الجنةُ زينةُ العاشق الذي يبتكر لحن الدعاء..
الخفقةُ زينةُ الخافق في صدرٍ يعصف بالنداء..
هو العاشقُ النورانيُّ.. كان في برزخٍ يزاولُ في العتمةِ ضوء المنارْ..
كان نداءً منهمراً من خيمةِ الأوصياء.. والأولياء..
منذ البدء يقترِفُ الرؤيا.. يُدمِنُ أكؤساً مترعةً بالتَّسابيح.. يتنفَّسُ الشهادةَ..
يعرِفُ كيفَ يكونُ صديقَ نفْسِهِ.. كيفَ يصنعُ من ليلِنا النهارْ..
ويعرِف كيف يكون نقيضَ نفْسِهِ حين تُحدِّثُهُ عن الهروب من خلفِ الثغور..
يسكُنُ في المتاهات والدساكر.. يأتي مفاجئاً كالموت.. يرحل كما الأقمار..
ساطعاً كالعشق.. فتىً حرَّاً كان..
ولم يزل.. يغامرُ في دهاليزِ العُتْمةِ بنورٍ منهُ لا يراهُ غيرُهُ..
قد آنس من جانب معولا ناراً قال امكثوا لعلي آتيكم منها بخبرٍ أو جذوةٍ من نار..
حمزةُ الباسمُ بوجه الردى.. الهاجمُ كالإعصار..
كخيلٍ بلا صهوةٍ يمتطيه ويمضي كشهبٍ خلف شرذمةٍ تندحرْ..
ثم يرنو للفجر.. يُشاكِسُ الليلَ.. يغيبُ.. ينتشرْ..
يحضُرُ.. ينتصرْ..
أفقياً يعود أخيراً.. لكنه دائماً سيعود.. يعود وينتصرْ.