وهي تبقى الخيار الأرقى من القتل والتدمير والخراب، والذي بنتيجته يعود الجميع الى الحوار ولكن من موقع الخاسرين”.
وقال: “نحن في لبنان لن نتخلى عن مسؤولياتنا التي فرضتها علينا ظروف البلد السياسية وظروف المنطقة المحيطة بنا ولن ندخر جهدا لترميم الهوة بين مختلف الأطراف، لأن النزاعات العبثية لا تنتج منتصرا ومهزوما بل تفضي الى أوطان مهزومة برمتها، ولبنان بتعدده وديموقراطيته وتنوع ابنائه لا يهزم، ولن نسمح لأي كان، بقدر إمكاناتنا، أن يطيح بإنجازات المجتمع اللبناني بعد الحرب التي عصفت بين ابنائه، والتي عقدنا العزم على طي صفحتها نهائيا رغم الأحداث التي تحصل من وقت الى آخر. قدرنا ان نتأثر بكل ما يجري من حولنا وقدرتنا على التأثير ضعيفة لكننا لن نوفر جهدا على استنباط كل ما من شأنه ان يخفف الاحتقان والتوتر”.
وختم: “لا مكان للتشاؤم في قلوبنا بل واقعية معززة بإيمان بالله عز وجل وبإرادة المواجهة الإيجابية. أتمنى للقائمين على المعرض النجاح والتوفيق، كما للزائرين الكرام أن يجدوا فيه ما يرغبون به من توق الى الثقافة الحقة التي تحترم الإنسان وتنمي فيه الدعوة إلى بناء الأرض وإعمارها، والله الموفق”.
وفي ختام، الحفل وزع الرئيس ميقاتي عددا من الجوائز التقديرية لمؤلفين، ثم قص شريط الافتتاح وجال على المعرض متوقفا عند الاجنحة التي تمثل الدول العربية المشاركة.