النهار:
صيغة “أولية” لخرق حكومي وخطاب ناري للحريري الرافض العودة أزمة سجن رومية مفتوحة وخراب هائل وسقوط ضحيتين
جانب من الخراب في زنزانة محترقة بسجن رومية، في صورة وزعتها شعبة العلاقات العامة بقوى الأمن الداخلي
بعد زهاء أسبوع من انحراف المشهد السياسي الداخلي عن الجمود في عملية تأليف الحكومة الجديدة، الى قضيتي تمرّد سجن رومية ومصير اللبنانيين في ساحل العاج، لاحت امس علامات إعادة تحريك للملف السياسي ينتظر معها حصول تطورات قريبة سواء على صعيد الاستحقاق الحكومي أم على صعيد المناخ السياسي العام
واذا كانت جولة المساعي والاتصالات الجديدة التي بوشرت وسط أجواء جدية للخروج من مأزق تأليف الحكومة شكّلت الوجه الاول لهذا التحريك، فإن الكلمة النارية لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري التي ألقاها مساء امس شكّلت الوجه الآخر للمناخ الذي تطلّ عليه البلاد
وقالت مصادر سياسية بارزة لـ”النهار” إن الجهود المبذولة للتوصّل الى توافقات بين افرقاء الاكثرية الجديدة على صيغة نهائية للحكومة الجديدة اتخذت منحى جدياً في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة، موحية هذه المرة بامكانات كبيرة لانهاء حال الجمود المتحكمة بعملية التأليف. وأوضحت ان عملاً مركّزاً يجري عبر الاتصالات والمشاورات لبلورة صيغة معينة حرص جميع المعنيين بالمشاورات، وفي مقدمهم رئيس الوزراء المكلّف نجيب ميقاتي، على احاطتها بالكتمان وعدم الافصاح عن تفاصيلها، مما عكس مدى الجدية التي تكتسبها الجهود الجارية لإنجاحها. واذ وصفت المصادر الاجواء التي تجري فيها هذه المشاورات بأنها ايجابية، أبلغت “النهار” ان اجتماعاً انعقد امس وجمع الوزير جبران باسيل ممثلاً العماد ميشال عون و”الخليلين”، أي المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل، وتركّز على هذه الصيغة، وقت كان الوزير غازي العريضي يزور دمشق ويتشاور مع بعض المسؤولين السوريين في التطورات الجارية
ومع ان بعض الاوساط المعنية في قوى 8 آذار بدا متفائلاً بإمكان تأليف الحكومة والتوصل الى الصيغة النهائية الاسبوع المقبل، فإن الوزير باسيل قال ليلاً لـ”النهار” ان هناك اتفاقاً على صيغة اولية لحكومة ثلاثينية تسمح لنا بالانتقال الى مرحلة جديدة من البحث، لكننا لا نزال نصر على حكومة من 32 وزيراً لتمثيل الاقليات المسيحية”، ورفض الادلاء بمزيد من التفاصيل. وقالت مصادر اخرى ان البحث لم يصل بعد الى الاسماء لكن مرحلة اولية قد بدأت تشهد حلحلة مع حصول اتفاق مبدئي يسمح بتطوير المشاورات ودفعها قدماً
اما الرئيس ميقاتي، مع حرصه على التكتم على تفاصيل الجهود المبذولة، فلم يخف أمام زواره سعيه الى “حكومة متوازنة” بين المستقلين وقوى 8 آذار، قائلاً: ان “الحكومة ستنجز في النهاية”. واذ اكد ان القيادة السورية “تشجع على الاسراع في التأليف”، قال عن تركيبة الحكومة: “ان العبرة ستكون في النتائج
أنقرة تدعم الإصلاحات السورية والمجلس يلغي الطوارئ مطلع أيار
بعدما أقفلت امس السلطات السورية الصالة الوحيدة للعب القمار في البلاد وسمحت من جديد للمدرسات المنقبات بالتدريس، في خطوة فسرت بانها تستهدف استمالة المحافظين، يعقد مجلس الشعب السوري مطلع ايار جلسة استثنائية لاقرار مجموعة من القوانين الهادفة الى تحرير النظام، بينها الغاء قانون الطوارئ، لتهدئة موجة الاحتجاجات في ظل الدعوات الى تظاهرات جديدة اليوم وغدا
وقال مسؤول سياسي سوري طالبا عدم ذكر اسمه: “ان جلسة استثنائية ستعقد من 2 ايار الى 6 منه تقر خلالها سلسلة من القوانين ذات الطابع السياسي والاجتماعي والتي تندرج ضمن برنامج الاصلاح الذي ينوي الرئيس (السوري بشار الاسد) القيام به”. وأضاف: “سيكون من هذه القوانين التشريعات الجديدة المتضمنة قانوناً بديلاً من قانون الطوارئ”، مشيرا الى ان “المشرعين الذي كلفوا وضعه على وشك الانتهاء منه وسيقدمونه قبل نهاية الاسبوع الى رئيس الدولة”. واشار الى ان الرئيس الاسد “ينوي دعوة عدد من وجوه المجتمع المدني الى تقديم ملاحظاتهم (على مشروع القانون) قبل تقديمه الى الحكومة التي ستقدمه الى مجلس الشعب لاقراره بعد الموافقة عليه
وكان الاسد قرر تأليف لجنة قانونية لإعداد دراسة تمهيدا لرفع قانون الطوارئ على ان تنهي اعمالها قبل 25 نيسان
وصدر قانون الطوارئ عام 1962 وطبق عند وصول حزب البعث الى السلطة عام 1963
الا ان المسؤول رفض ان يؤكد ما اذا كان قانون الاحزاب او قانون الاعلام يندرجان في اطار هذه المجموعة من مشاريع القوانين
في غضون ذلك، شهدت درعا استمرار الاضراب العام للمتاجر فيها. وقال ناشط حقوقي ان “عشرات المهندسين المعماريين تجمعوا امام مقر نقابتهم للمطالبة باطلاق المعتقلين”. واضاف ان “ممثلين للسلطات بدأوا بتوزيع تعويضات مالية تبلغ مليون ليرة (20 الف دولار) لعائلات الشهداء الذين قضوا خلال التظاهرة”، موضحاً ان “بعض العائلات قبلت بالتعويض الا ان أكثرها رفض”. واشار الى ان محتجين “أحرقوا منزل النائب علي عرفات في ناحية محجة التابعة لدرعا”، وهو الذي “كال المديح للاسد اثناء إلقاء كلمته امام مجلس الشعب
وافادت منظمات حقوقية ان السلطات السورية افرجت امس ايضا عن 48 شخصا غالبيتهم من الاكراد اعتقلوا على خلفية احداث عيد النوروز في الرقة في 21 اذار 2010
دعم تركي
وأبدت تركيا امس “دعمها ” للإصلاحات الجذرية المنتظرة من الرئيس السوري والتي من شأنها تعزيز ” الازدهار” في سوريا
وجاء في بيان رئاسي سوري ان “الرئيس بشار الأسد تحادث مع وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو حول الأحداث التي تشهدها سوريا، حيث أكد داود اوغلو دعم بلاده لجملة الإصلاحات التى بدأتها القيادة السورية
ونقل البيان عن دواود أوغلو “استعداد تركيا لتقديم كل مساعدة ممكنة من خبرات وإمكانات للإسراع في هذه الإصلاحات بما يساهم في ازدهار الشعب السوري وتعزيز أمنه واستقراره
وخلال الزيارة الخاطفة للوزير التركي لدمشق والتي استمرت ساعات “أعرب الأسد عن تقديره لحرص تركيا على امن سوريا واستقرارها وشدد على انفتاح سوريا للإفادة من تجارب الدول الأخرى وخصوصا تركيا وذلك لإغناء مشاريع القوانين التي وضعتها الجهات المختصة فى مجال الإصلاح
وابلغت مصادر مواكبة للزيارة “النهار” ان داود أوغلو “بحث بمزيد من التفاصيل بعد لقائه الأسد مع نظيره السوري وليد المعلم، في الأوضاع المستجدة في المنطقة والأحداث الأخيرة التي سقط فيها قتلى وجرحى في سوريا” من جراء التصرفات الأمنية الخاطئة مع المتظاهرين الذين خرجوا بالآلاف مطالبين بالحريات العامة والإصلاح الجذري وإلغاء الحياة الحزبية ذات اللون الواحد التي يحتكرها البعث الحاكم منذ نحو نصف قرن
القتال كرّ وفرّ في القصر الرئاسي ودعوة أفريقية إلى خروج آمن لغباغبو
لم تعد القوات الموالية للرئيس المنتخب لساحل العاج المعترف به دولياً الحسن وتارا على أبواب القصر الرئاسي، إذ دارت مواجهات داخله ساعات، بعد فشل المفاوضات مع الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو. وإذ طلب وتارا من مقاتليه اعتقال خصمه والحرص على عدم قتله، دعا رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينغا، كبير مفاوضي الاتحاد الأفريقي لساحل العاج، إلى تأمين خروج آمن لغباغبو إلى أنغولا وجنوب أفريقيا أو أي بلد آخر في القارة
وصرح الناطق باسم وتارا، أفوسي بامبا، بأن القوات الموالية له تمكنت من تجاوز أبواب القصر. وقال: “في الوقت الحاضر لم يعتقل غباغبو، لكن ذلك سيتم قريباً. لقد تجاوزوا الأسوار ولاحظوا أن القصر محصن بالأسلحة الثقيلة. الهدف الآن هو اعتقاله
لكن الناطق باسم المقاتلين الموالين لوتارا، إيف دومبيا، أقر لاحقاً بتراجع هؤلاء من القصر بعد تعرضهم لنيران كثفية وخوضهم مواجهات دامت ساعات، وهم يعدون لهجوم ثان
ولم ينف الناطق باسم الرئيس المنتهية ولايته، أهوا دون ميلو، تعرض القصر لهجوم، من دون أن يؤكد وجود غباغبو فيه، مكتفياً بالقول إنه في أبيدجان
وانتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون رفض غباغبو التخلي عن السلطة. وأكد مسؤول أميركي كبير فشل المفاوضات مع الرئيس المنتهية ولايته لإقناعه بالتنحي، الأمر الذي يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد العسكري
ودعا أودينغا وتارا و”الآخرين” إلى التفكير في تأمين مخرج آمن لغباغبو إلى أنغولا وجنوب افريقيا أو أي دولة أخرى
ويذكر أن لواندا أعلنت أنها لا تزال تعترف به رئيساً شرعياً
خفايا النهار
اسرار الآلهة
ذكّر نائب في قوى 14 آذار بقول سابق لنائب الرئيس السوري فاروق الشرع: “نحن لا نتدخل في لبنان ولو أردنا التدخل لحسمنا أي موضوع سريعاً
من المسوؤل
إتهم نائب حزباً فاعلاً بتغطية تمرد السجناء بعدما غطّى تجارة المخدرات في منطقته
لماذا
عمد شبان في بلدة جنوبية الى نشر “لوائح سوداء” بأسماء أشخاص يبيعون أراضي من غير أبنائها
السفير
الحكومة: «الشغل ماشي»… والنتائج مؤجلة «هزات ارتدادية» لأحداث «رومية»
بقيت الهزات الارتدادية لأحداث سجن رومية تتفاعل أمس، بعدما تكشفت عملية الاقتحام التي تمت ليل امس عن سقوط ضحيتين وعدد من الجرحى، فيما واصل الاهالي تنفيذ الاعتصامات وقطع بعض الطرق في بعلبك والهرمل وتعلبايا وغيرها، مطالبين بإصدار عفو عام عن أبنائهم
ولئن كانت انتفاضة السجناء قد قُمعت بالقبضة الامنية، إلا أن بذور تجددها وربما بشكل أخطر وأسوأ ما زالت مزروعة في غرف سجن رومية، بانتظار أن تصدق الدولة هذه المرة في تنفيذ وعودها المتكررة التي أطلقت دفعة جديدة منها، بعد اجتماع عقده رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري مع وزيري العدل إبراهيم نجار والداخلية زياد بارود وعدد من المسؤولين
وتمثلت الوعود بـ«تكليف الهيئة العليا للإغاثة بإعادة تأهيل سجن رومية، تكليف المفتشية العامة في قوى الأمن الداخلي بالتواصل مع أهالي السجناء، استحداث مكتب خاص للمفتشية في السجن لتلقي الشكاوى ومتابعة ضبط الإدارة فيه، إنشاء قاعة محاكمة قرب سجن رومية لتسريع المحاكمات في القضايا المهمة، والإسراع في إنشاء السجنين المقرر تشييدهما في كل من الشمال والجنوب». كما اتفق المجتمعون على «إحالة مشروع تعديل المادة 108 من قانون أصول المحاكمات الجزائية إلى الهيئة العامة في المجلس النيابي، لإقراره، وتجديد الدعوة إلى القضاة للإسراع في بت الأحكام
