حسين مرشد رضوان / أحد أركان الثورة السورية الكبرى

حسين مرشد رضوان / أحد أركان الثورة السورية الكبرى

753 views
137 mins read

رادار نيوز -غسان مرشد رضوان

الثورة السورية الكبرى التي نشأت ضد الانتداب الفرنسي عام 1925 بقيادة سلطان باشا الأطرش بدأت انطلاقاً من القريا مسقط رأس الباشا لتعم بعدها كافــــة مناطق وقرى جبل الدروز ومن ثم المناطق السورية واللبنانية، حيث لــــم تكن تلك الثورة منظمة بالفعل العسكري حيث كان لقرى الجبل بكل قرية بيرق خاص بها يجتمــع أهل القرية حوله عند استعدادهم للحرب ثم يسيرون خلفه إلى ساحات الوغى كانت كل قرية تحارب بطريقتها لكنها لن تنفصل عن قيادتها (المقصود قيادة الثورة) حيث كل مقاتل يعتمد على المبادئ الفردية في القتال حيث بطريقة الكر والفر والمواجهة والمباغتة والكمائن حيث كانوا جسورين بالقتال والسلاح الأبيض ومن عاداتــــــهم الانتخاء (النخوة) والرقص قبل كل مواجهة وغناء الأهازيج الحماسية والحداء أثناء أي غارة يقومون بها الهدير والهمهمة بأصوات غير مفهومة تسمى الغمغمة… حيث كان المقاتل متطوع بدون أجر مبتغاه النصر أو الشهادة حيث كانوا يتنافسون أثناء الغارة ليسبق أحدهم الأخر ونفس الشيء كان بين القرى ليتقدم بيرق قبل الأخر وكانوا يقسموا المناطق إلى أقسام يسمى مقرناً فكل منطقة من الجهات الأربعة حول السويداء تسمى مقرناً وكانوا يتشاورون فبيل المعركة ويتفقون على خطط يرسمون خرائطها بالأعواد على التراب وحيث خاضوا المعارك الأولى دون أن يشكلوا هيئة أركان لثورتهم وانتصروا بها في تل الحديد – برد – دير الخريبة – الكفر – بصر الحرير – المزرعة – حيث دحروا الفرنسيين .

حيث كان انتصارهم في في المزرعة الكبير في 2/3 آب 1925 م أثر بالغ فــــــي مختلف المجالات حيث شاع صيت الثورة وثوارها بالرغم مــــــــــــــن قلة عددهم

حيث قرر سلطان باشا الأطرش تعميمها في كافة أرجاء الوطن فبعث برســـالة إلى قيادة الحركة الوطنية في دمشق يشرح فيها الوضع ويذكرهم بالاتصالات التـــــــي حدثت بينهم سابقاً للالتحاق بالثورة .

في أواخر آب 1925 م قدم إلى الجبل وفد من دمشق يمثل القرى الوطنية السورية استقبلهم سلطان الأطرش وزعماء الجبل في قرية كفر اللحف ثم عقدوا مؤتمراً في ريمه الفخور (ريمه اللحف) في أول الشهر أيلول قرروا فيه متابعة الثورة حيث نيل الاستقلال التام وحمل السلاح وتسمية سلطان الأطرش قائداً عاماً للثورة والدكتـــور عبد الرحمن الشهبندر مقرر الشؤون السياسية والنــــــــاطق الرسمي للثورة وعينوا أركان قيادة لهذه الثورة من عشرة أسماء هي:

1-   حمـــــــــــــــــــد عامر

2-   فضــــــــــل الله هنيدي

3-   محمد عز الدين الحلبي

4-   عقلـــــــــــــة القطامي

5-   سليمــــــــــــان نصار

6-   حسين مرشد رضوان

7-   يوســــــــف العيسمي

8-   عــــــلي عبيـــــــــــد

9-   قاســــــــم أبو خيــــر

10-عــــلي المـــــــــلحم

وبعد ذلك توافدت النجدات من جبل لبنان فتم إضافة ثلاثة أسماء لبنانية إلى أركان الثورة من الأمير عادل أرسلان ورشيد طليع وفؤاد سليم فأصبحت أركان الثورة 13 ركناً .

