انطلقت ليالي مهرجانات السيدة التي تقام في الباحة الخارجية لكنيسة سيدة زغرتا الاثرية، لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، وتستمر على مدى ثلاثة ايام متتالية.
حضر حفل الافتتاح رئيس بلدية زغرتا ـ اهدن توفيق معوض، عضو المجلس التنفيذي للرابطة المارونية طلال الدويهي ممثلا رئيس الرابطة المارونية جوزيف طريبه، عضو الرابطة المارونية انطونيو عنداري، لفيف من كهنة الرعية، وحشد من ابناء زغرتا الزاوية.
بداية النشيد الوطني، من ثم كلمة تعريف وترحيب من الشاعر سركيس الشيخا الدويهي، تحدث بعده الخوري جان مورا باسم اللجنة المنظمة للمهرجان، فشكر الرابطة المارونية على رعايتها هذا المهرجان الذي تعيشه الرعية على مدى الايام الثلاثة المقبلة، كما شكر اللجنة المنظمة وكل من تعب من اجل انجاح هذا المهرجان.
معوض
واعتبر معوض في كلمته ان “هذا العيد مرتبط بأعمق ما في نفوسنا من ايمان، واقدم ما ورثناه، ودرجنا عليه من تقاليد. فشفيعتنا السيدة العذراء سواء كنا فوق في اهدن، ام غربنا، لازمنا الوطن، ام حللنا في المهاجر. لذلك ترى شبابنا وشاباتنا يجتازون عشية عيدها، المسافة الفاصلة بين اهدن وزغرتا، سيرا على الاقدام، متحدين الحر في شهر اب، وتعب الطريق الطويل، طلبا لشفاعتها، وتجديدا للنذورات”.
وتابع معوض:”ان اقل ما يمكن ان تقوم به البلدية، هو مواكبة الاحتفالات الدينية التي تنظمها الرعية، برعايتها لهذه المهرجانات واحتضانها للفرحة الشعبية التي تتجدد كل عام في مثل هذا الوقت، في حركة تختلط في بواعيثها الاسباب المستمدة من شعلة الايمان، بدواعي الوفاء للعادات الاجتماعية المتبعة”، مضيفا:”انتهز هذه الفرصة الدينية للكشف عن عزم المجلس البلدي الحالي على ايلاء هذه المنطقة التاريخية التي تشكل اكثر المواقع قدما في زغرتا ما تستحقه من عناية وانتباه. وعن سعيه لاعداد الدراسات الاساسية اللازمة من اجل اعادة تاهيل سوق الساحة، ومحيط كنيسة السيدة الذي يجمعنا الليلة، على ان يكون جزءا من مشروع عام يهدف الى اعادة احياء زغرتا القديمة ككل، وذلك سعيا من البلدية الى تحويل هذا الجزء الذي طالما عانى من الاهمال، الى محطة سياحية مقصودة”.
وختم: “ولان تحقيق مثل هذه التطلعات لا يمكن ان تتم بين ليلة وضحاها فجهود البلدية ستنصرف في المدى القريب الى انشاء شارع بيئي نموذجي داخل حي السيدة، بالتعاون مع جمعية دون بوسكو، والاهالي”، شاكرا “الذين شاركوا في احياء وتنظيم وحضور هذا المهرجان.
عنداري
وألقى عنداري كلمة الرابطة المارونية، قال فيها: “ماذا نقول في عيدك؟ هذا اليوم الذي وصلت فيه الارض الى علياء المجد، تسبغين علينا حمايتك يا سلطانة الجبال والبحار ويا سلم روح القدس، يا نجمة الصبح التي تضيء ظلمات ليلنا كيف لا نحيي عيد انتقالك في زغرتا وانت شفيعتها الدائمة، انت كنت رفيقة المكرم اسطفان الدويهي في ازمنة المحن يوم تآلبت عليه اجناد الشر وانت كنت شفيعة الكرمي عندما قارع بسبب ايمانه بعدما فرغ من مدحك والابتهال اليك عساكر بني عثمان فتحقق له النصر بفضل دعوة ابنك الحبيب وانت كنت الحارس الامين والدرع الواقي عندما زحفت شراذم المتآمرين على هذه الربوع المقدسة فانهزمت تجر اذيال الخيبة”.
وتابع :”سلام عليك يا مريم المتوجة بغار الطهر والمتشحة برداء القداسة، اشفعي فينا نحن عبيدك الذين نرفع اليك الصلاة صبحا ومساء طالبين ان تحررينا من عبودية البغض والحقد وان تزرعي فينا بذور المحبة وقبول الاخر وتنمي غرسة الفضائل بعضنا بعضا ونتبادل الغفران ونتعاضد على الخير والصفاء، هذه هي كلمة الرابطة المارونية في عيد انتقالك المجيد، ما هم الموارنة ان ربحوا كل شيء وفقدوا وحدتهم وقيمهم واسقطوا تاريخهم النضالي من ثقوب ذاكرتهم الجماعية”.
واضاف العنداري: “سلام الرابطة المارونية اليكم يا ابناء زغرتا، يا حماة الموارنة، ويا سيوف الطائفة، سلام من الرابطة التي ترى فيكم الصورة الناصعة لوجه مارون ذاك الناسك الذي انقطع عن كل شيء الا عن ايمانه بكنيسته الجامعة، سلام من رئيسها الدكتور جوزيف طربيه، من اعضاء مجلسها التنفيذي، من كل عضو فيها فأنتم من الفرسان المعدودين عندما يدعو داعي الحمى، مباركة ارضك التي انبتت بطاركة واساقفة وبطلا ورؤساء للجمهورية وعلماء ومؤرخين وكهنة ورهبانا وراهبات”.
وقال العنداري :”سلام لك يا ركن الزاوية، ويا حجر الاساس في البناء اللبناني الصلب، وصية الرابطة اليكم هي ان تتطلعوا الى الامام الى العناوين الجامعة.. وان تتوحدوا ولا تفرقوا واعتصموا بما اورثكم اياه السلف الصالح من مرؤة وشهامة وغيرة مسيحية وعنفوان. سلام عليك يا مريم في عيدك، من صلواتنا ودموعنا نهديك انتصاراتنا ونضع تحت قدميك خيباتنا ونضرع اليك في كل حين ان تكوني عونا لنا وعضدا لم يخطىء الجدود عندما اسلموا ارواحهم لديك عند النزاع الاخير “يا عدرا سلمتك روحي” يا مريم العذراء يا سلطانة الامكنة والازمنة، احفظي لبنان، احفظي زغرتا، كوني لنا خير شفيع”.
من ثم قدم التينور جوزاف دحدح مجموعة اغاني وتراتيل اضفت جوا من الفرح والبهجة على الحضور، تلاه الفنان نادر خوري في باقة اغاني وتراتيل دينية.