نحن صنّاع اللصوص – د. حسين اسماعيل دشتي

الأربعاء, 20 سبتمبر 2017, 15:46

رادار نيوز – تقوم مجتمعاتنا على مجموعة من القيم والمفاهيم التي لولاها لكان اختلط الحق بالباطل والخطأ بالصواب، وأخطر من في المجتمعات أولئك اللصوص الذين نصنعهم نحن عبر وعظهم لنا ونسعد، وتوجيهم لنا ونقبل، يرون القشة في عين غيرهم لكنهم لا يرون الخشبة في عيونهم، يعبثون بالقيم على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، فكم وكم من شعب ابتلى بهذه البلوى، وفي الكثير من الدول والشعوب تتحكم نخب لا تشبه تاريخ بلادها وشعوبها مع كل الفوارق والاعتبارات.

مع كل هذه المعاني والكلمات السلبية، ما زالو يستخدمون جماعاتهم من أجل تثبيت سلطتهم، معهم ليس للإنسان الحر أي وجود، وثنائية الخير والشر لديهم اغتالت كل وجود حر.فكلما تمسكنا بمنطق الاحتماء بهم، أفقدنا أنفسنا إمكانات تحقيق وجودنا الانساني المستقل وكرامتنا كبشر. كلما وضعنا في الزعماء كل ما نملك من قدرات وإمكانات نلغي وجودنا لصالح وجودهم، حتى أننا نلغي الجماعة أياً كانت تلك لمصلحة الفرد فيهم. أحد أهم مصادر اخفاقاتنا مرتبط بمصير هؤلاء الزعماء، ننتصر فيهم ونهزم معهم.

فنقول لهؤلاء بحسب قول أحد العلماء: لا يمكن للإنسان أن يكون لوقت طويل ذا وجهين، واحد كما هو، والثاني منافق، كاذب ومخادع في علاقاته ومبادئه المبيتة متلوّن في مواقفه ومشاعره، وهذا يربكه في النهاية لأنه لا يعود يعرف أيهما هو الوجه الحقيقي.

كل هذه العبر أيعقل أن نبقى في حمى الزعماء؟…

الدكتور حسين اسماعيل دشتي

الدكتور حسين اسماعيل دشتي

اترك تعليقاً

إضغط هنا

Latest from Blog

أم عبدالله الشمري تتحدث عن الشهرة والعائلة والتحديات في أولى حلقات “كتير Naturel”

استضاف برنامج “كتير Naturel” في حلقته الأولى، الذي يُعرض عبر تلفزيون عراق المستقبل من إعداد وتقديم الإعلامي حسين إدريس، خبيرة التاروت أم عبدالله الشمري. وتحدثت أم عبدالله بكل صراحة عن مسيرتها، الشهرة،

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop