رادار نيوز – عّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس تحديه للغرب بالتوقيع على اتفاق ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، معلنا أنها «جزء لا يتجزأ» من بلاده، محاولا أيضا الضغط على أوكرانيا بالتلويح بطلب إعادة 20 مليار دولار من الديون السوفييتية، ما دفع بكييف إلى التلويح بتأميم الممتلكات الروسية على الأراضي الاوكرانية، في حين أعلن رئيس وزراء أوكرانيا، أرسيني ياتسينيوك أن النزاع بين بلاده وروسيا يدخل مرحلة عسكرية جراء خطأ من جانب روسيا.
وأعلن الكرملين في بيان ضم القرم الى روسيا، اثر توقيع اتفاق أمس بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقادة الجدد للقرم. وذكر الكرملين ان «جمهورية القرم تعتبر ملحقة باتحاد روسيا اعتبارا من تاريخ توقيع الاتفاق».
فيما دعت وزارة الخارجية الأوكرانية المجموعة الدولية الى عدم الاعتراف بـ «جمهورية القرم»، ولا بأي اتفاق يمكن ان تبرمه مع روسيا. وسيتعيّن أن توافق المحكمة الدستورية الروسية ومجلسا الدوما والشيوخ على المعاهدة لتدخل حيّز التنفيذ، غير أن هذه الخطوات تعتبر مجرّد إجراءات شكلية.
بوتين يهدد
وأشاد بوتين، خلال خطابه للأمة في الكرملين، باستفتاء القرم الذي وصفه بأنه مقنع، ودافع عن تصرف بلاده تجاه الأزمة قائلا إنه «لا يوجد سلطة شرعية في أوكرانيا»، محاولا طمأنة حلفائه بأن بلاده لا تسعى لتقسيم أوكرانيا، ومشبها ما يجري في القرم بإعادة توحيد شطري ألمانيا، وقائلا إن القرم «جزء لا يتجزأ» من روسيا.
واعتبر الرئيس الروسي أن محاولات الغرب إخافة روسيا بفرض عقوبات يعتبر تصرفا عدوانيا، مؤكدا أن موسكو سترد، وأن الغرب تجاوز الخط الأحمر، حسب تعبيره.
سداد ديون
وفي محاولة أخرى للضغط على كييف، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو قد تطالب أوكرانيا بإعادة 20 مليار دولار من الديون السوفييتية، في حال إصرار كييف على إعادة النظر في تقسيم ممتلكات الاتحاد السوفييتي السابق. وذكرت الخارجية الروسية بأن حصة أوكرانيا من الديون السوفييتية كانت تبلغ 6.8 مليارات دولار لحظة توقيع الاتفاقية، وتقدر الآن بـ 20 مليار دولار.
تأميم مضاد
من جانبها، أكدت أوكرانيا في بيان أنها تحتفظ بحق تأميم الممتلكات الروسية ردا على تأميم سلطات منطقة القرم للممتلكات والأصول الأوكرانية.
وقال وزير العدل الأوكراني بافلو بيترينكو الوزير «اذا اعترفت روسيا الاتحادية رسميا بالخطوات التي قامت بها القرم، فإن أوكرانيا تحتفظ بحق اتخاذ الإخزاءات الكافية لتعويض هذه الخسائر من الممتلكات التي تملكها روسيا الاتحادية على الأراضي الأوكرانية أو غيرها من الدول».
كما أعلن رئيس وزراء أوكرانيا، أرسيني ياتسينيوك أن النزاع بين بلاده وروسيا يدخل مرحلة عسكرية جراء خطأ من جانب روسيا، بالتزامن مع إعلان وزارة الدفاع الشماح للجنود الاوكراتنيين باستخدام القوة بعد مقتل جندي أوكراني وجرح آخرين بالرصاص.
حفر خندق
بالمقابل، قال حاكم منطقة دونيتسك، شرقي أوكرانيا، سيرغي تاروتا، إن المنطقة، التي يغلب متحدثو الروسية على سكانها وتكثر بها تجمعات النشطاء الموالين لروسيا، حفرت خندقاً دفاعياً وأقامت حواجز خرسانية على امتداد حدودها الطويلة مع روسيا.
عقوبات قوية
ودفعت الخطوة الروسية الغرب إلى تصعيد لهجته ضد موسكو، وتعهدت واشنطن برد قوي لحلف الأطلسي على انتزاع روسيا لأراضي أوكرانيا، فيما دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي لاجتماع طارئ في لاهاي الاسبوع المقبل، بينما علّقت بريطانيا التعاون العسكري مع روسيا، بينما طالبت فرنسا أوروبا بتقديم «رد قوي». من جانبه، قال كبير الناطقين باسم الحكومة اليابانية يو شيهيدي سوغا إن طوكيو ستجمد المحادثات مع روسيا بشأن اتفاقية للاستثمار وتخفيف شروط تأشيرات السفر. فيما قال أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) اندرس فوغ راسموسن إن روسيا تحاول إعادة رسم الخريطة الأوروبية.
الدوما يسخر
بالمقابل، سخر كبير مستشاري الرئيس الروسي يوري يوشاكوف للسياسة الخارجية من العقوبات الغربية على مسؤولين روس. وقال «لقد ضقنا ذرعا بهذه العقوبات. إنها لا تثير سوى مشاعر السخرية والتهكم».
تعليق
قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس ان مشاركة روسيا في مجموعة الثماني عُلقت لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزال مدعوا لاحتفالات الذكرى السنوية السبعين لنزول قوات الحلفاء إلى فرنسا في الحرب العالمية الثانية في يونيو، مضيفاً أن «الرئيس بوتين مدعو لأسباب تاريخية. لا يمكنني الرد على ذلك السؤال. حاليا لا يزال مدعوا». د.ب.أ
