احتفلت رعية مار يوسف – الحكمة ومجلسها الرعوي بتدشين قاعة الكنيسة بعد ترميمها وتجديدها، برعاية وحضور رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر. بدأ الاحتفال بالقداس الالهي الذي ترأسه المطران مطر واحتفل به خوري الرعية المونسنيور ميشال عون يعاونه الأبوان فادي خوند وجورج كميد، بحضور وزير الاتصالات المهندس نقولا الصحناوي، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن وحشد من أبناء الرعية وعدد من كهنة الأبرشية.
بعد الانجيل المقدس، القى مطر عظة قال فيها:” بفرح كبير، أشارك معكم في هذا الاحتفال، تقيمونه لمناسبة تدشين القاعة الجديدة للرعية، وإننا بعد الله نشكر عزيزنا المونسنيور ميشال عون خادم الرعية والكهنة المعاونين والمجلس الرعوي والأخوية والهيئات العامة في الرعية وجميع المحسنين من الرعية وخارجها لكل هذا الاهتمام من أجل تجديد هذه القاعة لتكون لائقة لتجديد الله وحضوركم معا في السراء وفي الضراء”.
اضاف:” رعية مار يوسف الحكمة هي الأقرب الى المطرانية، كنيسة مار جرجس هي الكنيسة الأم لكل الأبرشية، ولكن المطران يوسف الدبس الذي بنى الحكمة وهذه الكنيسة القديمة المتبقية من الحكمة والذي أعطى اسمه يوسف لهذه المؤسسة العظيمة، أراد أن يسكن هنا على أرض هذه الرعية في قلب الحكمة، فكان سكنه في الحكمة وكنيسته في العاصمة مار جرجس بيروت. لذلك نقول انَّنا واحدبين مار جرجس وبيروت. وعندما تعطلت الكنيسة الكاتدرائية لمدة ربع قرن تقريبا استقبلتنا هنا كنيسة مار يوسف فصارت هي الكاتدرائية البديلة لكل هذا الزمن. وأنا عندما أتيت راعيا الى بيروت استقبلت في هذه الكنيسة قبل أن ننزل الى مار جرجس، الحمد لله أنَّنا أعدنا بناء الكنيسة وقاعاتها والآن نقيم القبة العالية وهي في طور الانشاء. واليوم في الحكمة نفرح بهذا الانجاز الجديد، هذا يدل على محبتكم للرب وعلى سهر رعاتكم لتكونوا في الرعية موحدين ويجد كل إنسان منكم نفسه. وأنا أقول لكم يا أحبائي، كل من يبني بيتا للرب الرب يبني له بيتا. هذا ما قيل لداود الملك ألف سنة قبل المسيح، عندما أراد أن يبني هيكلا للرب ليضع فيه تابوت العهد، كان الله يسكن في الخيمة، النبي قال له في ذلك الزمان، يا داود لست أنت من تبني بيتا للرب، الرب يبني لك بيتا. وبيت داود هو سلالة داود والمسيح الرب هو الهيكل الحقيقي “.
اضاف:” كل من تعب وضحى وسهر في سبيل هذه القاعة وكل كنيسة من كنائس الأبرشية يبني الرب له بيتا ويحفظه وينجيه لأن َّكل واحد منكم حجر كريم في حجارة كنيسة الله المصنوعة من بشر. وفي الانجيل المقدس كما في الرسالة موضوع يجب أن نتوقف عنده، يسوع يلقي حربا بين الرجل وابنه والمرأة وحماتها، لماذا يقول يسوع هذا الكلام؟ يسوع يريد أن يرفعنا من محبة الدم الى المحبة الشاملة. ليس من فضل لمن يحب دمه ولكن لا نحب دمنا أكثر مما نحب ربنا، من يحب ابا او اما أكثر منّي لا يستحقني يقول الرب. المحبة تبدأ للرب الذي خلق الدم والذي أعطانا أقرباءنا وذواتنا، هو حبّ الله النازل علينا والاستجابة لمحبته المتبادلة حبًّا لحب حتى نتزكز بحب الله وننفتح على حبّ القريب والبعيد في آن معًا. نحن مدعوون لأن نتخطى المحبة المحصورة ضمن العائلة، القبيلة والطائفة، يسوع يريد وحدة كلّ الناس ومصالحة كلّ الناس بعضهم مع بعض. وفي أعمال الرسل هناك مشهد عظيم، بطرس في بيت قرنيليوس الوثني، هل الوثن اليونان غير اليهود يستطيعون أن يدخلوا الكنيسة من دون أن يصيروا يهودًا أولاً. الرب أفهم بطرس بأنه إذا الرب أنزل الروح القدس عليه فمن يمنعه من العماد؟
فلنفتح على الناس وليسع قلبنا العالم بأسره، لنكون شهودًا لمحبة الله لنا. وهذه القاعة ستجمع كلّ أبناء الرعية وضيوفها من كلّ المشارب والآراء والأفكار، نحن لنا أفكار متعددة ولكن عندما ندخل الى الكنيسة نصبح كلُّنا واحدًا، إخوة متساوين، نقبل بعضنا بعضًا ونحاور بعضنا بعضًا بالمحبة. غير مقبول أن نتناول القربان الواحد ثم نتفرق ٌكل في سبيله. هذه القاعة هي للمشاركة المادية بعد المشاركة الروحية في الكنيسة ولكن هناك تواصل بين المشاركتين، القاعة هي علامة الرعية المجتمعة الموحدة على التلاقي والحب وعمل الخير، لذلك القاعة هي علامة الفسحة التي فيها نجتمع ونتوحّد ونتحاور ونتعاون، نكمل حياتنا مع المسيح ومن هذه القاعة ننطلق حاملين روح المسيح الواحدة “.
وختم:” نشكر الله على كل هذه النعم على رعية مار يوسف ونشكر المونسنيور عون الذي تعب كثيرًا وحمل الهم مع الكهنة رفاقه، الله هو الذي يبني بيوتًا ويعطينا، فليعطكم جميعًا أن تكونوا من أحباء الله، صلاتنا معكم طالبين من الرب يسوع أن يبارك أعمالنا كلّ أعمالنا لنكسب رضاه ونعيش بنعمته، باسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين “