رادار نيوز – عماد جانبيه
برعاية وزير الدفاع الوطني يعقوب جاك الصراف، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، ممثلاً بالعميد الركن عواد نجم.
ارادت بلدة بشتليدا في قضاء جبيل، أن تظهر المناقب والقيم، التي لا يمكن تعلمها إلا من ذوي الشهداء الذين لا ينكسرون ولا يهزمون أبداً، بل يزدادون صلابة وتمسكاً بالأرض، حين يمتزج التراب بدماء شهدائهم الأبرار.
فإحتفلت بازاحة الستارة عن النصب التذكاري في باحتها، بإبن بلدتها العريف الشهيد في الجيش اللبناني حسين سهيل همدر، الذي استشهد مع اثنين من رفاقه واصابة عدد منهم بجروح، في تفجير انتحاري عند حاجز للجيش في عرسال العام 2014.
حضر من السادة النواب: علي المقداد، نوار الساحلي، سيمون ابي رميا، ووليد الخوري. ومنسق “التيار الوطني الحر” في قضاء جبيل طوني ابي يونس، مسؤول العلاقات العامة في “حزب الله” في قضاء جبيل حسن المقداد، ممثل اقليم جبل لبنان في حركة “أمل” المقدم علي خير الدين، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل ميشال جبران، رئيس دير عنايا الاباتي طنوس نعمة، رئيس المحاكم الشرعية الجعفرية العليا الشيخ محمد كنعان، الشيخ احمد اللقيس، الأمين العام الأسبق ل”حزب الكتلة الوطنية” المحامي جان الحواط، الدكتور طارق موسى، الطبيب زهير بلوق، الصحافي عماد جانبيه، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات الحزبية والاجتماعية والعسكرية، واهالي واقارب الشهيد وابناء البلدة.
استهل الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح الشهداء، ثم النشيد الوطني، وتلا ذلك، كلمة ممثل راعي الاحتفال، العميد نجم قال فيها: “من يحيا في هذه الجبال والقمم يزداد تعلقا بتراب بلاده، كما يزداد اقترابا من سمائها، وهو يستبسل في ساحات الوغى، ويسقط شهيدا، ولكنه يعود ليرتفع إلى جوار ربه بطلا تحرر من شؤون الدنيا، وآثر ان يقدم بنفسه مثالا للتضحية اللامتناهية”.
أضاف: “هكذا تبنى الأوطان، وهكذا تستمر منيعة في وجه الأعاصير، شامخة متماسكة عصية على المؤامرات، واذا كان قدر لبنان ان يتلازم وتاريخه مع الأخطار، فانما كان قدره أيضا ان يتخطاها باخلاص بنيه وتحلقهم حول علم بلادهم”.
وتابع: “ما قام به رفيقنا العريف الشهيد حسين همدر، وهو يواجه غدر الارهاب في منطقة عرسال العام 2014، ودليله إلى ذلك التربية الاخلاقية والانسانية التي تلقاها هنا في هذه البقعة الجميلة، من أهله ورفاق طفولته، ثم ما نهله وتلقاه من توجيه وطني وتدريب عسكري من جيش بلاده”.
وفي ختام كلمته تقدم باسمي وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش، من عائلة الشهيد، وانسبائه وابناء بلدته، بمشاعر الافتخار بالشهيد.
ثم ألقى المحامي الأستاذ حسين همدر كلمة العائلة، نوه فيها ب”تضحيات الجيش”، و”البطولات التي يقدمها للذود عن الوطن”، موجها التحية إلى فخامة رئيس الجهورية العماد ميشال عون” والى قيادة الجيش قائداً وضباطاً ورتباء وافراداً.
وقال: كنت أحسبني أحيا لأرثيك في عرس الشهادة وذكراك الثالثة. ما كنت احسبني أحيا لأرى كبار القوم ومحبيك ومحبي المؤسسة الوطنية الأولى التي كنت منها، حاضرين لتكريمك في يوم من أيام وطني المجيدة. لم أعد اعلم هل الشرف بإستشهادك يعود لك، لعائلتك، لبلدتك، أم للوطن أم لنا جميعا. إن الشيء الوحيد والمؤكد هو انك أصبحت رمزاً للشرف والتضحية والوفاء.
فالشرف تمثل بدماءك الزكية التي سالت على تراب الوطن الحبيب، والتضحية تمثلت فــداءك بحيـــاتــــك أرواح مواطنين أبرياء لا ذنب لهم سوى انهم يحلمون بحياة بعيدة عن جرم وحقد الظلاميين التكفيريين.
