//

إسلام مدينتي – عبير بالهول

186 views

رادار نيوز – تعودت في مدينتي على الأصوات العالية والحركة الدائمة، أصوات السلام بين الجيران والسؤال على الأحوال، أما يوم الاربعاء فهو يوم السوق الاسبوعية حيث تتعالى فيه أصوات تطلب الرزق، وأصوات أخرى تتعالى لتتنافس على الوافدين على سيارات الأجرة، وبين الأزقة وأمام المدارس تسمع صوت صدى شجار الأطفال وضحكاتهم العالية.

في مدينتي أعشق الهدوء ذلك الزائر المتخفي ليلا الذي لا يزورنا إلا متسترا بظلمة الليل ليغادر على صوت الأقدام التي تتسارع حثيثة في كل فجر إلى المسجد القريب من بيتنا، في مدينتي أعشق الهدوء.. لكنني اليوم  سمعت صوت مدينتي العالي،  فعشقته أكثر.

 كان يوما غريبا ليس كباقي الأيام.. حتى الشمس  وكأنها أشرقت بسرعة على غير عادتها بل كأنها إستيقظت على صوت أهالي مدينتي التي تصرخ بأعلى صوتها… أصواتها لامست عنان السماء تنادي بإسم إسلام.

إسلام فتاة الثلاثة عشرة ربيعا.. لازالت تخطط لأحلامها ولازالت براءة الحياة تنعكس على ملامحها الناعمة، تجد نفسها فجأة تعاني من مرض نادر إختار أن يطرق بابها دونا عن ملايين البشر، واختار القدر أن يجعل دوائها خارج حدود الوطن.

المبلغ المطلوب كبير جدا يلامس الحلم البعيد، لكن المعجزات لازلت تسكن في بعض أركان مدينتي، فلبت النداء وأمتزج صوت المعجزات بصوت التحدي لتشهد مدينتي ولادة الأمل، وملأت صورة الصغيرة أغلب الصفحات في مواقع التواصل الإجتماعية وبدأ العمل، وتجند الجميع في حملة كلنا إسلام ليفتح أحد أبناء مدينتي. المقهى التي على ملكه ويعلن أنه سيتقاسم مرابيح يومه مع حملة كلنا إسلام وهب الجميع على هذا الخبر يشاركون بقليل أو كثير من ما يملكون، ثم أعلن آخر عن نيته في جعل كل مرابيحه في مطعمه الصغير لحملة إسلام، ثم صوت آخر وأخر وآخر حتى أصبحت العدوى الحميدة تجوب كل شبر في مدينتي وحتى أصبح كل أبنائها يتنافسون لإنجاح حملة كلنا إسلام، كل حسب موقعه وحسب عمله وحسب قدرته، ومن كان لا حول ولا قوة له فلقد شارك بالدعاء، حتى كبر التحدي وكبر الأمل ليصغر المبلغ المطلوب، لكن لازال الطريق طويلا والزمن قصيرا والعمل كثيرا، حتى الموسيقى أبت إلا أن تشارك في حملة كلنا إسلام، كيف لا وهي التي في أنغامها الساحرة ما يجعل جميع لغتنا عاجزة وقاصرة، وكان الحفل الأول في مدينتي، تنافس الجميع كالعادة للمشاركة فيه بالحضور أو العزف أو الغناء أو التنظيم أو حتى بالسعادة.. وصنع أبناء مدينتي سلما جديدا لتحقيق حلم إسلام في الحياة.. الحلم بأن تحيا وتكون .

 في مدينتي لازال الحلم ممكنا ولازال الأمل يولد من رحم الألم.. ومعا سنصل ,يدا بيد لنصنع مستقبلا يليق بنا ويليق بإسلام، واليوم صوت إسلام يكسر جدران البيوت ويحط الرحال في بيروت، في لبنان بلد الحب والسلام بلد تلاقي الأديان، ربما نجد يدا تمد بالدعاء ولها عند الرحمن إستجابة بعد رجاء …

عن قصة حقيقية حدثت في مدينتي عقارب

                                    إسلام بن وردة … إسلام مدينتي

                                    عبير بالهول

                                    يتبع …

عبير بالهول - اسلام مدينتي

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

بري باسم النواب ردا على ترامب

Next Story

انطلاق مهرجان بيروت الدولي للسينما في دورته ال17 من 4 الى 12 ت1

Latest from Blog