في هذه الاثناء، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود «أنه بات هناك إحكام كامل للسيطرة على كامل مباني سجن رومية». وأعرب عن أسفه لسقوط ضحيتين، مشيرا الى أن هناك تحقيقا تفصيليا بما حصل وستتخذ تدابير جذرية، «ولا مانع لدينا أن تكون هناك لجنة قضائية لتقصي حقائق ما حصل». واعتبر أن ما تحول اليه سجن رومية يؤكد أنه «كان في حالة جنون خلال 4 أيام
الوضع الحكومي
على الصعيد الحكومي، استمرت خطوط التواصل مفتوحة بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وقوى الأكثرية الجديدة، من دون أن تظهر حتى الآن بوادر ولادة وشيكة للحكومة، وإن كانت مصادر مطلعة أبلغت «السفير» أن تقدّماً ما سجل خلال الأيام القليلة الماضية، وأن هوّة الخلافات حول الأحجام التمثيلية للكتل وتوزيع الحقائب بدأت تضيق نسبياً، لكن الأمر ما زال يحتاج الى متابعة وجهد
وأشارت المصادر الى أن الوضع الإجمالي هو اليوم أفضل من السابق، سواء لجهة توافر النية بتجاوز العراقيل أو لجهة طرح صيغ محددة للبحث بعد فترة طويلة من الغموض، كاشفة عن وصول صيغ واضحة الى يدي العماد ميشال عون، بات يبنى عليها الأخذ والرد. ولاحظت أنه للمرة الاولى يجري نقاش جدي حول تركيبة الحكومة، لم يكن يحصل من قبل، لافتة الانتباه الى أن بعض المبادئ المتعلقة بها قد حسمت
وأكدت المصادر أن مقاربة الملف الحكومي من قبل المعنيين بالمفاوضات لا تُختزل بالحصص العددية، بل تتم على قاعدة السلة المتكاملة، لافتة الانتباه الى أن كلام الرئيس نبيه بـري حول وجوب تجاوز منطق الجبهات المتعارضة الى مفهوم الجبهة الوطنية يشكل المعادلة الأنسب للبحث
وخلصت المصادر الى القول: الشغل ماشي والامور تتقدم، ولكن لا مواعيد نهائية لتأليف الحكومة
رئيس الحكومة هو الضامن
من ناحيتها، قالت أوساط الرئيس ميقاتي لـ«السفير» إنه مرتاح لسير الأمور خلال اليومين الماضيين، لكنه لا يتوقع تشكيل الحكومة قريباً، نتيجة وجود بعض المسائل التي تحتاج الى معالجة
وأكدت الاوساط أنه لم يطلب كما تردد الثلث الضامن في الحكومة، «لأن رئيس الحكومة هو الضامن الأكيد دستورياً لكل الحكومة ولعملها، اذ بيده استقالتها وبيده توقيع المراسيم ولا يمر شيء من دون رأيه وموافقته
ولفتت الانتباه الى ان «الرئيس ميقاتي لم يدخل في أمر حجمه التمثيلي داخل الحكومة، وان كان لديه تصوره لما يريده لنفسه وللآخرين، وهو ما زال يعطي الوقت والمجال للاتصالات توصلا الى تدوير الزوايا ومعالجة كل ما يؤخر التشكيل بما يرضيه ويرضي كل الأطراف ويؤمن مصلحة المواطن
بري: ما يحصل مؤلم
في هذا الوقت، وجه الرئيس نبيه بري رسالة واضحة الى من يعنيه الأمر بقوله «ان الذي يحصل هو أكثر من مؤسف، هو مؤلم»، معتبراً خلال لقاء الاربعاء النيابي انه جرى التعاطي مع ملف تشكيل الحكومة «وكأن هناك جبهات، 8 آذار، وسطية، وجبهة نضال». وأشار إلى أن «كتلة التنمية والتحرير لم تعد في «8 آذار»، لأنه لم يعد هناك برأيي من وجود للثامن من آذار، ولا سيما بعدما أخذ النائب وليد جنبلاط بوصلته إلى قبلتها وأصبحنا في جبهة وطنية تضم كتلاً نيابية وكتلاً من خارج المجلس النيابي وشخصيات نيابية وشخصيات من خارج المجلس النيابي تؤمن كلها بوحدة لبنان وعروبة لبنان، وتنمية لبنان، وتحرير لبنان». وشدد على أن الثقة يجب أن تحكم كل الجهات المشاركة في تأليف الحكومة
استجابة لمطالب رجال دين ولقاء مع وجهاء حلب وجلسة استثنائية للبرلمان سوريا: دعم خارجي للإصلاح… وخطاب جديد للأسد
استكملت دمشق على ما يبدو بناء شبكة الأمان الخارجية القائمة على دعم تحركات قيادتها السياسية، فيما لا تزال وتيرة هذه التحركات تجري على مستويين، الأول تلبية مطالب لشرائح محدودة من السوريين، والثاني العمل على تشريعات ترضي الشريحة الأكبر، وتنقل سوريا من مرحلة انتظار الإصلاحات، إلى مرحلة تطبيقها
وفي هذا السياق تلقى الرئيس السوري بشار الأسد عدة رسائل داعمة، أبرزها تلك التي جاءت من تركيا، بعد أن خيمت غيوم الشك بين الجارين الصديقين، حيث أكد مبعوث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تقف إلى جانب سوريا ومستعدة لتقديم المشورة في المسيرة الإصلاحية. كما برز أيضا اتصال الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف للغرض ذاته، وتلقى رسالة من الرئيس السوداني عمر البشير مشابهة أيضا. وعلى هذا الصعيد قال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي إن غالبية المطالب التي تقدم بها وفد كبير من علماء الدين في دمشق تحققت، مشيرا إلى أن الأسد سيتحدث مجددا للشعب
واستقبل الأسد، في دمشق أمس، وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي أكد «دعم بلاده لجملة الإصلاحات التي بدأتها القيادة السورية