حيث هذا الاختيار لهيئة الأركان لم يأت عن طريق الانتخاب ولا التمثيل الطائفــي ولا الجغرافي أو العائلي لكن المؤتمرين اعتمدوا في اختيارهم الثقة بالكفاءة الذاتية والشخصية القيادية والإخلاص الوطني لكل منها وربما تاريخهم النضالي وانتمـاء بعضهم إلى جمعيات سرية أو أحزاب سياسية وطنية . وما كان لهم من أيــــــادي بيضاء أثناء الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين . حيث أقسم الجميع يميـــــــــــن الإخلاص والولاء لهذا الوطن .

ويذكر أن كل واحد من هؤلاء القادة لقي مختلف ضروب الانتقام من قبل الفرنسيين أما بتدمير داره أو بمصادرة أملاكه وأما بالحكم عليه بالنفي أو الإعدام مـــــــرة أو مراراً أو بكل هذه الأحكام مجتمعة حيث استشهد أو أصيب بعضهم في المعارك أو فقد ولداً أو أخاً أو أسرة بكاملها أو اضطر إلى النزوح خارج الوطــــن دون زاد أو عتاد ليرى الأهوال التي تفوق أهوال الحرب فيدفن أطفاله في الصحاري بعيداً عن بلادهم إذا ماتوا ولم يتحملوا الجوع والعطش والمرض أو يضطر إلى شرب المـاء المملوء بالديدان أو شرب بول الخيل والإبل .

حيث هؤلاء القيادة رفعوا شعار ” الدين لله والوطن للجميع “وواجهوا أكبر جيش في العالم آنذاك بأسلحتهم البدائية فخاضوا 78 معركة وأسقطوا 90 طائرة فرنسيـــــــة برصاص بنادقهم حيث انتصروا وحققوا لنا الاستقلال وقدموا لنا وطناً حيث حاول الاستعمار فصلهم أن أمتهم سورية وإقامة دولة درزية مستقلة فأبوا ذلك وسمــــيت ثورتهم بثورة الدروز فرفضوا وسموها الثورة الوطنية السورية أو الثورة السورية الكبرى سمي الجبل بجبل الدروز فلم يقبلوا وسموه جبل العرب .

حسين بن يوسف مرشد رضوان

1887 – 1968 م

ولد في السويداء وتعلم في مدارسها الأميرية والأهلية استشهد والده يوسف فـــــي إحدى المعارك التي وقعت ضد العثمانيين ونشأ يتيماً .

عام 1910 م اشترك في محاربة العثمانيين التي وجهها سامي باشا الفاروقي إلى الجبل حيث اشترك في معركة الكفر حيث تم دحر الحملة المذكورة .

انتسب إلى جمعية العربية الفتاة مع عدد من أبناء الجبل الذين انتسبوا إلى جمعيات عربية سرية تعمل على التهيئة لطرد العثمانيين من بلاد العرب .

عام 1917 م ذهب إلى العقبة الأردنية ضمن الحملة التي توجهت من جبل الدروز لأجل لقاء فيصل بن الحسين هناك والانضمام للثورة العربية الكبرى .

حيث التحق بها ضد العثمانيين وخاض المعارك وكان أحد فرسان جبـــــل الدروز الذين دخلوا دمشق قبل وصول الجيش الفيصلي ورفعوا العــــــلم العربي على دار الحكومة وذلك في 30 أيار عام 1918 م بقيادة سلطان الأطرش .

كان وطنياً مخلصاً شجاعاً عزيز النفس قام بنشاطات سرية مناوئة للانتداب الفرنسي وكان يجتمع بالوطنيين من مختلف مناطق الجبل في لقاءات تنعقد برئاسة سلطـــــان الأطرش للتشاور والعمل على التمهيد للثورة ضد الفرنسيين .

حيث قام سلطان الأطرش بثورته الأولى عام 1922 م .

بسبب حادثة أدهم خنجر كان حسين مرشد رضوان على رأس خمسين فارساً درزياً يقطع الطريق لإنقاذه .

