احمد الحريري: في زمن حكومة “حزب الله” لبنان يسبح في الفلك الايراني

337 views
44 mins read

اقيم حفل في فندق “قصر الأمراء” في الضنية، لمناسبة افتتاح طريق مربين ـ الضنية، بحضور النواب احمد فتفت، قاسم عبد العزيز وكاظم الخير، الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري، المستشار الانمائي للرئيس سعد الحريري فادي فواز، منسق عام “تيار المستقبل” ـ في الضنية هيثم الصمد والمنية بسام الرملاوي، قنصل رومانيا الفخري في لبنان سعيد طراد، وشخصيات سياسية وبلدية واقتصادية ودينية وحشد من أبناء المنطقة.

وأشار احمد الحريري في كلمة له الى انه “على يد حكومة “حزب الله” لا يمكن التكهن بشيء يمكن ان يعزز مكانة الوطن ويحفظ سيادته”، معتبرا انه “في زمن حكومة الحزب لا يمكن إلا انتظار الحوادث الأمنية الغامضة التي يعقبها دائما الطوق الأمني ومنع قوى الشرعية من التدخل والتحقيق”.
وأكد ان “المسيحيين في هذا البلد هم نصفه وأن لهم فيه ما للمسلمين من حقوق”، مشددا على ان “لبنان يفقد كل معنى لوجوده إن اختلت معادلة المناصفة الاسلامية المسيحية”.
وقال: “نأتي اليوم إلى الضنية، لنفتتح طريقا لنقول أننا نعبد سويا مع أهلنا في الشمال، طرق الانفتاح والتقدم. وهي طرق، تصل الشمال ببعضه البعض أولا، ومنه إلى الوطن، كي تعود هذه المنطقة كما تعودنا، رقما صعبا وأولوية لدى الدولة. فكفى الشمال الذي يستحق منا الكثير حرمانا، لأنه قدم لهذا الوطن الكثير”.

اضاف: “نأتي اليوم إلى هذه المنطقة لنفتح طريقا، وكلكم يعلم أننا في “تيار المستقبل”، كنا وسنبقى أول من يبني الجسور بين كل الأطياف، فهذا ما تعلمناه من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا ما نكمله مع الرئيس سعد الحريري”.
وتابع: “كلنا يذكر تفاصيل المرحلة الماضية التي لن نعود إليها بأي شكل من الأشكال، لكن من الأهمية بمكان تذكير كل الناس، بأننا كنا، وبأن الرئيس سعد الحريري كان هو أول من مارس سياسة الانفتاح على الجميع، وتحديدا على خصومه السياسيين من أجل هذا الوطن. وكلنا يعلم أيضا، أنه في اللحظة الأولى لصدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، خرج الرئيس سعد الحريري على اللبنانيين مهنئا ببدء مسار العدالة، لكنه في الوقت عينه، خرج بيد ممدودة لحزب الله، من أجل مصلحة الوطن العليا”.

وأردف الحريري: “لكن مع الأسف، قوبلت هذه اليد بحملة غوغائية تضليلية لا تمت إلى الانتماء الوطني ولا إلى المصلحة الوطنية بصلة. فبالله عليكم، من منا لديه شك أو لا يعلم من الذي يقطع الطريق على الحوار وعلى التلاقي. لقد أصبح جليا أن هناك في لبنان من لا يريد الحوار إلا على طريقته، وهذا يتنافى مع كل مبادئ الحوار والتلاقي. من غير المقبول اليوم، أن يحاول البعض التعاطي مع اللبنانيين على طريقة أننا الحقيقة وانتم الخطأ، وما عليكم سوى طاعتي. من يتصرف هكذا، يقرأ عكس التاريخ، ويمشي من دون الانتباه لجغرافيا تتغير من حولنا. من يتصرف هكذا، يريد للبنانيين أن يواجهوا كل ما هو متغير في هذا العالم العربي. يريد لهم استعداء أجيال من الأحرار التي ولدت في تونس، وأزهرت في مصر وليبيا واليمن، وهناك خلف الحدود، في سوريا، حيث الشعب يقول كلمته مرة أولى وأخيرة: ولى زمن العبودية، إنه زمن العدالة والتحرر”.

وعن وثائق “وكيليكس”، قال احمد الحريري: “في الأيام القليلة الماضية أثبتت التجربة أن الفريق الآخر يعمل بانتقائية قل نظيرها، فهذه الوثائق كانت محل ترحيب، بل كانت بمثابة إخبار للنيابة العامة كي تتحرك بحق شخصيات 14 آذار، أما اليوم فقد أصبحت وسيلة لبث الفتنة لأنها طالت رموز 8 آذار، وما يكنوه لبعضهم البعض. وعلى هذا الأساس، ومن على هذا المنبر، أطالب من تطاول علينا ومن اتهمنا بالعمالة والتواطؤ وما إلى هنالك من صفات مردودة، تقديم اعتذار للشعب اللبناني، إذ اصبح فعلا يعتبر ان هذه الوثائق غير دقيقة وغير حقيقية”.

