رادار نيوز – وعدت نفسي ان أجعل هذا اليوم خاليا من دموعي ولكن لا أعرف هل ستخونني عيوني أم ساخون انا نفسي.
منذ ثلاثة شهور حملت حقيبة سفر وحقيبة أحلام وبدأت رحلتي على متن الطائرة مبتسمة، سعيدة بعودتي مرة أخرى لسيد الجمال لبنان,, ياقوتة البلدان، حيث الشمس والقمر يتعانقان، حيث الجامع والكنيسة يتجاوران فتسمع من الاجراس والاذان معزوفة التحابب والتآخي معزوفة “تلاقي الاديان”
وانطلقت في تجربة من أروع ما كان,, واضعة يدي بأيادي قادة البلدان، والبداية كانت في الجامعة باشراف أهم الدكاترة والاساتذة اللبنانية واصحاب الخبرات السياسية والادبية والاقتصادية والمجتمعية، وحتى الإعلامية وبمراقبة من ساندي صاحبة الطلة البهية، تعلمنا تدربنا اكتشفنا وتحمسنا، تناقشنا واختلفنا وتنافسنا، وكنا نضحك ونبتسم نسهر ونتحاور نتناقش ونتسامر حتى اننا نسينا ان نتشاجر كل هذا وكل ما كان…
لكننا لم ننسى بان نكون دائما للتميز عنوان.
أما التدريب في مؤسسات التنسيب فكان بكل الألوان من بناء للسلام إلى الاعلام وفض النزاع وفن الاقناع وحقوق الانسان ورشات مؤتمرات إلتزامات وتعليمات وحتى الحوار وتنظيم الكلمات وإقناع الغير والثقة في الذات ولا تنسى مع هذا وذاك فتح الايميلات وارسال التقييمات ,
كان العقل منهك والجسد مرهق ولكن كان حماسنا أكبر وتوقنا للنجاح والتميز أصدق، وحبنا لاوطاننا وشغفنا بقضايانا اعمق
كنا خليط عربي سحري.
لم نشعر بالضغط أو التعب والارهاق كنا ولازلنا وطن واحد لا يعرف حدود ولا يطلب تأشيرة عبور لاننا بستانا من اندر وارقى أنواع الزهور، لكل منا عطره الخاص فينا الواقعي والحساس فينا المبدع والمقنع والمستمع والممتنع فينا الصادق والصامت والمتحدث والمثابر والمحاور والذكي والمناور، فينا كل الأجناس لاننا ببساطــة كنا قطع من ألماس.
فمن بلد المليون شهيد والنصف مليون الشاعر الذي في خاطري العملاق صاحب الرقي في الاخلاق ’وصاحبة الدكتوراه في التفاؤل عن سر ايجابيتها نتسائل، يرافقهما ملك التميز الذي لمحاور السعادة متحيز .
أما من خضرائي فقد جلبت معي إكتفائي فكنا العطر والابتسامة والسمو والمروءة
فمنا الواقعية الشقية الكل يتفق على صراحتها واسمها مع ابتسامتها يعكس حقيقتها
ومعنا التي في صمتها الكثير وفي عملها ابداع كبير.
أما صاحب النظارات المشاكس الكبير فهمه بيئتنا ومن أسرار طبيعتنا علمنا الكثير وسقف طموحه أكبر حتى من منصب الوزير
ومن صحراؤك يا مغرب، ملهم القلوب يشرق، ذلك الخليط بين الماس والذهب الخالص ترافقه السعادة ذلك الملاك الحارس.
ومعه الاعلامية المغربية صاحبة الطموح، وتلك الجميلة صاحبة القضية وسيدة الشموخ، لم يكتمل من مغربنا الكبير العد، ففخر ليبيا يرافقنا بابتسامة ترى من خلالها اطلالة لشمس الغد.
أما منك يا عراق، فالرقي في الاعلامي الذي في صوته يتختزل الجمال والبساطة واللباقة في مربية الاجيال والشموخ والعزة في الحقوقي حتى كاد الكل يتمنى ان يكون عراقي.
وفيك يا لبنان مهندسة للبنيان وتبني السلام للانسان جميلة بنكهة التوت سمعت صوتها فأسميتها صوت بيروت، ومن بلد النشامى اردني هاشمي صاحب الشهامة والمزاح عنده استدامة لكنه للجد والعمل علامة واجمل ما فيه هذه الابتسامة، ومعه عالم الآثار وسيد الثقافة يتوه بك من التاريخ للسياسة بكل سلاسة وسرعته بنا للمستشفى خرافة، لايرضى الا ان يكون صاحب الصدارة، ليسرق الاضواء عن جدارة وحديثه لا ينتهي حتى لو اسدلت الستارة.
أما أنت يا يمن فقد أسعدتنا حينما العلا والرنا أرسلت لنا، الأولى، هموم الحرب للمعة عينها اطفأتها، لكني سعيدة، لانها بيننا قد استرجعتها وبلمعة التفاؤل استبدلتها.
اما الثانية هي حبيبتي، لا بل صغيرتي المتمردة والتي بتميز شخصيتها متفردة وفرحتها بالحياة متجددة أما أحمد صاحب الدين الجديد، فكما آمنت بأنك الوجه الآخر للحب،وعنوان السلام في الحرب.
فها أنني إعلن إيماني بما تدعو ,, فأنا مثلك إلى دين الانسانية أنتمي، أكملت العد، لكني لم أنتهي، لانني سأنحني، لكل من سهر بينما نحن نيام، لكل من حرص لكي نكون في مأمن وأمان.
بداية من مايا الرفيقة والصديقة وفرح الفرحة الرقيقة وكريستي الجميلة الانيقة
والتحية العميقة اسوقها العزيزة صاحبة الملاحظات الدقيقة شانتال ,,
اقول لكم اليوم جميعا, شكرا لكل ما تعلمت منكم، شكرا للقدر الذي جمعنا
اليوم لم تنته تجربتنا بل اليوم نعلن عن بدايتنا
اليوم أودعكم وأقول لكم,, باننا اليوم سنفترق، لكننا لأننا سنلتقي وبأوطاننا سنرتقي