– مثل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لبنان في حفل وداع رئيس جنوب افريقيا الاسبق وزعيم الكفاح ضد نظام الفصل العنصري نلسون مانديلا الذي اقيم اليوم في مدينة جوهانسبورغ في حضور عدد كبير من قادة الدول ورؤساء الحكومات والشخصيات الاجنبية والعربية.
وقدم الرئيس ميقاتي تعازيه الى رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ومسؤولي الدولة وعائلة الراحل.
وفي سلسلة من الاحاديث الاعلامية، قال الرئيس ميقاتي: “ان مانديلا يشكل ابرز نماذج النضال من اجل الحرية في العالم، ونجح في قيادة التحول في بلده جنوب افريقيا من نظام قائم على التمييز العنصري الى نظام ديموقراطي، وسيبقى، على الدوام، في ذاكرة التاريخ والعالم، شخصا ضحى بقسم كبير من حياته من اجل ان يتمكن الملايين من الناس من ان ينعموا بمستقبل افضل. ومما لا شك فيه ان السنوات الطويلة التي امضاها في السجن صهرت في نفسه روح التسامح والمصالحة، من هنا كانت سياسته دائما هي المشاركة في الحكم وحقن الدماء ورفض اي حرب اهلية محتملة”.
اضاف :”تعود بنا الذاكرة هنا الى المرحلة التي تلت خروجه من السجن حيث كان ابرز تحد واجهه هو رفضه كل الضغوط التي مورست عليه للانتقام ممن كانت لهم صلات بالنظام السابق ومحاكمتهم، فغلب روح الغفران والتسامح والمصالحة الوطنية على ما عداها لينجح في قيادة أهم تحول في التاريخ الحديث”.
وتابع :”لا يمكن ان ننسى ايضا دور مانديلا في مؤازرة القضايا العربية والدعوة الى انهاء الصراع العربي – الاسرائلي ودعم القضية الفلسطينية بحيث وقف في كل المحافل الإقليمية والدولية مدافعا ومطالبا بالحرية للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضه واقامة دولته المستقلة في اطار السلام”.
وختم :”سيفتقد العالم نلسون مانديلا رمز الحرية والنضال وما هذا اللقاء العالمي الحاشد في وداعه اليوم هنا الا الدليل القاطع على ما يمثله من قيم انسانية سامية يتمسك بها العالم بأسره.
لقاء الجالية
وكان الرئيس ميقاتي التقى بعيد وصوله امس الى جوهانسبورغ ابناء الجالية اللبنانية بدعوة من القائم بأعمال السفارة اللبنانية آرا خاتشادوريان. وحضر اللقاء عدد من اللبنانيين الذين وفدوا من الدول المجاورة خصيصا للقاء الرئيس ميقاتي.
ورحب القائم بالاعمال اللبناني في كلمته بالرئيس ميقاتي، مشيدا ب”دوره الوطني وبحكمته في هذه الاوضاع الصعبة التي يمر فيها لبنان وحرصه على لقاء اللبنانيين في كل بلد يزوره”.
واشار الى “ان عدد ابناء الجالية في جنوب افريقيا يناهز عددهم ال35 الف شخص وهي جالية متماسكة وموحدة ولديها روابط قوية مع البلد الأم: لبنان”.
وطمأن اللبنانيين في الخارج الى ان “الوضع الامني في لبنان لا يزال مقبولا على رغم الحوادث الاليمة التي تحصل من وقت الى آخر والتي تجري معالجتها وضبط نتائجها”.
وقال ” وضعنا الحالي ليس هو ما نتمناه ولكن يعلم الجميع ما هي التحديات التي نواجهها ومعظمها مرتبط بأوضاع المنطقة والوضع السوري تحديدا، وهناك ازمة جديدة مستحدثة هي ازمة النازحين السوريين الى لبنان. نحن نتعامل مع هذا الملف بروح انسانية، ولكن لا يجوز استغلال انسانيتنا وعدم مؤازرتنا في حمل اعباء هذا الملف. من هنا نحن نطالب الهيئات والمنظمات الدولية بانشاء مخيمات للنازحين داخل سوريا، ونتمنى للشعب السوري الخير والسلام وان يقرر هو ما يريده لنفسه”.