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الوزير التركي، الذي التقى نظيره السوري وليد المعلم، أبدى «استعداد بلاده لتقديم كل مساعدة ممكنة من خبرات وإمكانيات لتسريع هذه الإصلاحات، بما يساهم في ازدهار الشعب السوري وتعزيز أمنه واستقرار
بدوره أعرب الأسد «عن تقديره لحرص تركيا على أمن سوريا واستقرارها. وشدد على انفتاح سوريا للاستفادة من تجارب الدول الأخرى، وخصوصا تركيا، وذلك لإغناء مشاريع القوانين التي وضعتها الجهات المختصة في مجال الإصلاح
وكان بيان أصدرته وزارة الخارجية التركية في 3 نيسان الحالي أشار إلى إيلاء تركيا «الاهتمام بأمن واستقرار ورفاهية الشعب السوري بالقدر نفسه الذي توليه لشعبها وعدم قبولها لأي سلوك أو تصرف يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سوريا، أو يلحق الأذى بإرادة الإصلاح فيها». وجاء البيان كما بات معروفا إثر استضافة اسطنبول لمؤتمر صحافي لمرشد الإخوان المسلمين في سوريا رياض الشقفة أعلن فيه وقوف الحركة خلف بعض الاحتجاجات في سوريا
وذكرت وكالة «الأناضول» أن داود اوغلو بحث مع رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل سبل تحقيق المصالحة بين حماس وفتح لضمان وحدة الفلسطينيين
وفي سياق مشابه، تلقى الأسد اتصالاً هاتفياً من ميدفيديف «جرى خلاله بحث تطورات الأوضاع في المنطقة، وخصوصاً الأحداث التي شهدتها سوريا مؤخراً». وأعرب الرئيس الروسي، وفقا لـ«سانا»، عن دعم موسكو «لمسيرة الإصلاح التي تشهدها سوريا، وخصوصاً الإجراءات التي قامت بها القيادة السورية في الأيام القليلة الماضية بما يعود بالخير والنفع على الشعب السوري
كما تسلم الأسد رسالة من البشير نقلها وزير العدل السوداني محمد بشارة دوسة تتعلق «بتطورات الأوضاع في السودان وتؤكد وقوف السودان إلى جانب الشعب والقيادة السورية في مواجهة محاولات زعزعة أمن سوريا واستقرارها ودعم الجهود التي تبذلها القيادة السورية في مسيرة الإصلاحات
وعلمت «السفير» في هذا السياق أن الأسد التقى أمس وفدا من علماء الدين والأهالي من مدينة حلب في إطار «مناقشة الأوضاع العامة» في البلاد مع فعاليات اجتماعية وفكرية
من جهة أخرى، قال العلامة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي إن القيادة السورية استجابت لاقتراحات تقدمت بها القيادات الدينية وتتلخص «بمنح المزيد من الحريات والإصـــلاح ومكافــحة الفساد وإنهاء حكم الحزب الواحـد
وقال البوطي، في حديث ديني بثه التلفزيون السوري أمس الأول، إن القيادة السورية استجابت للكثير من المطالب التي تقدمت بها مجموعة من رجال الدين. وعدد من بين هذه المطالب إعادة كل المنقبات اللاتي تم فصلهن من عملهن بسبب النقاب (حوالى 1200)، ومرسوم تأسيس معهد الشام العالي للدراسات الشرعية، وتعليمات بفتح قناة فضائية دينية «ترعى الإسلام الحق الذي لا يميل لا للشرق ولا للغرب». كما أشار إلى دراسة أوضاع المهندسين والمهندسات اللاتي أبعدن عن المحافظات
وقال إن الأسد أخبره أنه سيتوجه للسوريين بخطاب آخر، بعد أن ظهر أن غموضا شاب رسالة الإصلاح. وأضاف أن المسألة ليست مسألة مشاريع مراسيم، بل مراسيم تصدر ولكن تنتظر أن تنفذها اللجان بسبب الاعتبارات القانونية، موضحا أن البلاد ستشهد انفتاح حريات كثيرة، ولا سيما حرية الإعلام
وأعلن أمس عن إغلاق كازينو «المحيط» الذي كان تم افتتاحه في دمشق في كانون الأول الماضي، والذي كان رجال الدين احتجوا عليه
إلى ذلك، (أ ف ب، أ ب، رويترز) قال مسؤول سياسي سوري إن البرلمان «سيعقد جلسة استثنائية من 2 إلى 6 أيار يتم خلالها إقرار سلسلة من القوانين ذات الطابع السياسي والاجتماعي، والتي تندرج ضمن برنامج الإصلاح الذي ينوي الرئيس القيام به». وأضاف «سيكون من بين هذه القوانين التشريعات الجديدة المتضمنة قانونا بديلا عن قانون الطوارئ»، مشيرا إلى أن «المشرعين الذين كلفوا بوضعه على وشك الانتهاء منه وسيقدمونه قبل نهاية الأسبوع (الحالي) إلى رئيس الدولة
وذكرت منظمات حقوقية، في بيان، إن السلطات السورية أفرجت عن 48 شخصا، غالبيتهم من الأكراد، اعتقلوا على خلفية أحداث عيد «النوروز» التي وقعت في الرقة في 21 آذار العام 2010
وقال وزير الخارجية المجري سولت نيميت، الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي نصف السنوية، إن «وعود الإصلاح في سوريا ليست على مستوى الطموحات وغير واضحة المعالم»، مطالبا بوقف أعمال العنف ضد المتظاهرين في الحال
وطالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأسد بأن يأمر قوات الأمن بالكف «فورا» عن استخدام القوة «المميتة غير المبررة» ضد المتظاهرين، وبفتح «تحقيق مستقل وشفاف» لمحاسبة المـسؤولين عن هذه الانتهاكات
واستنكرت ست منظمات حقوقية سورية، في بيان، «استمرار السلطات السورية باستعمال العنف المفرط في تفريق الاحتجاجات السلمية الواسعة في عدة مدن ومناطق سورية، والتي أدت لوقوع العشرات من الضحايا، وقيام السلطات السورية باعتقالات تعسفية بحق العشرات». والمنظمات الموقعة على البيان هي «المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان»، و«اللجنة الكردية لحقوق الإنسان» (الراصد)، و«لجان الدفاع عن الحريات الديموقراطية وحقوق الإنسان»، و«منظمة حقوق الإنسان»، و«المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة» و«المنظمة العربية لحقوق الإنسان
