حرصت منذ الصغر على عدم الافراط بأكل الجبنة ايماناً مني بأن للغذاء انعكاس على صحة الانسان وشخصيته ، كي لا يصيبني ما أصاب الكثير من امتي وهم اكلة الجبنة واعني بهم مجازاً الجبناء.
لم تكن صدفة ان تنظم احدى البلدان مسابقة لأكلة الجبنة كشعار لممارسة طقوسهم ، انها ثقافة تربى عليها الكثير من امتي، لايستيقظوا الا بعد تحقيق المكاسب والانتصارات، ليكونوا قد استفادوا من تضحيات غيرهم ، لا يتكلموا الا بعد سفك الدماء، لا يواجهوا الا بعد انقضاء الأمر، انها ثقافة عانى منها الذين سبقونا وسيعاني منها الذين سيلحقوا بنا…
أكلة الجبنة هؤلاء دمروا القيم والاعراف الانسانية وحتى الحيوانية ، أكلة الجبنة من امتي لن يستفيقوا الا بعد ان تكون السباع حققت لهم مكتسبات لينسبوها لأجدادهم وجماعاتهم…
أكلة الجبنة هؤلاء موزعون في مختلف انحاء البلاد لا بل البلدان، انهم متغلغلون في كافة المجتمعات و القطاعات، انهم حاقدون انتهازيون، انهم لا يصلون ولا يصومون الا خوفاً وليس خشية من الخالق، انهم ينتظرون قبل ان يقولون خوفاً على الجبنة التي تربوا على احياء طقوسها كل دقيقة ودقيقة…
أكلة الجبنة من امتي وبلادي يخشون على البقرة ان يصيبها مكروه ليس حفاظاً علىها بل لأنها تؤمّن لهم حاجتهم من الجبنة التي تعودوا على أكلها واكتسبوا غذائهم من ثديها وسموا بالنتيجة على اسمها مع فارق بعض الأحرف ،
قد ترى اصواتهم عالية و قاماتهم طويلة وشعرهم مصفف لامع ويجادلون حتى يجادلون دون ان يعلموا ماذا يقولون معتمدين في آخر المطاف على علبة الجبنة التي تعودوا على أكلها والمبيت في كنف علبتها وقد تراهم بالصفات الآنفة دون أن تعرف حقيقتهم الا بعد تصبح عارفاً بتصرفاتهم وتاريخهم وقلبهم الضعيف وهمتهم الضائعة في ازقة بائعي الجبنة علهم ينتفعون ببعض منها طبعاً على حساب غيرهم ممن لم يفرطوا بأكل الجبنة منذ الصغر ،
انها حقيقة وليست رواية ،انها حقيقة نشهدها في عملنا وقطاعاتنا، انها واقع نشاهده على تلفازنا وليس على القناة الهولندية أو البلغارية مصدرة الجبنة لآكليها و لمحبي احياء طقوسها، الحمد لله انني لم افرط بأكل الجبنة ولم احيي طقوسها منذ الصغر حتى لا يصيبني ما اصاب آكليها دون وجه حق واصابتهم بجبنها.
المحامي ماجد دمشقية