رادار نيوز – غابت الحدود بين السلطات وتحولت الحكومة من سلطة تنفيذية الى سلطة للتفاوض على القرارات هكذا تتراكم المواضيع والقضايا والملفات وتتعطل عجلة الدولة والادارة ويتأخر ويتمادى تعليق الحلول والمعالجات في أكثرية المرافق والمؤسسات مما نصل الى ما نحن فيه من اضرابات وقطع طرقات… الا يكفي قهر واستخفاف بالشعب، الا يمكن ان تكتشفوا ما نحتاجه؟؟… صدقاً نحن في حاجة الى حوار وتفاوض شاملان حول مشروع الدولة، لا مجرد مشاريع وأفكار اصلاحية تتحول إلى معارك سياسية فئوية كانت تتصل بأمور حيوية حياتية تخص فئات واسعة من الشعب.
أزمة الكهرباء والأجور من دفاع مدني وسلسلة رتب ورواتب اوغير ذلك. صارت الدولة وليمة كبرى لأنهم عندما ارادوا في لبنان ان ينشأ ادارات لمرافق ومؤسسات موازية، قد تمت خصخصتها، لم يعملوا انذاك على تحريرها من عبء الفساد. ولأن هذه القطاعات خرجت من الدولة وخضعت لاعتبارات التوازن والمحسوبية، وزادت من الفراغ الاجتماعي وفاقمت ظاهرة الامتيازات أكثر مما ساعدت على تكريس مبدأ تكافؤ الفرص وحرية المنافسة. والذي خلق حالات من الانشقاق الواسع بين فئات المجتمع.
استبداد تحول الى منظومة اجتماعية سياسية حملت معها مصالح لفئات تدور في فلك السلطة وامتيازاتها. يدخل هذا الاستيداد في نسيج الحياة اليومية للناس ويعيد ترتيب حقوقها وواجباتها وينشيء تناقضات في المجتمع لا ترتيط بقوانين الاقتصاد بل بقوانين النفوذ السياسي. تلك هو نتاج التاريخ الغير معبّر عن نفسه بحرية ويخضع لآليات القمع السياسي بأشكاله المختلفة الأمنية وغير الأمنية.