عيون
يقوم رئيس شركة وطنية كبرى بزيارات للمسؤولين لوضعهم في أجواء الخسائر التي لحقت بالشركة من جراء الوضع اللبناني الداخلي وتطورات المنطقة وتراجع حركة السياحة
قال مرجع معني انه كان ينبغي التنبه لملف «اللبناني الكندي» منذ توقيف أحد عملاء إسرائيل في العام الماضي
لاحظت مصادر مالية ان عودة السلطات المالية اللبنانية لإصدار سندات الخزينة الطويلة لـ7 سنوات هي محاولة لإغراء المصارف بزيادة اكتتاباتها لتسديد المستحقات التي تفوق 20 ألف مليار ليرة لعام 2011
المستقبل
الحريري: مشروعنا عودة الدولة بإنهاء وصاية سلاح “حزب الله”
انتهى تمرّد سجن رومية ولم ينتهِ. وبرغم تمكن الجيش وقوى الأمن الداخلي من قمع عملية الشغب إلا أن مجريات أمس أوضحت أن مسلسل الصخب المفتعل الذي يملأ الفراغ السياسي في لبنان مستمر، وهو يعمق الهواجس المتعددة في بلد مأزوم أصلاً، لكنه يقدم الهاجس الأمني على ما عداه، إذا ما عُطف على مسلسل الاهتزازات والاختراقات الأمنية التي تشهدها البلاد في الفترة الأخيرة. وما يزيد من خطورة ذلك، هو التوظيف السياسي المفضوح لكل ما يجري. في وقت رصدت مجموعة مواقف لافتة من مسألة تشكيل الحكومة، عكست ما يوحي بأن التباين داخل مكونات بيت الأكثرية المزوّرة بلغ حداً مهماً من التشظّي والاختلاف، إعلامياً على الأقل وسياسياً وتنظيمياً على الأكثر
في موازاة ذلك، عاد رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ليضع اليد على الجرح، وليحّدد بوضوح تام مكامن الخطر الفعلي على لبنان وسِلمه الأهلي، وليحسم الجدل في شأن التطور الخاص بالحكومة ورئاستها. إذ إنه أكد في عشاء قطاع المهندسين في “تيار المستقبل” مساءً في “البيال” أن “برنامجنا السياسي لهذه المرحلة ليس العودة الى الحكومة، بل عودة الدولة الى لبنان، بعودة حصرية السلاح الى الدولة وبإنهاء وصاية السلاح غير الشرعي ومن ضمنه سلاح حزب الله على الحياة السياسية الوطنية
وشدد على أن الأمر “لا يتعلق بالمقاومة، فهذه عنوان وطني وحق لنا، أي لجميع اللبنانيين من دون استثناء ضمن الدولة وتحت رايتها وإمرتها، لأن الدولة ترعى مصالح الجميع وتنهي استخدام عنوان المقاومة ذريعة للاعتداء على الدستور وتهديد اللبنانيين في أمنهم واستقرارهم واقتصادهم، وتعطيل الديموقراطية اللبنانية التي أثبتت التطورات من حولنا أنها عنوان نجاح لبنان ونظامنا وحرياتنا وقدراتنا
وأكد الحريري “أن هذا لا يعني أننا لا نتحمّل ولن نتحمّل مسؤولياتنا الوطنية، ولن يكون آخرها الجهد الذي نبذله مع الأصدقاء في العالم لإنقاذ أهلنا في ساحل العاج من تبعات القرارات السياسية الخرقاء التي اتخذت خارج إرادة الدولة، كما نعمل مع أشقائنا في الخليج عموماً وفي البحرين خصوصاً لإزالة تداعيات الاصطفاف غير المسؤول وغير المبرّر والذي لا علاقة له بالوطنية اللبنانية أو القومية العربية التي نفجر بانتمائنا إليها، وإنما هو انتساب للمشروع الإيراني الذي قلت عنه بوضوح وأكرّر إنه محاولة مرفوضة، وغير ناجحة بإذن الله لوضع اليد على لبنان وعلى المنطقة العربية
وقال إن اللبنانيين “قرروا بعد اتفاق الطائف أن يخرجوا من حلبة الحروب الأهلية، وهم لن يغفروا لأي جهة أو فئة أو حزب يعمل على تغذية جرثومة الانقسام بين اللبنانيين. جرثومة الانقسام هي السلاح غير الشرعي. جرثومة الفوضى هي السلاح الموجود في أيدي الأفراد والمجموعات والبؤر التي لا سلطة للدولة فيها أو عليها. جرثومة الخراب هي السلاح
شغب السجن
الى ذلك، فقد أنهت القوى الأمنية حركة التمرد في سجن رومية بعدما اقتحمته إثر فشل المفاوضات مع السجناء، لكن عمليات الكر والفر تمددت بين أهالي الموقوفين وعناصر الأمن أمام مدخل السجن، حيث اعتصم ذوو السجناء وقطعوا الطريق الرئيسي بوضع حواجز حديدية، وعمدوا إلى رشق القوى الأمنية بالحجارة والزجاجات الفارغة. في وقت واصلت العناصر الأمنية داخل السجن حملة تفتيش واسعة لضبط الممنوعات من مخدرات وأدوات حادة وهواتف خلوية، كما أجرت عملية ترتيب للسجناء وتغيير أمكنة إقامتهم إثر المواجهات التي أسفرت عن مقتل السجين روي عازار، الذي حاول إعادة قنبلة صوتية كانت رمتها العناصر الأمنية التي كانت تعمل على إنهاء التمرد، في اتجاهها، فانفجرت به وقتل على الفور كما أصيب 9 سجناء آخرين إضافة الى 4 عناصر من قوى الأمن الداخلي بإصابات طفيفة. كما وجد السجين جميل بوعنة جثة هامدة داخل زنزاته
رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ترأس اجتماعاً أمنياً عدلياً في بيت الوسط شارك فيه وزيرا الداخلية زياد بارود والعدل ابراهيم نجار، وأكد المجتمعون أن “أمن السجون خط أحمر لا يمكن تجاوزه”، وأعطى التعليمات للقوى الأمنية والجيش “لضرورة ضبط الأمور بصورة حازمة
