أمّا عن سبب اختياره لهذا العنوان ليست لتكرار مشهدية الشخصية الميثولوجية نفسها، إنّما لتسليط الضوء على “نارسيس” الموجود في كلّ واحدٍ منّا، وهو الذي نقتربُ منه تارةً وطوراً عنه نبتعد. نلتصق به حينًا أو نفكّ ارتباطنا به.
ولكن… وكلّ القضية في تلك الـ “لكن” التي من خلالها يطرح كلا المخرج والكاتب موضوع الحرب من بابها الواسع، بعيداً عن السياسة والمواقف السياسية، بعيداً عن الخنادق والرصاص المعدني، لتلامس الأحاسيس الإنسانية. تلك الأحاسيس التي لم نعبّر عنها في لبنان حتى يومنا هذا.
ويضيف الهبر، يكمن عمق المسرحية في ما قد يجده كل فرد من أينما أتى، شيئ من نفسه فيها، كما وجد المخرج ذاته في نصّها حتى تبنّاه فأضاف إليه من فكره نصوصا تبحث وتعبّر عن وجهات نظر وأحاسيس إنسانية يعيشها كلّ منّا في كل يوم. هي رسالة موجّهة لمن يتلقّفها من الجمهور، تتمحور حول وجوب تحقيق الصفاء الداخلي بين نفوس البشر لكي نتدارك تكرار المآسي التي لم يتخطّاها معظم من عايشها.
“نارسيس” هي مسرحية حول الانتظار، حول الشخصية المتأرجحة في ضياعها بين الحرب والموت، بين الماضي والمستقبل، بين النرجسية المفرطة والنرجسية المتخفّية أو المختفية. مسرحية تحاكي المشاعر والأحاسيس فتدعو للإرتقاء نحو الصفاء.
المؤلّف
ديمتري ملكي درس التمثيل في معهد الفنون الجميلة، الجامعة اللبنانية. وقام ببعض الأدوار التمثيلية مع شكيب خوري، جوزيف بو نصار، كميل سلامة وغيرهم…
إبتداء من العام 1986 تفرّغ كلياً للكتابة، وخصوصا المسرحية منها.
أبرز أعماله التلفزيونية، مسلسل “أسرار” عام 1999، أما أبرز مسرحياته المنشورة: “نارسيس”، “رسائل من عمتي”، “آويها يا عروس”، “مقبرة الفيلة” وغيرها…
نال في العام 2002 جائزة الكتابة المسرحية الفرانكوفونية عن مسرحية “حادث سيارة”.
قدّمت مسرحيته “مكاتيب” لبنان على المسرح في مهرجان المسرح العربي عام 2012، من بطولة كريستين شويري، ومن إخراج جهاد الأندري.
مايا سبعلي، هي وجه مألوف على خشبة المسرح كما عبر الشاشة الصغيرة. تخرّجت من مدرسة المسرح الحديث بإدارة منير أبو دبس. وأعطت دروساً في إعداد الممثل مع أبو دبس، وفي مدارس عدّة كما في مسرح شغل بيت، تابعت دورات ارتجال مسرحي في هولندا، وشاركت في محترفات للرقص المعاصر مع توميو فيرجيس.
وليد جابر تخرج من قسم المسرح والتمثيل في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية. شارك في عددٍ من ورش العمل مع مدرّبين من لبنان والدول العربية والغربية.
شارك في عدد من الأفلام القصيرة والمسرحيات والإعلانات.
تستمر العروض من الخميس 16 شباط لغاية الأحد 19 منه 2017، ومن الخميس 23 شباط إلى الأحد 26 منه2017 في تمام الثامنة والنصف مساء.
هو من تأسيس المخرج شادي الهبر، وهو فعلياً عبارة عن منزل ممسرح في قاعة تتيح للمخرجين والممثلين مساحة لإعداد مسرحياتهم وأعمالهم الفنية، كما وملتقى لهم يجمعهم في روحية المنزل معنوياً ومادياً.
افتتح هذا الملتقى في 22 أيلول 2016، ليشكّل فضاءً مسرحياً ثقافياً، يعدّ فيه الممثّل والمخرج في ورش عمل متخصصة للهواة والمحترفين.
من باكورة أعماله إنتاج مسرحيات ثلاث توجيهية وتوعوية، “كرز” المتمحورة حول حماية الطفل، و”قصتي” للتوعية من مخاطر المخدرات، و”طرحة بيضا” التي أنتجت بالتعاون مع جمعيات “أبعاد” و”بسمه وزيتونه” و”وومِن ناو” Women now، والتي هدفت إلى التوعية حول ظلم المادة 522 في قانون العقوبات اللبناني على المرأة التي تتعرض للإغتصاب.