تَتَراقَص وَتَتَمايَل بِأَغْصانها وَكَأَنَّها آلَة مُوسِيقِيَّة، تُسْمَع أَنْغام جَسَّدَها لِتَتَحاوَر مَعَ شَعَرَها. يَتَساقَط مِنها رَذاذ مُحَمَّل بِعَبِير الزُهُور يُنْشَر فِي القَلُوب سَعادَة، لِتَأْخُذكَ بِهِ مِن فَصْل إِلَى فَصْل…
يا لَها مِن لَوْحَة تَتَأَجَّج بِأَلْوانها النارِيَّة.
هي مَزِيج مِن الأَناقَة وَالجَمال وَالنُعُومَة يسْكَب فِيَّ ذِهْنكَ… حافِيَة وَكَأَنَّها تَنْتَقِل بَينَ أَوْراق الخَرِيف بِحَفِيف خلْخالها… تُزَبل أَمام دَلَعَها العُيُون طالِبَة مِنها الرَأْفَة.
أُنُوثتها باقَة مِن الجَمال الخارِق يِعْجز اللِسان عَن وَصْفها. دَعَوتَها لِشُرْب كَأُسّ، لِأُحَقَّق لَها أَمْنِيّاتها وَما تُرِيد، رَفَضتْ وَأَكْمَلتْ رَقْصها وَجُنُونها أَمام عُيُون عُشّاقها المتيمين بِسحْرها الشَرْقِيّ المَلِيء بِالأَسْرار…
ذَهَبتَ وَأَخَّذتْ صُورتها المَحْفُورَة فِي قَلْبيْ وَالمَنْحُوتَة فِي روُحِي، وَكَأُسِّي فِي يَدَيْ يَدْمَع مِن القَهْر وَالأَلَم ينْزَف خَمَّرَتهُ مُنادِيا بِٱِسْمها (قَمَر ). وَأَنا مُدرك تَماماً، أَنَّ القَمَر الَّذِي هُوَ فِي الفَضاء يحَمِّل إسّمُها…
وَبِما أَنَّ الٱِعْتِراف لَيِسَ عَجِزاً، وَلَيِسَ ضَعَّفاً… سَأَعْتَرِف أَنِي سَأَبْحَث عَنها فِي عالِم المُسْتَحِيل وَفِي دُنّيا اللاوجودْ.
الكاتبة ألين جان ابي خليل