واتخذ المجتمعون حزمة من الإجراءات من بينها تكليف الهيئة العليا للإغاثة إعادة تأهيل سجن روميه ومفتشية قوى الأمن، التواصل مع أهالي السجناء، ومتابعة تركيب شبكة كاميرات مراقبة مربوطة بغرفة مركزية في سجن روميه، وتأمين سيارات سوق السجناء إضافة الى إقامة قاعة محاكمة قرب سجن رومية لتسريع المحاكمات
واعتبر نجار أن “مسألة العفو العام مسألة شائكة جداً تتطلب درساً وتتطلب النظر في تفاصيل ما يعنى بالعفو العام”، وقال إن “هذه مسؤولية تقع أولاً وآخراً على مجلس النواب
وأبلغت مصادر أمنية رفيعة المستوى “المستقبل”، أن ما فعلته السلطات المختصة في سجن رومية هو “وضع حد لمرحلة إدارة السجن بالتراضي وتبويس اللحى
14 آذار
سياسياً، أكدت قوى 14 آذار أن “الحوادث الأمنية المتلاحقة، تشكل رسائل سياسية من جهات في الداخل وفي الخارج تكرر استخدام لبنان صندوق بريد في محاولة لمقايضة الأمن بالسياسة”، لافتة الى أنّ “هذه الأحداث تؤكد صحة مطالبتها بإنهاء السلاح غير الشرعي
وإذ حمّلت “قوى 8 آذار مسؤولية الأزمة المتمادية والتي يعود أصلها الى الإنقلاب الذي نفذه هذا الفريق على الشرعية والمؤسسات الدستورية”، حذرت من أن “يكون تعطيل الدولة جزءاً من خطة الدويلة
التشكيل
على صعيد آخر، رأى رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن “قوى الثامن من آذار، بعدما أخذ النائب وليد جنبلاط بوصلته الى قبلتها تحولت الى جبهة وطنية تضم كتلاً وشخصيات من داخل المجلس النيابي وخارجه، ولكنها وللأسف تتعاطى كجبهات مع ملف تشكيل الحكومة”، واعتبر أن “الذي يحصل هو أكثر من مؤسف، هو مؤلم، وسأبدأ بجهتي، فقد جرى التعاطي مع الملف كأن هناك جبهات، 8 آذار، وسطية، وجبهة النضال”، وقال “الحقيقة إن كتلة التنمية والتحرير لم تعد في 8 آذار لأنه لم يعد هناك في رأيي من وجود للثامن من آذار
بدوره، اعتبر الرئيس سليم الحص في تصريح أنه “لم يعد من المجدي لوم السياسيين على مسؤوليتهم عن الأزمة الحكومية المتمادية، فالمسؤول أولاً وآخراً هو الرئيس المكلف”، وتوجه إلى ميقاتي بالقول “لقد استمعت إلى كل طرف من الأطراف السياسية وأخذت من الوقت ما يتطلبه ذلك، فعلام الانتظار. أما آن الأوان كي تحسم أمرك وتؤلف الحكومة وليكن ما يكون
كما كان لافتاً، ما تمناه النائب السابق إيلي الفرزلي بعد لقائه الحص، من أن لا تكون المصالح الاقتصادية والمالية للرئيس المكلّف، والمنتشرة على مستوى الكرة الأرضية هي الآسر العملي والضابط لإيقاع تحركه في الداخل
“ثورة .. ثورة حتى العفو” .. وأفضلية المشاغبة للنساء ،الأهالي يفجرون غضبهم بوجه قوى الأمن والحلول لا ترضيهم
هو هدوء ما بعد العاصفة في سجن رومية او ما قبلها.. فالامر سيان مع تواصل احتجاج اهالي السجناء امام المبنى. فالطريق الى المكان ينبئ بالهدوء حيث تغادره شاحنات الجيش اللبناني، فيما المشهد المباشر ينذر بعاصفة. وينقسم المشهد شطرين: الاول يحده حاجز حديدي تقف وراءه عناصر قوى الامن الداخلي اللبناني، والثاني لا يحده سوى الصخور والحجارة والحواجز الحديدية المتنقلة التي وضعها اهالي المسجونين لقطع الطريق المؤدي الى بلدة رومية حيث يقطن العديد من اللبنانيين
الصورة وعلى الرغم من هدوئها الطاغي في لحظات الظهر، الا ان قوى الامن استعدوا لأي اعمال شغب قد تستهدفهم، فحملوا دروعا تحميهم من الحجارة وما شابه. اما الاهالي فمنغمسون في التحضير للحملة التي اعدوا لها عدة للدفاع عن اولادهم والمطالبة لهم بالعفو العام، مهما كانت التهمة التي ادخلوا السجن بسببها. والعدة هي لافتات ورسوم كاريكاتورية زرعوها الى جانب الحاجز الحديدي وحجارة وصخور من الجدار المقابل للسجن وعبوات مشروبات غازية وادوية للربو هي ما تنقص ابن السيدة المسجون التي لم تكف عن الشرح بأنه يحتاجها وانه سيموت من دونها. همّ واحد كانت تحمله مع العديد من الامهات “بدنا نطمئن اذا بعدون عايشين”. والكل يسأل الاعلامية غادة عيد ان تحاول الدخول الى السجن، حتى قررت الاخيرة ان تدخل الادوية لمن يحتاجها وحملت همومهم الى الداخل وهم في الخارج ينتظرون الحلول
لكن الحلول مهما كانت لا ترضيهم، فهم لا يريدون سوى إخلاء سبيل غير مشروط لأولادهم. ولا يكسر الاصرار على مطالبتهم سوى مرور سيارات المواطنين الذين يقطنون في المنطقة، فيعودون ادراجهم وهم لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يحدث. ويظهر الانفعال على وجوه المتظاهرين، حين يلمحون سيارات قوى الامن متوجهة الى الداخل. وكأن سياراتهم نقطة التحول من المطالبات المحقة الى التصرفات المشاغبة والتي يرافقها الكلام البذيء وصفات موجهة الى رجال امن كانوا مسؤولين عن التحقيق مع المساجين. ثم يتحولون الى الهدف الاساسي اي عناصر قوى الامن المتواجدين داخل المبنى قائلين: “منعرفكن واحد واحد يا معلومات”. ثم يتوجهون الى الدولة مرددين: “يا حكومة ويا ثوار بدنا العفو للشباب”، ويحضّرون الشعارات الارتجالية “ثورة ثورة حتى العفو”، وشبّه احد المحتجين سجن رومية بسجن “غوانتانامو” فكتب على لافتة “غوانتانامو لبنان في رومية”. واللافت ان الاهالي الذين يطالبون بالاطمئنان على ابنائهم يتصلون بهم هاتفيا ويتحدثون معهم مباشرة