اقسم يمين الجهاد في اجتماع سري عقد في منزل المجاهد محمد عبد الدين فـــــــي السويداء حيث ضم 55 ثائراً من أهالي السويداء وهذا نص القسم :

( أقسم بالله العظيم أن أقيم الثورة وأكون فدائياً تجاه خدمة وطني وأقدم دمــــي وكل إمكانياتي وأدافع عن كرامة أمتي ورفاقي المخلصين حتى أحقق الحرية والاستقلال لبلادي والله على ما أقول شهيد ) .

اشتهر بمواقفه الوطنية وكان شوكة في عين السلطة الفرنسية حاول الفرنسيــون أن يستميلوه بإغراءاتهم لمختلفة للسير في سياستهم لكن دون جدوى فلم تتزعزع عقيدته الوطنية الراسخة وعندما يأس الفرنسيون من استمالته صاروا يرونه من ألد أعدائهم وظلوا يراقبون تحركاته واتصالاته بزعماء الجبل وأقطاب سورية مدة سنتين .

اعتقله اليوتنان موريل مدة عشرة أيام أجبره خلالها على القيام بالأعمال الشاقة في تكسير الحجارة وشق الطرق حاسر الرأس حافي القدمين يجلد كل يوم ثلاث مرات صباحاً وظهراً ومساءاً وينام في مخزن ضخم بسبب شكوى تقدم بها ضده رجــــــل وضيع يدعى ساسي هو أصله مغربي كان جاسوساً للفرنسيين ويعمل في المستشفى الفرنسي ( حيث هذا المشفى هو دار شاهين أبو عسلي ) التي تقع بجانب بيت حسين مرشد رضوان حيث نصب شركاً لإغراء بعض النساء الدرزيات مما حـــــدا حسين مرشد رضوان أن ينصحه بالعدول عن مشروعه الذي يحتمل أن يؤدي إلــــى نتائج مؤلمة حسب رأي الدكتور الشهبندر .

حيث كان الدكتور الشهبندر قد ذكر في كتابه الذي أرسله إلى وزارة الخارجيــــــــة الفرنسية شارحاً أسباب الثورة التي نشبت في جبل الدروز حيث ذكر الصفات الشاذة لكاربيه وانحطاطه الأخلاقي والسلوكي بقوله :

هذا الموظف الذي اشتهر بسوء السيرة في حياته الخاصة والعامة واعتمد علـــــــــى موظفين أخلاقهم فاسدة نهج في الجبل سياسة الإرهاب – والإفساد حيث اعتمد على دس الدسائس بدلاً من أن يدير شؤون البلاد .

حيث قال حنا ابي راشد عن كاربيه أيضاً ( أما ابتكاراته فهي قيامه بتأسيس بيـــــت خاص للدعارة وإعطاء الإذن به كالبيوت العمومية في المدن وهذا العمـــل الخسيس جلب الضوضاء في أنحاء الجبل لأنه أخل بوجود بعض البيوت الشريفة ) .

أما علي عبيد فقد ألحق بكاربيه لجبابرة بابل ومصر والتتار ونزع منه ورقة التوت ليبين لنا مدى انجرافه وشذوذه إذ قال :

( حضر الكابتن كاربيه موفداً لاستعمار البلاد واستعباد أهلها فبدأ في مقاومـــــــــة الزعماء المخلصين ورتب الجاسوسية وباشر بتعبيد الطرق وفرض الغرامـــــــات وتشغيل السجناء بألا شغال الشاقة حتى أرهق البلاد واستولى على أمور الحكومة بأجمعها وحصر كل الأمور بشخصه السافل ورفع السفلاء ونقم على الفضلاء وإذا قيل لك أن زمان النمرود أم هامان أم قرقاش أم تيمور لنك أشد وأعضم من جلافة هذا البُلحُ (حيث البُلحُ هو طائر أعضم من النسر محترق الريش يقال أنه لا تقع ريشة من ريشه في وسط ريش سائر) .

حبس الفرنسيون حسين مرشد رضوان في مخزن الفحم بالسويداء وأمعنوا في تعذيبه لمدة أربع أيام دون طعام أو شراب مع إجباره على شرب ماء الملح وكان معه عشرة رجال من وجوه السويداء .

كان عضواً مؤسساً في الجمعية الوطنية لشباب جبل الدروز التي يرأسها سلطان الأطرش في عهد كاربيه حيث كانت تدعو إلى وحدة الصف ومقاومة الاستعمار حيث يبلغ عدد الشباب المنتسبين إلى هذه الجمعية حوالي 500 شاب .

