رادار نيوز – المعلوم ان اكثر رجال السياسة يبدأون أحراراً مجاهدين، وينتهون أصحاب مصالح ممتهنين، في البداية يعتنقون الحريات الديموقراطية ويجاهرون بالمطالب الشعبية، فإذا جلسوا على كراسي الحكم نسوا أو تناسوا.
ومن هنا نؤكد كيف ان هذا القول الشعبي المأثور قد نشأ: الكرسي بتنسي، ويبدو ان لهذه العبارة قصة:
يقال أن راهباً صغيراً، في أحد الأديرة، اسمه اندراوس، لجأ إلى حيلة خلال أيام الصوم والقطاعة، فكان يخبىء ما تصل اليه يده من البيض وياكله خلسة عن رفاقه.
وجاء من يخبر رئيس الدير ان الأخ اندراوس حمل بيضة وخرج بها خارج سور الدير، فطلب الريّس من أحد الرهبان ان يتعقب الأخ اندراوس ويضبطه بالجرم المشهود ويعود به اليه مع تقشيرة بيض.
وذهب الراهب، وعاد بعد دقائق وقال: سيدنا! الأخ اندراوس أكل البيضة… والتقشيرة…
فغضب الرئيس واستدعى اندراوس ودعاه الى الاعتراف، وأدخله وأجلسه على الكرسي الخاص بالاعتراف، وسأله: ماذا كنت تفعل يا اندراوس، منذ ربع ساعة وراء سور الدير؟
قال: نسيت.
فانتهزه الريّس وقال: وهل يمكن أن تنسى بهذه السرعة ما كنت تفعله منذ ربع ساعة؟
قال العجيب يا سيدي، ان هذه الكرسي تنسي من يجلس عليها فلا يعود يتذكر شيئاً، واذا كنت لا تصدّق إجلس عليها ودعني اسألك سؤالاً.
فجلس الريّس على الكرسي، واقترب منه اندراوس وسأله: يا أبونا الريس! ماذا كنت تفعل مع حنة إبنة وكيل الدير، تحت الزيتونة، مساء امس؟
فنهض الريس وقال: معك حق يا ابني، الكرسي بتنسي..