بين الحين والآخر تحاول السيارات المرور من المكان، وينجح عناصر قوى الامن اخيرا في إزالة الحواجز ورميها الى جانب الطريق، الا ان المحتجين فكوا حائط الدعم المواجه لمبنى السجن ووضعوا حجارته الكبيرة وسط الطريق، ولم تتردد الامهات المحتجات من الجلوس على غطاء محرك السيارات لمنعها من التحرك. فجأة ومن وسط الزحمة، تم إخلاء سبيل علي سويد من قسم الاحداث مؤكدا انه امضي 3 ايام من دون اي طعام، لكنه قال ان احدا لم يضرب المساجين، واشار رائد في السجن الى انه سيتم اخلاء سبيل 5 او 6 سجناء. ويقول احد عناصر جمعية “عدل ورحمة” ان “الموضوع مضخم كما يصوره اهالي السجناء والواقع ان هناك تدقيقاً وصعوبة في التواصل مع المسجونين بالاضافة الى تأخير في المحاكمات
كلام وعبارات تتردد على ألسنة الاهالي كلها تتهم المسؤولين في الدولة عما آل اليه الوضع في السجن فقالت احداهن “كلُّن نايمين من بري ونزول وميشال عون مش طالع منو شي وبارود مش طالع بإيدو شي”. بعدها افترشوا الطريق، وطلبوا شاحنة صغيرة فيها دواليب لاشعالها، الا ان قوى الامن اخرجت الشاحنة من المكان ما اضطر المحتجين الى البحث عما يشعلونه. فأتوا بكرتونة تحتوي على نفايات وأشعلوها وصرخ احد الرجال من المحتجين “خلّوا النسوان يقربوا ويكبوا ويحرقوا”. وهكذا كان فالتعليمات وصلت وبدأت النساء برمي ما هبّ ودبّ من النفايات الموجودة داخل الكرتونة، واقتربت احداهن من العناصر الامنية المصطفة وراء الحاجز الحديدي وراحت تصيح “انتم خنازير ويهود” وترمي في وجههم عبوات المشروبات الغازية. في الوقت نفسه كانت احداهن تكسر الحجارة الكبيرة الى صغيرة وتجمعها وبدأت برميها على العناصر التي هبت للدفاع عن نفسها، على الرغم ان قوى الامن لم تكن تريد ان تكون طرفا في الصراع، الا انها ارادت الحفاظ على الهدوء، بحسب احد المصادر. واشار ماجد يونس الذي أُخلي سبيله بعد علي سويد ان العناصر الامنية ضربتهم في الليل وقطعت عنهم الاكل لأنهم احتجوا
واعتقد كثيرون ان كل هذه المعمعة ستنتهي حين تخرج غادة عيد من داخل السجن ومعها اخبار مطمئنة. الا ان ردة فعل المحتجين لم تستكن. فلحقوا بها وسألوا عن ابنائهم، فذاعت لهم اسماء السجناء من الجرحى والمتوفين. في مستشفى بيروت الحكومي: محمود الفوعاني، علي حسين نون، فهد المصري، محمد ابراهيم، حسين علي ابراهيم. وفي مستشفى ضهر الباشق: حسين مرتضى، وسيم علام، ناصر علي درويش، علي محمد مندو، عباس مصطفى محيي الدين، حسين حرب، علي قاسم خليل. وفي الجعيتاوي: محمود فواز ومحمود خالد عبود. اما الضحيتان فهما روي عازار الذي قضى بسبب التقاطه قنبلة مسيلة للدموع وجميل ابو عنة الذي قضى بعد نوبة قلبية لأنه لم يتناول دواء السكري
الصدمة كانت كبيرة على بعض الاهالي فتوجهوا الى المستشفيات للاطمئنان على صحة ابنائهم المصابين. الا ان كثيرين قرروا النوم امام مبنى السجن، حتى يأتي النواب والوزراء ويتفقدوا اوضاع السجن ليحرسوا الحجارة والحواجز الحديدية التي قطعوا بها الطريق الذي بات مفروشا بزجاج السيارات المحطم. كما احتجزوا الاهالي بعد مبنى السجن. فهل يعرف الهدوء الى رومية سبيلا
هجمات توقف إنتاج النفط شرقاً و”الأطلسي” يعد بمساعدة مصراتة واشنطن تطالب القذافي بالرحيل وباريس تحذر من “المأزق الليبي”
قالت واشنطن في رد جوابي على رسالة وجهها العقيد معمر القذافي إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن الأخير “يعرف ما عليه أن يفعل..، عليه أن يتنحى ويغادر ليبيا”، حسب تصريح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مساء أمس، فيما أعلن البيت الأبيض أن وقف النار ضد النظام الليبي مرتبط بوقف العنف “فعلاً لا قولاً” ضد المدنيين
وفيما حذرت باريس من غرق حلف الأطلسي في “المأزق الليبي”، وعد الحلف الذي انتقده الثوار الليبيون أول من أمس، بحماية سكان مدينة مصراتة غرب ليبيا التي تتعرض لقصف قوات القذافي، وقال متحدث باسم المعارضة الليبية إن الانتاج في حقول نفطية في شرق ليبيا يسيطر عليها المعارضون المسلحون توقف بعد أن تعرضت لهجمات أمس وأول من أمس من قوات القذافي
وسائل إعلام أميركية نقلت عن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن أوباما تسلم رسالة من القذافي يطلب فيها وقف إطلاق النار ضمن إطار عمليات التحالف الدولي ضد ليبيا، مشيراً الى أن الرسالة ليست الأولى
وشدد كارني على أن وقف إطلاق النار مرتبط “بالأفعال وليس الأقوال” وعلى الأخص وقف استخدام العنف ضد المدنيين وسحب قوات القذافي من المدن المحاصرة
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قوله إن الرسالة لم تتضمن أي عرض للتفاوض أو التنحي، وإن واشنطن لا تأخذها على محمل الجدّ
وكانت وكالة الأنباء الليبية ذكرت في وقت سابق أمس أن القذافي وجه رسالة إلى أوباما في “أعقاب انسحاب أميركا من التحالف العدواني الاستعماري الصليبي ضد ليبيا”، في إشارة إلى تولي قوات حلف الأطلسي قيادة الهجمات على ليبيا
