رادار نيوز – عماد جانبيه
لايحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن ينسينا، أنه يترأس مكوّن إرهابي ولادةً ومشروعاً ودوراً، الذي ينتعش في أيديولوجيته ويتغذى من التردي العربي، ليكسر المعادلات ويحدث تحولاً في المنطقة.
لا يحب ترامب أن ينسينا وعده لاسرائيل أثناء حملته الانتخابية أن القدس ستكون عاصمة أبدية يهودية، مستغلاً حال الدول العربية التي تحترق بالفتن والخلافات، منشغلة بالتصفيات.
لا يحب ترامب أن ينسينا، أن أميركا دائماً موجودة كمثال لتحدي القدرة والكرامة بأوسع معانيهما، وليس هناك من أحد، يمكنه أن يضع ثقله الى جانب الحقوق العربية.
لا يحب ترامب أن ينسينا، أن اميركا ليست مؤسسة خيرية، والدليل في الكوارث والمذابح التي تسببت بها، وفي الأخطاء والحماقات التي ارتكبتها.
لا يحب ترامب أن ينسينا، أن اميركا قادرة على تدمير أي بلد عربي من الجو أو البحر، من دون القدرة على غزوه براً والوصول الى عاصمته.
كل هذا في سبيل تحقيق حلم اسرائيل التي ترفع من وتيرة الاستيطان كي تصل الى دولة يهودية… وستكون (القدس) الضحية التي سيقدمها ترامب قرباناً لإسرائيل، رداً للجميل.. وكي لا تنهار العوائق التي بنتها اسرائيل على مدى السنين، وانعزلت في مواجهة الموت بالانتفاضات الحتمية والهزائم أمام المقاومين في احتلالها ارض فلسطين.
قبل ذلك، نجحت اميركا في تحويل الحرب عن اسرائيل لتصبح حروباً بين أبناء المنطقة. ونجحت في سيطرتها الاستراتيجية على المنطقة وثرواتها وتنظيم الفوضى، لتحافظ على امن اسرائيل واعادة تعويمها كشريك للعرب في المنطقة على مستوى الأمن والسلم والاستقرار والاقتصاد.
وايضاً، كانت مكشوفة استراتيجية الولايات المتحدة الاميركية في المنطقة، وبالتحديد في هذه الظروف الراهنة، حيث لم يعد هناك شيء خفي، فبالطبع مهمتها ليست أخلاقية ولا انسانية لإنقاذ العالم العربي من مخاطر الارهاب، خصوصاً أنها هي من صنعته ومولته وأمدته، بكل اسباب القوة الاستمرارية.
فعلى ترامب أن يتراجع عن مغامرته المجنونة، البربرية الهمجية الفاقدة لأبسط معاني الرحمة الانسانية، حيث الحقد الأعمى، لأنه لا يستطيع أن يتصور فلسطين دولة مستقلة، ولا يستطيع أن يتصور ما قد يحصل من مصير اسود ينتظرهم، ان تم اعلان القدس عاصمة لاسرائيل..
يمكنهم أن يقولوا أن هذا التحليل تخمين مبني على العواطف والاصطفاف الحالي، علينا ان نتكاتف لنحول اللامبالاة الى مسؤولية ونقضي على الهمجية، وندفن هذا المخطط الى غير رجعة، فيما الصهاينة ومن معهم يمضون من مرحلة الى مرحلة، ليدعموا حملتهم ضد الشعب العربي وتحديداً الفلسطيني.