قامت تلك الجمعية بنشاطات قوية وقاموا أعضائها بظاهرات صاخبة في السويداء احتجاجاً على سياسة الظلم وأعمال العنف التي كان يمارسها كاربيه حاكم الجبل وتطالب بنقله والحد من تصرفات معاونه موريل .

حيث كانت السلطات الفرنسية ترد على تلك المطالب بالرفض وتشتيت المتظاهرين بأساليب العنف والقبض على المحرضين .

منذ تولى كاربيه حاكم الجبل بالوكالة كانت في السويداء حركة احتجاج كبيرة من أبرز قادتها حسين مرشد رضوان في 7 تموز 1925 حصل تصادم عنيف حين قاد موريل معاون الحاكم رجال الشرطة والأمن لقمع المتظاهرين بالعصي حيث تعاركوا مع المتظاهرين الذين تشابكوا معهم بالأيدي وبرشق الحجارة مما جعل حسين مرشد رضوان يشهر مسدسه ويطلق النار على موريل الذي ولى هارباً هو ورجاله ومنذ ذلك عرف حسين مرشد رضوان بصاحب الرصاصة الأولى في الثورة .

حيث انتقمت السلطة الفرنسية لهذا العمل فقررت هدم دار حسين مرشد رضوان وتغريم أهالي السويداء بمبلغ مائتي ليرة ذهبية .

وعند تنفيذ قرار هدم الدار وجدت السلطة الفرنسية الجماهير المسلحة تحيط بها لحراستها ثم هدمتها فيما بعد وأصدرت أيضاً قرار يقضي بأبعاد حسين مرشد رضوان وعشرة رجال من رفاقه من المدينة وتسليم عشرة شبان آخرين كرهائن .

غادر حسين مرشد رضوان السويداء ومعه أجود أمين مرشد رضوان وفندي مرشد رضوان وأبو الخير رضوان وجميل رضوان ونصر رضوان وشاهين أبو سعدى وصالح أبو عسلي وحمد الجرماني وتوفيق الشومري وصالح صيموعه وأقاموا في القريا .

وقام الوسطاء بتسليم المبلغ الذي هو 200 ليرة ذهبية وعشرة شبان إلى السلطة الفرنسية كرهائن لهم :

–    إبراهيم أبو الفضل    

–    أسد قرضاب

–    حمد الأطرش

–    طلال الأطرش

–    يوسف الأطرش

–    طلال دويعر

–    عبد الكريم سرايا

–    فارس مزهر

–    محمد اشتي

–    محمد العراوي

من الملفت هذه الحادثة قد عجلت بإعلان الثورة بعد عشرة أيام تقريباً ثم أدت فيما بعد إلى الحكم علي حسين مرشد رضوان بالإعلام غيابياً من قبل الفرنسيين .

ففي 17 تموز سنة 1925 م بدأت الرسائل لإعلان الثورة حيث يكون اللقاء في اليوم التالي في قرية عرمان حيث التقوا الثوار فساروا إلى صلخد واستولوا على قلعتها ثم تجمعوا في عين (سد العين) ومنها إلى معركة الكفر وقامت الثورة .

حيث قال أدهم الجندي أن حسين مرشد رضوان كان من دعاة الثورة السورية الكبرى عام 1925 م ومن أهم المحرضين عليها ولا نفاني بالقول والوصف بأن ما حدث له من حوادث خطيرة كانت من جملة العوامل التي أدت إلى إضرام نار الثورة وحين اتجه سلطان الأطرش ورفاقه العشرة شمالاً إلى السويداء لأجل جمع الثوار واللحاق بسلطان وقد روى حسين مرشد رضوان :

عند عودتنا من القريا التقينا في كوم الحصا بالشيخ صالح طرابيه وحسن شهيب وبدأنا نتجول حول السويداء فأحسَ بنا الفرنسيون فأرسلوا كوكبة من الحرس السيار لملاحقتنا وقد اصطدمنا بها في غابة الرحى وأجبرناها بقوة السلاح على التراجع ثم ذهبنا إلى سالة ومنها إلى سهوه الخضر وبعدها عدنا إلى السويداء في صباح 21 تموز وقبل وصولنا إليها جلسنا شرقي الرحى لنأخذ قسطاً من الراحة لكننا سمعنا فجأة صوت البارود ودوي المدافع فأسرعنا متوجهين إلى الكفر وفي طريقنا التقينا بالجنود الهاربين وكانوا يركضون كالمجانين فقضينا بسرعة على مقاومتهم وقد سلم من استسلم وتابع حسين مرشد ورفاقه المسير إلى الكفر فوجدوا المعركة قد انتهت .