وكان القذافي وجه رسالة إلى أوباما الشهر الماضي قبل بدء الحملة العسكرية
وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إن حلف شمال الأطلسي قد يدخل في مأزق في ليبيا لأن القذافي صعّب على الحلف العسكري تجنب قتل المدنيين. وقال في حديث مع محطة “فرانس إنفو” الإذاعية، “طلبنا رسمياً ألا تكون هناك أضرار جانبية على السكان المدنيين.” وأضاف “من الواضح أن هذا يزيد صعوبة العمليات
وتابع أنه سيناقش الأمر خلال بضع ساعات مع رئيس الحلف وأضاف “الوضع غير واضح. هناك خطر الدخول في مأزق يصعب الخروج منه”، ومضى “الوضع في مصراتة لا يمكن أن يستمر.” وتقصف قوات القذافي مصراتة المدينة الوحيدة في الغرب الليبي الصامدة في وجهه منذ أسابيع
وأبدى الأميرال ادوار جيو قائد القوات الفرنسية المسلحة احباطه إزاء وتيرة عملية الحلف لحماية المدنيين
وقال في حديث لمحطة “أوروبا 1” الإذاعية، “أود أن تسير الأمور بخطى أسرع لكن كما تعلمون جميعاً، فإن حماية المدنيين تعني عدم القصف بالقرب منهم”. وأضاف “هذه بالتحديد هي الصعوبة في الأمر
وفي مسعى لتخفيف الوطأة على المعارضة، قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أمس إنه سيكون بمقدور الثوار الليبيين إرسال امدادات من طريق البحر الى سكان مصراتة المحاصرة. وأضاف في حديث لإذاعة “فرانس انتر” إن التحالف الدولي “رأى أن سفناً تابعة للثوار يمكن أن تبحر من بنغازي لنقل المواد الغذائية والإمدادات الأخرى لمصراتة”. وتابع “في وقت سابق كان الحظر يقضي بعدم السماح لأي سفينة بإمداد أي مدينة
وقال لونغيه إن “الوضع في مصراتة صعب للغاية(…) سنتأكد من أن تأتي المساعدة من بنغازي وأن لا تتمكن الوسائل العسكرية للقذافي من منعها في أي وقت من الأوقات” مؤكداً أنه يتفهم “نفاد صبر الثوار
ورفض قائد في حلف الأطلسي أمس تشكيك المعارضة الليبية بنيات الحلف
وقال الأميرال نائب قائد عمليات حلف شمال الأطلسي في ليبيا راسل هاردينغ إنه ما من سبب يدعو المعارضة الليبية لعدم الثقة في دعم الحلف لها. وقال: “أنا لا أنتقد أحداً، ألا يسمعنا أو يرانا أحد في منطقة أو اثنتين ويمكنني أن أفهم كيف يمكن أن يؤدي هذا إلى انعدام ثقة
وبررت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي كارمن روميرو الأمر بقولها: “الموقف على الأرض يتطور دائماً. قوات القذافي تغير تكتيكاتها باستخدام مركبات مدنية وإخفاء الدبابات في مدن مثل مصراتة واستخدام دروع بشرية للاختباء وراءها
وكان قائد قوات المجلس الوطني الانتقالي عبد الفتاح يونس اتهم حلف شمال الأطلسي بالبطء الشديد في إصدار أوامر بشن غارات جوية لحماية المدنيين مما يتيح لقوات القذافي قتل المواطنين في مدينة مصراتة المحاصرة
ميدانياً، أكد المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي مصطفى الغرياني أن التراجع الميداني الذي حصل الثلاثاء على جبهة البريقة حيث خسر الثوار نحو 30 كلم في مواجهة قوات القذافي لا يثير القلق. وقال “في هذا النوع من حروب الصحراء المتبدلة جداً، التقدم 20 كلم ثم التراجع 20 كلم أمر طبيعي. قواتنا على حدود البريقة، ميليشيات القذافي موجودة داخل المدينة والمعارك تتواصل
وأقر بإنه من الصعب على الثوار مواجهة مستوى التسليح الموجود لدى قوات القذافي. وقال “إنهم يهددون اجدابيا (المدينة المجاورة)، إلا أننا نأمل أن تصميمنا وخصوصاً الحلف الأطلسي سيمنعهم من القيام بذلك
وقال المعارضون الليبيون إن قتالاً عنيفاً اندلع مع قوات القذافي على طريق ساحل البحر المتوسط، بعد أن تلقت قوات القذافي إمدادات وتحركت شرقاً خارج ميناء البريقة النفطي
ومنع الصحافيون أمس من التوجه غرباً من أجدابيا، ما جعل من الصعب الوصول إلى مناطق القتال
وقصف الطيران البريطاني ست آليات مدرعة وست دبابات للجيش الليبي في مدينتي مصراتة وسرت الساحليتين
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس أن طائرات من طراز “تورنادو” ألقت أمس صواريخ “ضد أهداف عسكرية في منطقتي مصراتة وسرت. وأصيب ما مجموعه 12 هدفاً: ست آليات مدرعة وست دبابات
وقال متحدث باسم المعارضة الليبية أمس إن الانتاج في حقول نفطية في شرق ليبيا يسيطر عليها المعارضون المسلحون توقف بعد أن تعرضت لهجمات من القوات الموالية لمعمر القذافي
وأبلغ المتحدث عبد الحفيظ غوقة الصحافيين في بنغازي أن حقول النفط في مسلة والواحة أصيبت في قصف مدفعي شنته قوات القذافي يومي أمس وأول من أمس
وأضاف قائلاً “حقول النفط هذه هي التي تضخ النفط الي طبرق، وقد توقفت عن الضخ اليوم
وتقع هذه الحقول في الصحراء على بعد مئات الكيلومترات الي الجنوب من بلدة أجدابيا التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون. ويحاول المعارضون استئناف الصادرات النفطية لجمع إيرادات لتمويل انتفاضتهم
وقال غوقة إن قوات القذافي قصفت الحقل 103 في الواحة أمس، وحقل مسلة الثلاثاء بعد هجوم سابق هناك في مطلع الأسبوع
وأضاف قائلاً “هذه الحقول النفطية هي التي تضخ النفط إلى طبرق. ما نقوم بتسويقه هو ما لدينا في الاحتياطي في طبرق. لدينا مليون برميل