واضاف: “لقد ملينا من أسلوب التخوين، ومن سياسة التضليل، ونحن اليوم امام مفترق طرق، ومن هنا، أدعو الجميع الى العودة لعقولهم ووطنيتهم اللبنانية المنفتحة، لنمد أيدينا الى بعضنا البعض، ونرتقي بنقاشنا السياسي لما هو مصلحة لهذا الوطن، إنها دعوة صادقة، عسى أن تقابل بصدق. نجتمع اليوم لافتتاح هذا المشروع الحيوي للمنطقة والرابط بين مناطقه. وكم كنا نأمل بأن نلتقي في أجواء يسود فيها كل ما من شأنه ان يربط أبناء الوطن الواحد ويشد من أزرهم في مواجهة كل ما يحيط بنا من تحديات ومخاطر نعرف كيف تبدأ ولا نعرف كيف تنتهي”.
ولفت الى ان “اللبنانيين يعرفون أن في بلدهم حكومة ولا يعرفون ماذا تفعل. فهي محكومة بقرارات جاهزة غب الطلب في كل الملفات والقضايا. قرارات اتخذها “حزب الله” على كل صعيد ويوزعها عندما تدعو الحاجة من ضمن سياسة الرأي الواحد. حكومة يدخل أفرقاؤها في كباش بشأن خطة الكهرباء وتصل الأمور بينهم الى الطلاق والتهديد بانسحاب وزراء التيار العوني، فتأتي كلمة السر من حزب الله بأن الوقت لم يحن لفرط عقد الحكومة التي جهد وكيلهم فيها الرئيس نجيب ميقاتي نحو نصف عام لتأليفها”.

وعن موضوع تمويل المحكمة الدولية، أشار الحريري الى أن “الحكومة على موعد مع ملف تمويل المحكمة ونسمع من رئيسها كلاما ونسمع من مرجعيتها ومرشدها أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله خطابا مختلفا”، موضحا ان “الرئيس ميقاتي يؤكد مبدئيا احترام التزامات لبنان لجهة تمويل المحكمة، بينما “حزب الله” يرفض الاعتراف بالمحكمة ولا يمل من مهاجمتها وتشويه صورتها”.
وقال: “ما يهمني التأكيد عليه في هذا الاطار ان المهم هو التمويل ولا يعنينا بأي طريقة من الطرق سيتم، فهذا شأن الحكومة بشخص رئيسها. يجب ألا يغيب عن بال اللبنانيين أن التزام لبنان بتعهداته حيال المحكمة يأتي عشية ترؤس لبنان لمجلس الأمن الدولي وبالتزامن مع وصول رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى نيويورك، وبالتالي فإن أي خطوة ناقصة في هذا الاطار من شأنها ان تنعكس سلبا على لبنان في علاقاته الدولية وربما تضعنا جميعا في موقف وموقع لا نتمناهما ولا طاقة لنا على تحمل تبعاتهما”.
وأضاف: “على كل حال، نحن اعتدنا على هذه الحكومة في الخطوات الناقصة وفي ابتكار سبل إحراج اللبنانيين فلبنان خرق الاجماع الدولي حيال سوريا في الأمم المتحدة وكان خارج سرب المصوتين على الادانة لما يرتكبه النظام السوري بحق أبناء شعبه.وهذا إن دل على شيئ فإنما يشير صراحة الى أن لبنان بات أكثر من أي وقت مضى يسبح في الفلك الايراني وينفذ السياسة الخارجية الإيرانية بعدما فرضت عليه السياسة الخارجية السورية في زمن الوصاية البائدة. نحن لا نستغرب أن يكون لبنان رئيسا لمجلس الأمن وأن ينقض الاجماع الدولي. فعلى يد حكومة “حزب الله” لا يمكن التكهن بشيئ يمكن ان يعزز مكانة الوطن ويحفظ سيادته.في زمن حكومة حزب الله، لا يمكن إلا انتظار الحوادث الأمنية الغامضة التي يعقبها دائما الطوق الأمني ومنع قوى الشرعية من التدخل والتحقيق. وفي عهد هذه الحكومة يسود الخطف والمقايضة والافراج على أراضي الدولة والحكومة في غيبوبة. تسود التعديات في لاسا على الاراضي وعلى رجال الدين ولا من يكشف خيطا يطمئن جزءا أساسيا من المجتمع اللبناني عنيت به المكون المسيحي”.

وأكد الحريري أن “المسيحيين في هذا البلد هم نصفه وأن لهم فيه ما للمسلمين من حقوق. وبالنسبة الينا فإن لبنان يفقد كل معنى لوجوده إن اختلت معادلة المناصفة الاسلامية المسيحية. ونحن كما ننبذ التطرف من أي اتجاه اتى، فإننا نرفض تبعاته وندعو اللبنانيين الى التشبث بأرضهم ومقاومة كل المغريات للمحافظة على هذه الفسيفساء الجميلة في المجتمع اللبناني”.

وختم بالقول: “ينتابنا القلق على لبنان من حزب يضع سلاحه في وجه الجميع وينساق وراء انظمة دموية ليغطيها. نعم، قلقون من تصرفات حزب يضع متهمين في منزلة القديسين، ويرفع نبرة التهديد والوعيد عند كل مفترق. قلقون من حزب ينزه نفسه صبح مساء ، بينما عملاء أجهزة الاستخبارات في صفوفه وبين حلفائه، ولذلك نضم صوتنا للقائلين بضرورة أن يثبت “حزب الله” براءته أمام المحكمة الدولية، كما نطالب الحرصاء على العدالة بتحويل أقوالهم الى أفعال فلا تبقى الالتزامات مبدئية ليأخذ المجرم جزاءه وليأمن اللبنانيون على حريتهم”.

Previous Story

اجتماعات للاولمبياد الخاص الدولي في بيروت

Next Story

لبنان يتهاوى في الشوط الثاني ويسقط بفارق 18 نقطة امام كوريا الجنوبية

Latest from Blog