بعد معركة الكفر التي انتصر فيها الثوار إذ قتلوا بها نورمان وأبادوا حملته ولم ينج منها سوى 5 أو 6 جنود هاجموا السويداء فأعتصم الفرنسيون وعددهم 500 بقلعة السويداء فحاصرهم الثوار فيها وكان حسين مرشد رضوان أحد المجاهدين الذين كلفوا من قبل سلطان الأطرش بتشديد الحصار على القلعة ومن فيها حيث كان توما مارتان حاكم الجبل بالوكالة حيث إضافة لحسين مرشد رضوان تم تكليف من قبل سلطان الأطرش : الشيخ صالح طرابيه – صالح محمد أبو عسلي – حمزة منصور جربوع – حسن شهيب – أبو الخير رضوان – محمد علي الأشقر – سليم سليم – محمد بلان – محمد الفقيه – وسليمان الشومري .

مساء يوم الأول من أب 1925 كان سلطان الأطرش ومعه نحو 100 فارس قد انتقل إلى عين الفارعة بين المزرعة والسويداء حيث التقى بحسين مرشد رضوان ومعه مجموعة من المقاتلين إذ قال له : أن طريق السويداء المزرعة قد سده أهالي السويداء واقسموا على عدم التزحزح من مواقعهم حتى لو مرت آليات العدو على أجسادهم .

في 2 – 3 أب 1925 كانت معركة المزرعة الشهيرة وكان حسين مرشد رضوان أحد أبطالها الذين ذكرهم سلطان الأطرش ووصفهم بأنهم لا يشق لهم غبار وذكر علي عبيد أن عدداً من الثوار نعتهم بالنشطين منهم حسين مرشد رضوان وسعيد طرابيه وحسين مصطفى ومحمد عبد الدين هاجموا قوات العدو ولازموا المدرعات وقلبوها عن الطريق بأكتافهم وأحرقوها بمن فيها .

قال الشهبندر (رأيت خمس سيارات مصفحة محروقة وقد أمالها الدروز على جوانبها حين الهجوم بأكتافهم وقتلوا سائقيها ومساعديها بالمسدسات وأن رؤية هؤلاء السواقين متعانقين ملتحمين تدل على هول ما لاقوه من المجاهدين) .

في 24 أب 1925 اشترك في معركة العادية ضمن حملة الجبل التي سيرها سلطان الأطرش إلى دمشق لأجل تحريرها .

في 17 تموز 1925 كانت معركة المسيفرة حيث اشترك حسين مرشد رضوان فيها وأبلى بلاءاً حسناً وكان من الفرسان الذين اقتحموا تحصينات العدو ودخلوا القرية وقاتلوا بالسلاح الأبيض واستولوا على مراكز العدو وعلى مراكز أسلحته وتموينه وعلى إسطبلات الخيول وركزوا بيارقهم على سطوح منازل المسيقرة وذكر صياح النبواني وهو صهر حسين مرشد رضوان أنه رأه وهو يوزع الذخيرة على المجاهدين من الخرطوش الفرنسي ويثير النخوة في نفوسهم وفي هذه المعركة أصيب إبراهيم أبو صعب من قرية الرحى إصابة سحقت كعب رجله اليمنى فعصبها له بغطاء رأسه واستخدم بندقيته عصاً يتكئ عليها وشاهد قتيلاً وجريحاً وأخاهما الأصغر فرجاه أن يرجع إلى أهله فرفض وظل ينتقل بين هذا وذاك حتى أصابته رصاصة فصرعته ثم مر بإبراهيم أحد الثوار ممتطياً بغلاً ويبحث عن أخيه الجريح فلما رأه أنقذه ولم يقبل طلب إبراهيم بأن يتركه ويتابع البحث عن أخيه فأخلاه وقال له أنت أخي أيضاً ورجع يبحث عن أخيه .