أما الوفاء فهو تلك النبتة التي أينعت عند إرتفاع روحــك الزكية إلـــى العلــي القدير، وأثمـــرت اليوم بحضور هذا الجمع الرائع والمحبب إلـــى قلوبنا.
إن انتماءك الى مؤسسة الجيش اللبناني لم يكن وليد الصدفة، فهو مسار خضناه منذ أمد بعيد، زمن الاوفيـاء والكبـــار وإستمر بنــا في زمن الحرب البغيضة، حيث لـم نحد قيد أنمــلــة عـن الخط الوطني الذي تمثله هذه المؤسسة الوطنية الجامعة في زمن الفرقة والإنقسامات اللاوطنية.
إلى يومنا هذا، ظل خيارنا ورهــاننــا على هـذه المؤسسة مــع كـافة خياراتهــا الوطنيــة الكبيرة في مقاومة ومحاربة العدو الإسرائيلي وأدواتــه مــن تكفيــرييـــن داعشيين إلــــى ضبط الأمــن وإرساءه داخل الوطن وحماية المواطنين.
ان الخيار الوطني الكبير الذي إتخذته قيــــادة الجيش بمحـــاربــة الفلول التكفيرية الغريبة عن تفكير اللبنانيين الأحــرار إلــى آخر رمق، هــو إنعكاس لرغبة اللبنانيين أجمعين. ومــا وقــوفهــم في جرود عـرسـال فـي هذه اللحظــات التــاريخيــة إلا تجسيــداً للشــــــرف والتضحية والوفاء بالفعل وليس بالقول.
إن قراراً وطنيا كهذا ما كان ليؤخذ على هذا المستــوى لولا توجيهــــات رأس الهرم، عنيت فخـامـة رئيس البلاد العماد ميشـال عون، الـذي كـان رهــانه الأول والأخير على مؤسسة الجيش اللبنـــاني لمـا تتميز به هذه المؤسسة من قواسم مشتركة مع كــافـــة اللبنانيين المخلصين لبلدهم ولمــا لهـا من خيــارات صحيحــة فـــي الزود عن الوطن والدفاع عن حدوده مع شباب أطهار ضحوا بأرواحهم الطاهرة حمايةً لأخوتهم في الوطن.
إن المعادلة الذهبية التي كــرست وأصبحـت دستوراً نهتدي به نحن اللبنانيون، عنيـت”الجيش والشعب والمقـاومــة”قد تجسدت بــإستشهــــادك حسين إبن بلاد جبيل الأبية، في منطقـة البقـــاع الحبيبة وفي جرود عرسال، حيث سطرت وتسطر الملاحم يومياً وفي كل لحظة، مدخلةً إيانا التاريخ من بــابــه العريض والمشرف، التاريخ الحقيقي الذي سينصف هـذا الخيــار دون أدنــى شــك أو التباس، كيف لا وقد تغيرت المعادلات وتكسرت المشــاريـع الشيطانية التي كانت تحـاك لـوطنـنـا الحبيب، فـارضة نفسها كمدرسة وقدوة للشعوب العربية في التضحية وإنكار الذات لإحياء الأوطان.
إننــا ومـن على هذا المنبر، منـر تكريم شهيد الوطن، نقف خجلاً أمـام دمــاء الشهـداء الزكيـة التي سقطت البارحة واليوم بالتأكيد في الغد، نقول وبفمٍ ملآن إننــا نفتخر بـأننا نعيش في زمن إنقلبت فيــه معــادلات الضعف والخنوع والهزيمة الى معادلات الانتصار والعزة والكرامة.
تحية إجلال وتقدير من عـائلــة الشهيد حسين همدر إلى قيادة الجيش وعلى رأسها العماد جوزاف عون والى كل من ساهم في إنجاح هذا العرس الكبير من الحضور الكـريـم وأعضــاء المجلس البلدي والشباب.
وعسى ان يكون اللقاء قريباً للإحتفال بالانتصـار العظيم علــى الفكر الظلامي التكفيــري الذي لا مكان له بيننا طالما يوجد أمثال العريف الشهيد حسين همدر.
عشتم، عاشت قيادة الجيش ،
عاش شهداؤنا الأبرار
عاش لبنان
ختاماً، أدت ثلة من العناصر التحية العسكرية لممثل وزير الدفاع وقائد الجيش، وعزفت فرقة موسيقى الجيش نشيد الموت تخليداً لذكراه ورفاقه الشهداء، مع ازاحة الستارة عن لوحة النصب التذكاري ووضع الأكاليل في باحة البلدة.
