أكد عضو “تكتل التغيير والاصلاح” النائب نبيل نقولا في حديث تلفزيوني، “أن التيار الوطني الحر وخصوصا العماد ميشال عون لم يهدد بالخروج من الحكومة بسبب مشروع الكهرباء، بل خيارنا عندما قبلنا الانضمام الى الحكومة كان من أجل تغيير وإصلاح داخل الإدارة، وإذا كنا نريد أن نكون من ضمن النظام الذي كان سائدا من فساد وإهدار، من دون الاهتمام بشؤون المواطن الحياتية والانمائية، فنحن نعتبر حينها أن مكاننا ليس داخل الحكومة، والقصة ليست تهديدا بل هي خيار، بحسب إيماننا وعقيدتنا، وإذا كان هناك أشخاص يطلقون كلمات ويغشون الشعب، فنحن لسنا من هذه الطينة، وإذا لم نستطع تحقيق المشاريع الانمائية التي وعدنا الناس بها، فمن الافضل أن نعود الى منازلنا كي نكون صادقين مع أنفسنا والاشخاص الذين وعدناهم”.
وقال: “على كل شخص أن يتخذ الموقف الذي يناسبه، لان هذا قرارنا وخيارنا، فإما أن تحصل عملية الاصلاح والتغيير في البلد، وإما فلنعد الى مواقعنا، لان الكراسي لا تستهوينا، بل يهمنا أن يكون للمواطن حياة كريمة ويحصل على جزء من حقوقه التي وعدناه بها. وإذا كنا داخل الحكومة ولم نحقق أي شيء فماذا نكون قد أعطينا للمواطن؟ نكون فقط نغشه ونضحك عليه. لا يجوز أن نطالب بحقوق المواطن وهو يدافع عن بعض الاشخاص الذين أكلوها منذ عشرين عاما”.
وأضاف: “حقوق المواطن ليست سياسية أو فئوية، بل أساسية وبديهية، وعلى كل مواطن أن يحصل عليها، وإذا كان لا يريد أن يتحرك ويتخذ قراره بنفسه، فأعتقد أننا لا نستطيع وحدنا أن نصنع له شيئا”.
واعتبر أنه “لو كان الانتقاد على خطة الكهرباء لقلنا لنبحث عن خطة بديلة، ولكن الحديث عن الشفافية كلام لا يوجه الينا، لان تاريخنا يثبت عكس ذلك، فلا يتهمنا أحد بعدم الشفافية، وخصوصا عندما نعلم أن مشروع الكهرباء سيخضع للرقابة المسبقة ولمراحل عدة، ولا يمكن أن يكون غير شفاف. ليكن معلوما عند الجميع اننا لسنا من هواة الكراسي، وما نفعله في المستقبل يبقى ضمن خططنا ونظرتنا الى الحكم”.
ورأى “أن عرقلة خطة الكهرباء من دون أن يكون هناك بديل منها كيد سياسي يمارسه فريق استأثر بالحكم طيلة اعوام”.
وقال: “السجون في لبنان في غالبيتها ورثناها من أيام الفرنسيين ولم تحصل أي عملية تحديث لها، فكيف يمكن ان يعيش السجين اليوم كما كان الامر منذ سبعين عاما؟ من المفروض ان تعود الحالة الانسانية الى السجون، الجميع يخطئ ويجب أن يعامل بإنسانية. ما يتكلم به العماد عون هو حقوق المواطن، وبالنسبة الى النسبية، فقد اتهمنا المرة السابقة عندما طالبنا بقانون انتخابي يعود الى العام 1960، بأننا نعيد البلد 50 عاما الى الوراء، ونتحدث اليوم عن النسبية لأنها تشجع نشوء الاحزاب وتدعم الانصهار اللبناني بشكل أفضل، ولا ينتخب حينها المسيحي من المسيحيين والمسلم من المسلمين، مما يساعد على نشوء أحزاب لا طائفية، وعلى هذا الأساس نبني الدولة المدنية العصرية ويفضح الذين يتكلمون عن إلغاء الطائفية”.
وذكر بأن “العماد عون دخل الحكومة من أجل التغيير والاصلاح، واذا كانت هذه الحكومة لا تريد القيام بذلك، نكون نضيع فرصة على اللبنانيين، لأننا لن نقبل بالمراوحة، ولسنا من هواة الكراسي، وأي فريق يقبل بتغيير الذهنية السائدة منذ عشرين عاما، سنكون معه حتى لو لم نكن داخل الحكومة”.
وسئل عن المآخذ التي يراها عون على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي فأجاب: “القصة ليست شخصية، هناك نهج ليس مسؤولا عنه فقط الرئيس ميقاتي، فهو عملي ويتمتع بكل الاهلية، ولكن المشكلة في الذهنية، هناك ذهنية المراوحة والتأجيل التي لم تعد تجوز في بلد أصبح أكثر من 60 في المئة من شبابه خارجه، ولا يجوز أن يصبح لبنان دولة مسنة، وهذا ما نرفضه، واذا لم تتغير هذه الذهنية مع ميقاتي او غيره فلن نستطيع القيام بأي شيء”.