قال شاعر الثورة صالح عمار في المجاهد حسين مرشد رضوان

             وحسين يا ليث شديد الباس

                                 السيف من دمِّ العدا حنايا

             كم عقدة كانت بها عرباس

                                 إنت الذي فكيت لاعسراها

             بالمزرعة خليتهم مركاس

                                 ضع الكناكر باللقا عشاها

             المسيفرة يومه غدامرفاس

                                 كم من صويب لأهله وداها

             ياشوق غيدا مثل عود الياس

                                 حلو القوام اللي اعلمت ولاها

في أواخر شهر أيلول سنة 1925 م اشترك في معارك السويداء الأولى في مواجهة حملة الجنرال غاملان أثناء عملية فك الحصار عن الفرنسيين الذين حوصروا بها منذ شهرين .

اشترك حسيم مرشد رضوان في معارك التصدي لحملة الجنرال غاملان من 2 – 9 تشرين الأول 1925 التي زحفت من المسيفرة إلى الجبل لاحتلال السويداء ودارت معارك عديدة في أماكن مختلفة على طول ثمانية كيلو مترات امتدت من المجيمر إلى المزرعة كان أهمها معركة رساس وقد انتهت هذه المعارك بهزيمة الفرنسيين وفشلهم في احتلال السويداء .

في أوائل شهر تشرين الثاني عام 1925 كان حسين مرشد رضوان أحد فرسان الجبل ضمن الحملة التي توجهت إلى غوطة دمشق بقيادة محمد عز الدين الحلبي واشترك في معارك عديدة هناك منها : يلدا وببيلا وحمورية وجوبر وعربين واظهر شجاعة فائقة .

انتقل من الغوطة إلى إقليم البلان ضمن حملة الإقليم الثانية التي قادها متعب الأطرش واشترك بمعارك عديدة هناك أيضاً .

اشترك في معارك اللجاة عام 1926 وكان أحد الثوار المرابطين في قرية الطف بعد الاستيلاء على قرى جدل – صور – عاسم – جسرة – الزباير – الطف حيث كانوا يهاجمون القطار الذي ينقل الجنود والمؤن للقوات الفرنسية من دمشق إلى حوران وقد وقفوا سيره واستولوا على القطار واحرقوه وكانوا يقومون بتخريب سكة الحديد بين دمشق ودرعا وذكر علي عبيد أنهم أوقفوا قطاراً مدة أيام واستولوا على القطار وأحرقوه وذكر ممن ذكر حسين مرشد رضوان .

في عام 1926 اشترك في معارك السويداء الثانية بين 24 – 26 نيسان بأن مواجهة حملة الجنرال غاملان المؤلفة من ثلاثين ألف جندي الذي وصفت هذه المعارك بأنها أشد هولاً من معارك المزرعة وأن الفرنسيين كسروا مراراً وكان حسيم مرشد رضوان أحد أبطال معركة السويداء وقد قتل قائد الفرقة الأولى واستولى على مسدسه وسلبه سلاحه وأشياء وهو ضابط كبير كما ذكره علي عبيد .

لكن الثوار خسروا في نهايتها خسارة كبيرة حين استولى الفرنسيون على مدينة السويداء وبعد أن تم إخلاؤها من قبل أهاليها تعرضت للنهب والتدمير والإحراق واستشهد مئات المجاهدين وأصيب حوالي الثلث منهم بجروح بليغة .

في 25 نيسان 1927 اشترك حسين مرشد رضوان في معركة جبية جنوب قرية العانات التي دامت نهاراً كاملاٍ وقادها سلطان الأطرش حيث كانت القوة الفرنسية مؤلفة من 1500 جندي قد حصروها وطاردو فلولها حتى تل يوسف .

حيث كان حسين مرشد رضوان برفقه الأمير عادل أرسلان في أخر نيسان 1927 مع مجموعة من الثوار القادمين من اللجاة حيث جاء الأمير لكي يلاقي سلطان الأطرش في دير الكهف بناء على اتفاق سابق فتقابلا غربي تل جلاد حيث قال علي عبيد وبقينا نتجول هناك مدة يومين أو ثلاثة ثم رجعنا إلى خربة أصبيا لأجل ورود خيلنا وبينما نحن هناك وإلا أقبلت علينا خيل من جهة دير الكهف لأنه كان حضر تحرير من الأمير عادل يطلب به مقابلة سلطان الأطرش وعندما شاهدونا على بعد افتكرونا عسكر فتقدم من عند الأمير حسين مرشد رضوان وأخوه أبو الخير رضوان إلى رأس تل جلاد وتقدمت أنا وحسين وإبراهيم العطواني إلى التل المذكور وتعارفنا بعضنا بعضاً وتقدمنا إلى كلتة ماء غربي جلاد وتقاتلوا هناك وحيث كان الأمير بسبب قدوم الإنكليز للأزرق توجه مع من معه والشوام إلى حسان (غدير) ومنها خيموا على غدير الملاح وبعدها إلى قرية الشبكي .

وفي قرية الشبكي قصفتهم الطائرات الإنكليزية تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه بين الدولتين الحليفتين بعد أن ضاقت فرنسا ذرعاً بغارات المجاهدين على قواتها في الجبل من حرب عصابات تنطلق من الأزرق فتنازلت فرنسا عن حصتها من بترول الموصل لبريطانيا ووافقت على طلب بريطانيا باقتطاع الأراضي الجنوبية من جبل الدروز على طول 60 كم من الحدود الحالية لقرية أم الرمان مع الأردن حتى الأزرق جنوباً مقابل مساعدتها على إخماد الثورة وطرد الثوار من الأردن أو إجبارهم على الاستسلام لفرنسا حسب عفو بونسبو .

ذكر صياح الأطرش أنهم في 7 أيار 1927 كانوا في قرية الشبكي فحامت فوقهم طائرات إنكليزية فلم تكشفهم فانتقلوا إلى خشاع القبين وهناك كشفتهم الطائرات وأمعنت في قصفهم فقتلت فرس سلطان الأطرش ومزقت الشظايا عباءته فاتجهوا إلى تل جلاد جنوب قرية العانات وتلك العباءة أخذها صبحي الخضراء من سلطان الأطرش وأهداها إلى المتحف الوطني بالقدس وعلقت إلى جانب صورة السلطــان سليم الأول في المتحف .

نزح حسين مرشد رضوان مع سلطان الأطرش ورفاقه المجاهدين إلى الأزرق ثـــم إلى وادي السرحان بالسعودية ومات هناك ثمانية من أطفاله هناك ذكوراً وإناثـــــــاً ودفنهم في تلك الصحاري وبقي يصارع الحياة بصبر وجلد .

صيف عام 1929 انتقل برفقة سلطان الأطرش وفريق من المجاهدين من البنك إلى الحديثة .

في 22 تموز 1929 قال صياح الأطرش ذهبنا مع الأخوان سليم الأطرش علــــــي مصطفى الأطرش وحسين مرشد رضوان لعند الأمير عبد الله وكذلك زرنا الملــــك علي وبحثنا معهم إمكانية إقامة عائلات المجاهدين في الأردن وقد وعدونا بذلك لكن من أين لهم القدرة على الموافقة إذا كان الإنكليز لا يقبلون إرضاء للفرنسيين .

في 2 أيلول 1929 ذهب حسين مرشد رضوان هو وصياح الأطرش وجميل شاكر إلى عمان للقاء سعيد العاص لأجل طباعة المنشورات التي تهم القضية .

في 22/10/1929 م ذهب هو وصياح الأطرش و شكيب وهاب إلى بلدة كاف لإعلام أميرها عبد الله الحواسي عن مؤتمر الصحراء الذي سيعقد في الحيثة .

في عام 1929 انعقد مؤتمر الصحراء في الحديثة من وادي السرحان وقرر فيــــه المجاهدين انتخاب لجنة مالية ليلقي الإعلانات والإشراف على توزيعها علـــــــــى المنكوبين فكان زيد الأطرش رئيساً لهذه اللجنة وعبد الكريم عامر وكنج شلغيـــــن ويوسف العيسمي ونايف أبو لطيف وحسين مرشد رضوان وحسين العطوانــــــــي أعضاء .

واعتمدت اللجنة بموافقة سلطان الأطرش اعتماد التاجر المعروف حمدي منكـــــــو المقيم في عمان وكيلاً لها في استلام جميع ما سيرد إليها من التبرعات كلف حسين مرشد رضوان هو وقاسم أبو صلاح وسليم الأطرش لشرح أبعاد القضية والقيـــــام بحملة تبرعات .

عام 1933 عاد إلى الأردن برفقة القائد العام والماجدين لاجئين سياسيين وكان مقر إقامته في السلط .

في أوائل شهر أيار عام 1937 كان حسين مرشد رضوان عضو لجنة التنسيــــــق لتسفير المجاهدين بعد صدور العفو وقبول رجوعهم إلى أراضي الوطن .

في 15 أيار عام 1937 كان حسن مرشد رضوان ومحمد عزالدين وعلي عبيـــــد وزيد الأطرش يسعون لإزالة الموانع القانونية المعترضة عودة بعض المجاهديـــن الدمشقيين واللبنانيين الذين كان قد صدر بحقهم أحكام مختلفة حيث عقدوا أخـــــــر اجتماع لهم في الرصيفة بمنزل حسيب ذبيان .

في احتفال أقيم في سينما البتراء في عمان حضره وفود عربية من سوريا ولبنان و فلسطين وغيرها تكريماً للمجاهدين الثورة السورية الكبرى وقائدها العام سلطــــان الأطرش بمناسبة عودتهم إلى أرض الوطن . كان عجاج نويهض أحد خطباء تلـك الحفل إذ قال كلمته الشهيرة التي تميز بها اسم جبل الدروز على المستوى الرسمي وأصبح يعرف بجبل العرب لأنه كان ملاذاً وحضناً دافئاً وحضناً منيعاً لجميع أبناء العروبة .

حيث خرجوا الثوار من جبل الدروز وعادوا إلى جبل العرب .

في أواخر أيار عام 1937 عاد حسين مرشد رضوان برفقة القائد العام سلطــــان الأطرش والمجاهدين إلى أرض الوطن وكان خالي الوفاض فقد أصيب بنكبــــات فادحة ووجد دراه مهدمه من قبل الفرنسيين فقد نهبوا وصادروا أملاكه .

بعد عام 1937 نجح في انتخاب التجمع القومي ثم بعضوية المجلس النيابي بنسبة عالية .

كان من أعضاء الكتلة الوطنية ومن مؤسسي الهيئة الشعبية الوطنية في الجبل وقد اشترك في مقاومة العدوان الفرنسي في حوادث آذار سنة 1945 ومن أبرز الدعاة لإلغاء الامتيازات الإدارية في الجبل وضمها إلى سوريا .

عام 1947 قامت الحركة الشعبية في جبل العرب وكان أحد رجالاتها .

في 4 تموز عام 1953 كان حسين مرشد رضوان ويوسف العيسمي ضمن الـوفد الذي مثل الجبل في مؤتمر حمص للقوى الوطنية .

عام 1945 حمل السلاح ضد حملة أديب الشيشكلي على الجبل وكان مناوئاً له في البداية .   عام 1960 كان عضواً في لجنة الاتحاد القومي لمدينة السويداء .

توفي في 3/4/1968 ودفن في السويداء .

الدير ذكره أن حسين مرشد رضوان بقي له ولدان فهد ومزيد .

فهد استشهد عام 1948 في فلسطين وله ولد اسمه نبيه وابنتان نبيهه ويسـرى .

مزيد توفي عام 1905 وله أولاد أحسان وغسان ومروان وثلاث بنات نسيبه ومنى وحنان .

أنشأت مدرسة إعدادية سميت باسمه في السويداء فرب داره .

في أول العام 2011 فرغ النحات والفنان فؤاد نعيم من السويداء من إنجاز تمثال منحوت من حجر البازلت للمجاهد حسين مرشد رضوان .

وتم وضعه في ساحة على الطريق الواصل إلى المزرعة التي حدثت بها أقـــوى معركة .

Previous Story

شبان من حملة “بدنا نحاسب” يتوافدون الى ساحة رياض الصلح وسط تعزيزات أمنية

Next Story

النمسا: العثور على جثث متحللة لعشرات المهاجرين داخل شاحنة

Latest from Blog